استمعت محكمة تركية، يوم الجمعة، وللمرة الأولى، إلى شاهد في قضية اغتيال السفير الروسي لدى تركيا، "أندريه كارلوف".
وتحدث الشاهد، وهو المحامي "سيركان أوزكان"، عن طبيعة الظروف والعلاقة التي ربطته مع القاتل، "مولود ميرت ألطنطاش"، الذي كان يستأجر غرفة في شقته.
وأورد الشاهد أن "ألطنطاش" قال له إن حالته المالية حرجة، وقرر المحامي مساعدته بتأجيره الغرفة "بدوافع إنسانية ومن باب كرم الضيافة".
وتابع أن "ألطنطاش جاء إلي ومعه ثلاث حقائب تضم كثيرا من الكتب. ثم بدأ يذهب إلى عمله كالمعتاد. وفي أواسط ديسمبر/كانون الأول (2016) سافرت إلى إسطنبول، واتصل مولود بي هاتفيا، وقال لي إنه يريد لقاء فتاته في 20 ديسمبر، وطلب مني أن أجد له بدلة وأحضرها إليه بأسرع ما يمكن. وبالفعل اشتريت له البدلة لكنه لم يرد لي المبلغ الذي أنفقته. وفي الواقع، كانت الجريمة قد ارتكبت في ذاك الوقت وقتل مولود".
وأوضح "أوزكان" أنه علم عن اغتيال السفير الروسي من نشرات الأخبار المتلفزة، وكان مصدوما بهذا النبأ.
وتابع: "ذهبت إلى الصراف الآلي لسحب النقود، وما إن رأيت صورة القاتل في نشرة إخبارية على شاشة هاتفي النقال حتى شعرت بوهن شديد في ساقيّ، بل وحتى نسيت أن أسحب نقودي من الصراف".
وكشف الشاهد أنه حضر إلى قسم الشرطة ليعترف بأن قاتل السفير الروسي سكن في شقته خلال شهر ونصف.
وأكد "أوزكان" أنه يشعر بأسف لأنه فتح أبواب بيته أمام المجرم، لكنه أشار إلى أن "المبادئ الإنسانية تدفعني إلى مساعدة الآخرين".
وتعرض سفير روسيا لدى تركيا، "أندريه كارلوف"، في 18 ديسمبر/كانون الأول 2016، لهجوم مسلح أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور، تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في أنقرة؛ ما أدى لمقتله.
ولاقت عملية الاغتيال إدانات واسعة من كل من أنقرة، وموسكو، ودول عربية وغربية.
وجرى توجيه الاتهامات إلى 28 مشتبها بهم، في مقدّمتهم زعيم منظمة "غولن"، ""فتح الله غولن"، المقيم في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية منذ عام 1999.
واتهمت النيابة العامة التركية، منظمة "فتح الله غولن" بالوقف وراء جريمة اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة، واصفة الجريمة بالعمل الاستفزازي ضد العلاقات الروسية - التركية.