كشف مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا "غسان سلامة" عن سببين رئيسيين يعقدان، تسوية النزاع في البلد الأفريقي الذي يعاني من صراع على السلطة منذ 2011 يتركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات اللواء خليفة حفتر.

وقال "سلامة" في حديث أدلي به لوكالة الأنباء الفرنسية، إن السبب الأول هو تدفق الأسلحة إلى ليبيا، والثاني هو التوتر بين واشنطن وموسكو.

وأضاف: "نلاحظ أن الأسلحة تأتي من كل مكان"، مؤكدا ضرورة الإصرار في برلين على أن تكون لجنة العقوبات الأممية "أكثر فاعلية".

وفيما يتعلق بمؤتمر برلين الهادف لإعطاء "تغطية دولية لاتفاق محتمل بين الأطراف الليبيين"، قال "سلامة" إنه يتوقع أن يعقد مطلع العام 2020.

وأوضح المبعوث الأممي أنه قد يتم دعوة دول أخرى للمشاركة فيه، وسيعقبه اجتماع بين الأطراف الليبيين "على الأرجح خلال النصف الأول من يناير/كانون الثاني في جنيف".

ونبه إلى أن "الطريق لا يزال مليئا بالعقبات والتعقيدات"، وأن العقدة الأولى "تتعلق بالتوتر الروسي-الأمريكي حول احتمال وجود شركات أمن روسية في ليبيا" من دون أن يؤكد هذا الوجود.

وتابع: "يتحدث شركاؤنا الليبيون عن ذلك كل يوم تقريبا. لا سبب محددا للشك في هذه المزاعم".

وأوضح "سلامة" أنه سجل "اهتماما أمريكيا متناميا" بليبيا "ربما لأنهم يعتقدون بان هناك وجودا روسيا" في هذا البلد.

وتابع: "حتى الآن كان اهتمام الأمريكيين محدودا بمكافحة الارهاب وبيع الانتاج النفطي بشكل طبيعي".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اجتمع مسؤولون أمريكيون مع اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" وعبروا عن "قلقهم العميق لاستغلال روسيا للنزاع".

وبعد زيارة لوفد من حكومة الوفاق الوطني لواشنطن دعت الولايات المتحدة "حفتر" لوقف هجومه على طرابلس.

وقال "سلامة": "هذا لا يعني أن هناك سياسة أمريكية في غاية الوضوح" في الملف الليبي، متسائلا "ماذا سيضع الأمريكيون في المقابل؟ هل هي مجرد أمنية أن يوقف حفتر هجومه أم أنه قرار أميركي قد تليه تدابير ردا عليه؟".

وعلى الصعيد الانساني أشار "سلامة" إلى "دمار كبير" في جنوب طرابلس حيث تتركز المعارك بين الموالين لحفتر والداعمين لحكومة الوفاق الوطني والتي أوقعت على قوله ما لا يقل عن 200 قتيل بين المدنيين. كما قتل أكثر من ألفي مقاتل ونزح 146 ألف ليبي،