ن. تايمز: روسيا بدأت تطبيق تجربة سوريا في ليبيا

الأربعاء 6 نوفمبر 2019 01:12 ص

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن استعانة قائد قوات شرق ليبيا، اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، بقناصة روس لاستهداف قوات حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا.

وقالت إنهم يستعملون نوعا خاصا من الذخيرة كانوا قد استخدموها في أماكن أخرى، خصوصا سوريا، وهو ما يثير مخاوف من أن موسكو تحاول تطبيق نفس القواعد التي أشعلت بها الحرب الأهلية السورية، في ليبيا.

ولفتت الصحيفة، إلى أن القناصة هم من بين حوالي مائتي مرتزق روسي وصلوا إلى ليبيا في الأسابيع الستة الماضية، كجزء من حملة واسعة النطاق قام بها الكرملين لإعادة تأكيد نفوذه في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأوضحت أن موسكو تضغط الآن بشكل مباشر أكثر لتشكيل نتائج الحرب في ليبيا، عبر إدخال طائرات سوخوي وصواريخ ومدفعية موجهة وقناصة، مشيرة إلى أنها نفس قواعد اللعبة التي لجأت إليها روسيا في الحرب السورية.

سوريا وليبيا

وقارنت "نيويورك تايمز" بين التدخل الروسي في كل من سوريا وليبيا؛ مؤكدة تطابق ما سمته "لعبة حربها في البلدين"، حيث يجري استخدام نفس القناصة ونفس السلاح ونفس الذخيرة، التي تترك ثقوبا ضيقة في الرأس تقتل فورا وتستقر في الأبدان ولا تخرج أبدا، ولا يستطيع استخدامها إلا المرتزقة الروس، حسب الصحيفة.

وينتمي القناصة الروس إلى مجموعة "فاجنر"، الشركة الخاصة المرتبطة بالكرملين والتي قادت أيضًا تدخل روسيا في سوريا، وفقًا لثلاثة مسؤولين ليبيين كبار وخمسة دبلوماسيين غربيين يتابعون المشهد الميداني الليبي عن كثب.

واعتبرت الصحيفة أن ليبيا تحولت، كما هو حال سوريا، إلى ساحة قتال بالوكالة بين دول كبرى في المنطقة، قالة إن هناك تباين بين القتال بالأسلحة المتوسطة والثقيلة على الأرض، والتكنولوجيات المتقدمة في الهواء، في إشارة إلى دخول سلاح الطائرات بدون طيار في الحرب بنسخ متقدمة، من الإمارات التي تدعم "حفتر"، وتركيا التي تدعم حكومة الوفاق الشرعية.

ونقلت عن ضابط بقوات الوفاق قوله إن وصول القناصة الروس لدعم "حفتر" قد يغير مجرى الحرب لصالحه بالفعل، مستشهدا بسقوط عدة قتلى بين صفوف قوات الوفاق الوطني برصاص القناصة الروس.

وكانت روسيا قد بقيت في السابق في الخلفية، بينما تولت الإمارات ومصر الأدوار الرائدة في الدعم العسكري لـ"حفتر"، ولكن بحلول سبتمبر/أيلول الماضي، بدا أن هجوم "حفتر" على طرابلس قد توقف وتدهور، ويبدو أن روسيا قد رأت هذا فرصى للتدخل شبه المباشر.

وقالت الصحيفة إن روسيا حافظت على اتصالات مع حكومتي "حفتر" و "الوفاق"، لكنها زادت من دعمها العسكري والتقني للأولى، وطبعت مليارات من ورق البنكنوت لصالحها، وأنشأت موسكو قاعدة عسكرية في غربي مصر، للمساعدة في تقديم الدعم الفني للحرب على طرابلس.

وبحلول 2018، كانت روسيا قد أرسلت على الأقل حفنة من المستشارين العسكريين إلى قوات "حفتر" في بنغازي.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، التقطت صورا لـ "حفتر" وهو يجلس على طاولة في موسكو مع كل من وزير الدفاع الروسي، ورئيس مجموعة "فاجنر"، "يفغيني بريجوزين"، الحليف الوثيق للرئيس الروسي "بوتين".

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من دعمها الرسمي للحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، فقد انسحبت الولايات المتحدة إلى حد كبير، ويبدو أن الرئيس "ترامب" يؤيد "حفتر"، حيث اتصل به بعد أيام قليلة من بدء هجومه على طرابلس للإشادة بـ "دوره في مكافحة الإرهاب".

الآن تقوم قوات "حفتر" بشن غارات جوية على قوات غرب ليبيا التي كانت تعمل في السابق عن كثب مع القوات الأمريكية لطرد فرع من تنظيم "الدولة الإسلامية" من معقله في مدينة سرت.

واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول إن الاستيلاء على طرابلس يتطلب دعمًا روسيًا أكبر بكثير من بضع مئات من المرتزقة، بالنظر إلى الطبيعة الصعبة للقتال في هذه الكتلة الحضرية الممتلئة بالمدنيين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قوات حفتر مرتزقة روس اشتباكات طرابلس الأزمة الليبية

مسؤول أمريكي يلتقي قيادات ليبية ببنغازي لوقف معارك طرابلس

الوفاق الليبية تكشف مصادر تسلح وتمويل الميليشيات

فورين أفيرز: كيف أصبحت روسيا القوة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط؟

الإمارات والسودان والأردن وتركيا خرقوا حظر توريد الأسلحة لليبيا

بعد إيقاف طائرة بمناطق حفتر.. مطار مصراتة يوقف رحلات 4 وجهات

موسكو تنفي وجود شركات عسكرية روسية بليبيا‎

الإندبندنت: الدور الروسي بليبيا يهدد مصالح مصر والإمارات

أمريكا: روسيا أسقطت طائرة لنا قرب طرابلس

أزمة ليبيا.. الفراغ الأوروبي وراء تدخل روسي قد يعيد تجربة سوريا (تحليل)