أزمة ليبيا.. الفراغ الأوروبي وراء تدخل روسي قد يعيد تجربة سوريا (تحليل)

الجمعة 20 ديسمبر 2019 11:30 ص

"لخلافات أوروبا تأثير سياسي وأمني آخر على المنطقة، حيث تسعى روسيا لملء الفراغ الذي تخلقه أوروبا خصوصا، والغرب عموما في ليبيا وشمال أفريقيا".. هكذا توقع مراقبون تكرار تقاسم النفوذ الروسي التركي في ليبيا في تجربة شبيهة بالحالة السورية، وفقا لما أورده موقع دويتشه فيله عربي.

وقال أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة باريس "عادل اللطيفي" إن التردد الأوروبي في ليبيا ليس جديدا، إذ لاحظه المراقبون في سوريا من قبل، تماما كما لاحظوه في أوكرانيا، في منطقة أقرب إلى أوروبا.

وعزا "اللطيفي" هكذا تردد إلى تشتت الموقف الأوروبي على خلفية تضارب مصالح فرنسا وإيطاليا في ليبيا، والتي تصاعدت بعد صعود اليمين الشعبوي في إيطاليا إلى السلطة وتحولت إلى صراع مفتوح.

وأضاف أن التدخل الروسي استغل الفراغ الأوروبي لفرض نفوذه بليبيا، إضافة إلى مؤشرات دعم عربي له، موضحا: "إذا تحدثنا عن دعم عربي في هذا المجال، فإننا نتحدث عن دعم مصري بالأساس، وكذلك ربما إلى حد ما دعم إماراتي".

لكن الخبير استدرك قائلا: "الدعم هذا يتمثل في الحقيقة في التقاء مصالح فقط، فالمعروف عن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أنه يعارض الحركات الإخوانية بصفة عامة. وبهذا تلتقي مصالح مصر والإمارات مع روسيا في محاربة الإسلام السياسي، بشقيه المتطرف والمعتدل".

ويشير "اللطيفي"، في هذا الصدد، إلى تطور آخر يلفت الانتباه وهو التحالف السياسي والأمني بين حكومة الوفاق الليبية برئاسة "فائز السراج" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، والذي أسفر عنه توقيع اتفاقية أمنية عسكرية ورسم الحدود البحرية بين الطرفين.

وإذا كان موقف مصر والإمارات هو دعم قوات الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر"، فإن روسيا لا تريد أن يكون لها حضور علني لصالحه، ما يؤشر إلى إمكانية تكرار النموذج السوري في ليبيا.

ويرى "اللطيفي" أن العلاقة بين روسيا وتركيا أصبحت "علاقة شخصية بين بوتين وأردوغان، وليست علاقة بين دولتين" على حد تعبيره، لكنه لا يستبعد أن تنفجر خلافات كبيرة بينهما على الأرض الليبية في الوقت ذاته.

أما الصحفي المعتمد لدى الخارجية الروسية "أديب السيد" فيلفت إلى الدور الروسي في ليبيا يستند بالأساس إلى الرد على "الخدعة" التي تعرضت لها من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عندما صوتت موسكو في مجلس الأمن الدولي لصالح القرار رقم 1973 في مارس/آذار 2011 والخاص بإقامة منطقة حظر الطيران على ليبيا لمنع سلاح الجو التابع للزعيم الليبي الراحل "معمر القذافي" من قصف مواقع المعارضة الليبية آنذاك.

وأشار "السيد" إلى أن موسكو ترى أن الناتو اتخذ القرار ذريعة لشن هجوم جوي ضد نظام "القذافي"، وهو ما لم تغفره لدول الحلف أبدا، ولهذا فهي تسعى إلى عرقلة جهود تلك الدول في ليبيا بالدرجة الأولى.

جدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو"، صرح في 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بأن أنقرة وافقت على اقتراح روسي لـ "العمل المشترك" لإنهاء الحرب الأهلية في ليبيا، مؤكدا أنه "لا سوريا ولا ليبيا مناطق تنافس بين روسيا وتركيا، لكن كلا البلدين لاعب مهم في الملفين".

المصدر | الخليج الجديد + DW

  كلمات مفتاحية

الصراع الليبي أزمة ليبيا فائز السراج فلاديمير بوتين

تونس: سنتعاون مع روسيا لحل النزاع في ليبيا

قلق أمريكي ألماني من انخراط مرتزقة بالحرب في ليبيا

تأجيل زيارة أوروبية إلى طرابلس الليبية لحين إشعار آخر