الإندبندنت: الدور الروسي بليبيا يهدد مصالح مصر والإمارات

الخميس 5 ديسمبر 2019 09:21 م

سلطت صحيفة الإندبندنت الضوء، الخميس، على الدور الروسي المتنامي في ليبيا، واصفة إياه بأنه تهديد لمصالح حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوروبا ومصر والإمارات.

وذكر "أحمد عبده"، في مقال نشرته الصحيفة البريطانية، أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حوّل انتباهه إلى ليبيا في إطار سعيه لتهديد "الناتو" بعد تفوقه على الغرب في سوريا، مشيرا إلى أن ما يجري بليبيا حاليا "جولة جديدة من لعبة شطرنج الشرق الأوسط، التي تبدو فيها واشنطن في موقف الدفاع مجددا".

وأضاف أن مسؤولين أمريكيين كشفوا أن الروس يكدسون القوات والأسلحة والمرتزقة في ليبيا، فيما بدا أنه وضع لقواعد "ثنائي استراتيجي" هناك مع الأتراك، على غرار القواعد التي أتُبعت بشكل جيد للغاية في تقسيم النفوذ بين البلدين في سوريا.

وإزاء ذلك، بدا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" غبيا بإيثاره الابتعاد عن التأثير المباشر في ليبيا، حسب تعبير "عبده"، الذي اعتبر إدارة "ترامب" أكبر رصيد استراتيجي يمتلكه "بوتين".

وتابع الكاتب أن روسيا، وبعد 4 سنوات من دعمها الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر"، أدخلت طائرات مسيرة ومدفعية وقوات برية لتشكيل النتيجة النهائية للحرب في ليبيا.

وعن تأثير ذلك على الناتو وأوروبا، ذكر المقال أن موسكو فوق تمتعها بحق النقض على أي قرار محتمل بشأن ليبيا، تحاول حصار الناتو من الجنوب، ومن المؤكد أن هذه الخطوة الاستراتيجية قد أقلقت أوروبا.

وأضاف أن روسيا، وفي إطار سعيها لتجهيز موطئ قدم لها في ليبيا، تبحث للحصول على فرصة الوصول للموانئ الليبية الاستراتيجية على البحر المتوسط لفتح الطريق أمام المزيد من التوسع لنفوذها في أفريقيا، والتأثير على تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا، وهذه واحدة من مشاكل أوروبا التي ترغب روسيا في التمتع ببعض القدرة للتأثير عليها.

  • لعبة مزدوجة

ولذا يرى "عبده" أنه "من الخطأ التفكير بأن روسيا تستهدف في ليبيا دعم قوات "حفتر". ففي الواقع، إن موسكو تلعب لعبة مزدوجة على طرفي الحكم في ليبيا وتخوض فيها بعناية انتظارا للطرف المنتصر في نهاية الأمر للتحالف معه".

ولفت الكاتب الانتباه إلى ما اعتبرها نقلة جديدة في الصراع بليبيا، يمكن أن تتحول إلى شراكة خطرة بين موسكو وأنقرة، نسجا على منوال استراتيجيتهما المشتركة في سوريا، التي استهدفت إبعاد الجميع وتقسيم الغنائم بينهما.

وأشار إلى أن تركيا تدعم معارضة سورية معترفا بها من الغرب ضد نظام "بشار الأسد"، وتلقي بثقلها وراء حكومة ليبية مدعومة من الغرب ضد رجل قوي آخر ينشر قوة عسكرية للسيطرة على المدن الكبيرة، معلقا: "لكن كما هي الحال في شمالي سوريا، فإن التردد الغربي قد يعني أن موسكو وأنقرة ستتمتعان بنفوذ كبير".

أما مصر والإمارات، فيرى الكاتب أن كلاهما ستتعرضان لأكبر "خدعة استراتيجية" في المنطقة، كأكبر منافسين لتركيا، ظلا يعتقدان أن تدخل موسكو في ليبيا ربما يشكل تحولا استراتيجيا لصالح "حفتر" للسيطرة على طرابلس.

وبينما تأمل هاتان الدولتان في حدوث اختراق ينتهي بتسوية سياسية، تهدف موسكو وأنقرة إلى إبعاد الحل السياسي وإدارة الصراع بدلا من وضع نهاية له؛ لأن "بوتين"، وفي أثناء عملية تنصيب نفسه وسيطا جديدا وصانعا للملوك في ليبيا، يحتاج لوقت للاحتكار الكامل للسلطة في ليبيا، بحسب المقال.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

خليفة حفتر فلاديمير بوتين حلف شمال الأطلسي دونالد ترامب

روسيا تهدد برد مماثل على أي انتشار صاروخي لأمريكا

أمريكا: روسيا أسقطت طائرة لنا قرب طرابلس

قلق أمريكي ألماني من انخراط مرتزقة بالحرب في ليبيا