ماذا يعني الطلب الأمريكي لحفتر بوقف هجماته على طرابلس؟

الأحد 24 نوفمبر 2019 10:09 م

اعتبر خبراء أن دعوة واشنطن للجنرال "خليفة حفتر" بوقف هجماته على طرابلس، واتهامها روسيا باستغلال الصراع في ليبيا، بمثابة تطور لافت في موقف إدارة الرئيس "دونالد ترامب" من النزاع في البلد الذي يشهد صراعا على السلطة منذ سقوط نظام "معمر القذافي".

فيما رأى آخرون أن طلب واشنطن مجرد رسالة ضغط ومخاوف من روسيا، مشيرين إلى أن القوى الدولية الفاعلة والإقليمية في ليبيا لم تتوافق حتى الآن حول حل الأزمة الليبية.

جاءت الدعوة الأمريكية لـ"حفتر" في بيان الأسبوع الماضي، قبيل الاستعدادات لمؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، وبالتزامن أيضا مع اجتماع أمني لمسؤولين أمريكيين مع ممثلين لحكومة الوفاق.

واعتبر "عماد بادي" الخبير الليبي في "مبادرة التغيير السلمي بشمال أفريقيا" (مقرها بريطانيا)، أن "تزايد الوجود الروسي في ليبيا دفع واشنطن لإعلان موقفها من الحرب الدائرة في جنوب طرابلس بعد أشهر من التخبط"، حسبما نقلت الإذاعة الألمانية.

 بدورها قالت "كلاوديا غازيني" الخبيرة في الشأن الليبي لدى مجموعة الأزمات الدولية (مقرها بروكسيل)، إن "الأنباء المسربة عن وجود قوات روسية في ليبيا تسببت في غضب أجهزة الأمن القومي الأمريكي".

من جانبه أعرب "عبدالهادي الصغير" عضو مجلس النواب الليبي (مقره طبرق ويدعم "حفتر") عن اندهاشه من الطلب الأمريكي قائلا: "تفاجأنا بالبيان الأمريكي لأنه نابع من معلومات خاطئة قدمها وفد حكومة الوفاق الذي يرعى الميليشيات في طرابلس".

وأضاف "الصغير" أن "مجلس النواب طالب بعد البيان بلقاء أعضاء بالكونجرس الأمريكي لتوضيح الصورة بأنه لا توجد قوات روسية والقيادة العامة مكونة من جيش وطني لتحرير طرابلس من الميليشيات والجماعات المسلحة الإرهابية القادمين من سوريا".

لكنه استدرك قائلا: "البيان لا يعكس تغيرا في الموقف الأمريكي من الأزمة، حيث هناك تعاون وثيق بين القيادة العامة للجيش الليبي (قوات حفتر) مع الجانب الأمريكي منذ بداية حرب طرابلس".

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" سبق أن أشاد بجهود الجنرال "حفتر" جهود في مكافحة الإرهاب.

وكانت تقارير إعلامية قد اعتبرت أن تحذير واشنطن هو الأقوى منذ بدء هجوم "حفتر"، مشيرة إلى أن رئيس حكومة الوفاق "فائز السراج" طالب واشنطن بالتدخل لوقف الهجوم.

وبرأي الخبير الليبي "عماد بادي"، فإن البيان الأمريكي يدعم موقف حكومة الوفاق بطريقة غير مباشرة في مساعيها لوقف العمليات العسكرية في طرابلس تمهيدا للتسوية السياسية.

وعقبت "غازيني"، بأن "البيان (الأمريكي) شديد اللهجة ضد العملية العسكرية على طرابلس، واتخاذ موقف قريب من حكومة الوفاق، لكن لا يعني أن هناك تغيرا في السياسة الأمريكية".

وأضافت أن الموقف الأمريكي منذ بداية الحرب على طرابلس وحتى وقت قريب لم يكن معروفا ولا دليل على تغيره.

ورأت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، أن واشنطن تريد توجيه "رسالة ضغط على حفتر لدفعه لوقف العمليات، والمشاركة في المفاوضات المرتقبة في برلين".

وأشارت إلى أن مصر قد تلعب دورا أيضا في الضغط على حليفها "حفتر" ودفعه للدخول في التسوية، لكن المشكلة أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لا يؤيد حكومة الوفاق الحاكمة في طرابلس.

وتابعت: "كما أن القاهرة لن تمضي بعيدا بمفردها في أي تغيير بموقفها دون اتفاق مع أبوظبي شريكتها الرئيسية في دعم حفتر".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت ألمانيا عن مساعيها، بالتعاون مع الأمم المتّحدة، إلى عقد مؤتمر دوليّ لإنهاء الحرب حول العاصمة طرابلس.

وأعلنت واشنطن، في 18 أكتوبر/ تشرين الأوّل، مشاركتها في المؤتمر الذي تواصل برلين التحضير له بلقاء الأطراف الفاعلة والإقليمية والمحلية.

والتقى سفير ألمانيا لدى ليبيا، "أوليفر أوفيتشا"، الخميس، مع أعضاء بمجلس النواب الليبي في مدينة طبرق بينهم "عبدالهادي الصغير" الذي قال في تصريحات إعلامية: "نحن نتطلع لمؤتمر برلين باعتبار ألمانيا دولة محايدة من الأزمة".

وأيده المحلل الليبي "عماد بادي"، قائلا إن "ألمانيا لم تشارك فعليا في دعم أي طرف في الصراع وكذلك تحظى بنفوذ في الاتحاد الأوروبي".

وأكد أن الشعب الليبي ينظر بتفاؤل للمساعي الألمانية، لكنه يخشي عدم نجاحها مثل مؤتمري باليرمو (جنوب إيطاليا) وباريس.

ورغم اتفاق الخبراء، بأن واشنطن وجهت عبر بيانها الأخير رسالة ضغط على "حفتر" لدفعه للدخول في المفاوضات السياسية المرتقبة في مؤتمر برلين، وبأن هذا التطور قد يكون مرده مخاوف أمريكا من تنامي النفوذ الروسي في البلد المغاربي المضطرب منذ ثورات الربيع العربي.

غير أن "كلاوديا غازيني" الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية، ترى أن القوى الدولية الفاعلة والإقليمية في ليبيا لم تتوافق حتى الآن حول حل الأزمة الليبية بدليل عدم تحديد موعد لمؤتمر برلين.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

قوات خليفة حفتر الصراع الليبي حكومة الوفاق الوطني الليبية رئيس حكومة الوفاق

قوات حفتر تعترف بتواجد طاقم روسي في ليبيا لدعمها

أنباء عن سقوط روس باستهداف الوفاق لتجمع قوات حفتر بطرابلس

إيطاليا: ألمانيا تواجه صعوبات في جمع الأطراف الفاعلة بالأزمة الليبية

تنديد أممي باستهداف حفتر للمدنيين في ليبيا

وفد من حكومة الوفاق الليبية يصل إلى الدوحة

دعوى قضائية جديدة ضد حفتر بأمريكا لارتكابه جرائم حرب