هيل يترك للبنانيين 3 رسائل أمريكية

الاثنين 23 ديسمبر 2019 09:40 ص

اختتم وكيل وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، "ديفيد هيل"، الأحد، زيارته الأولى للعاصمة اللبنانية بيروت، منذ انطلاق احتجاجات شعبية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

حملت الزيارة 3 رسائل أساسية، في ظل تمسك المحتجين، العابرين للطوائف، بمطالبهم، مقابل ما يقولون إنها محاولات من السلطة لإجهاض "ثورتهم"، خاصة بعد تكليف الوزير السابق، "حسان دياب"، بتشكيل حكومة جديدة.

وأجبر المحتجون حكومة "سعد الحريري" على الاستقالة، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهم يطالبون بحكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

وبدأ "هيل" زيارته لبيروت بعد يوم واحد من تكليف "دياب" بتشكيل الحكومة، وسط تأييد واعتراض من ممثلي القوى السياسية والحراك الشعبي.

الحكومة المقبلة

قالت مصادر مقرّبة من وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، "جبران باسيل"، إن زيارة "هيل" كانت إيجابيّة جدًا، رغم أنه لم يلتق رئيس الوزراء المكلف "حسان دياب".

وأضافت المصادر، طلبت عدم نشر أسمائها، أن "هيل لم يتوقف عند اسم رئيس الحكومة ولا أسماء الوزراء، بل تمنّى أن تكون الحكومة فاعلة وتحقق الإصلاحات المطلوبة وتكافح الفساد وتلبي تطلعات الشعب اللبناني".

وبجانب حكومة التكنوقراط، يطالب المحتجون باستعادة الأموال المنهوبة، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.

وبشأن إن كان "هيل" تحدث مع "باسيل" في ملف ترسيم الحدود بين لبنان و(إسرائيل)، نفت المصادر الحديث في ذلك الملف.

وتتنازع (إسرائيل) ولبنان على ترسيم الحدود البحرية منذ عقود، وتبلغ المساحة المتنازع عليها 860 كم مربع من حدود لبنان البحرية الجنوبية.

المساعدات الأمريكية

بدوره، قال النائب "ادغار معلوف"، عضو تكتل "لبنان القوي"، (بزعامة رئيس الجمهورية ميشل عون)، إن "هيل لم يُبد أي اهتمام باسم الشخصية التي تتولى تأليف الحكومة، وإنما الهمّ الأبرز هو الشكل الذي ستتخذه الحكومة الجديدة".

وبشأن إن كان لقاء "هيل" و"باسيل" تطرق إلى المساعدات الماليّة للبنان، أجاب بأن "الولايات المتحدة ستدعم لبنان حسب الحكومة المقبلة".

وأعلن "دياب"، السبت، أن لبنان في "العناية الفائقة" ويحتاج "حكومة مستقلين"، معربًا عن رغبته بأخذ رأي الحراك الشعبي بشأن الحكومة التي يشكلها.

ورأى "معلوف" أن "اللافت خلال الزيارة أنّه لم يتم توجيه رسائل (أمريكية) لحزب الله (حليف إيران)".

وأرجع ذلك إلى أن "واشنطن وصلت إلى قناعة بأنّ موضوع الحزب بات إقليميًا ولا يمكنها تحميل أطراف لبنانيّة هذا الأمر".

المنظومة الإيرانية

رأى "نوفل ضو"، منسّق "التجمّع من أجل السيادة" (معارض لحزب الله والمشروع الإيراني بالمنطقة)، أن "زيارة هيل لم تحمل رسائل إلى الأفرقاء في الداخل اللبناني".

وأضاف: "إنما الرسالة الواضحة إلى لبنان ككلّ هي أن الأمريكي لا يتدخل في التفاصيل بالداخل اللبناني، وإنما اهتمام هيل صبّ في تموضع لبنان الجيو- سياسي في المنطقة والعالم".

وتابع: "الأمريكي يود أن يكون لبنان حرًا في المفهوم السياسي وجزءًا من العولمة في المفهوم الاقتصادي".

واستدرك: "ببقاء لبنان بتموضعه الحالي كجزء من المنظومة السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة الإيرانيّة لا يمكنه اقتصاديًا إلا أن يكون جزءًا من هذه المنظومة، وعليه أن يتحمل تبعات هذه المشكلة، وهذه هي الرسالة الأساسية التي حملها هيل إلى المسؤولين اللبنانيين".

ورأى "ضو" أن "أمريكا لا تهتم باسم الشخص الذي يتولى الحكم، إنما الموقف الذي سيتخذه بالشكل النهائي وخيارات الدولة اللبنانية، ولاسيما وأن لواشنطن في لبنان شركاء هم جميع مؤسسات الدولة، وتحديدًا الجيش الذي يراهنون عليه بشكل أساسي، والمصرف المركزي، خاصة وأن دوره بارز في الملف المالي والنقدي".

ورأى "ضو" أن عدم لقاء "هيل" مع "دياب" "يأتي ضمن خانة أن واشنطن على موقفها، فهي تتعاطى مع المؤسسات الرسمية، وحتى الساعة دياب لا دور رسميًا له بالمفهوم الدستوري".

وعن ملف ترسيم الحدود، قال "ضو": "أعتقد أن هذا الملف لم يكن محوريًا في هذه الزيارة، وهذه المواضيع لا تحل سريعًا، وهي ليست أولوية أمريكية حاليا".

وتابع أن "واشنطن على دراية تامة بأنه فور تمركز لبنان بالشكل الطبيعي، وعودته إلى الحضن العربي، فإن هذه القضايا ستكون سيادية، فحاليًا هذه الملفات هي ورقة ابتزاز تستخدمها إيران وحزب الله للمفاوضة".

استقرار أمني وسياسي

وفق الكاتب والمحلل السياسي "منير الربيع"، فإن "هيل حمل رسالة واضحة مفادها أنهم لن يتركوا لبنان أبدًا، دون التدخل بتطورات تشكيل الحكومة، فالأهم هو تأمين استقرار أمني وسياسي".

وأضاف "منير" لـ"الأناضول"، أن "حزب الله ردد أن هيل سيأتي لدعم الاحتجاجات، لفرض أجندات جديدة، لكنّ الزيارة كانت محط ارتياح لدى رئيس الجمهورية، ولدى وزير الخارجية جبران باسيل".

ورأى أن "الأمريكيين بطبيعة الحال يريدون إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن النفط بما لا يعارض مصالحهم، وفي الوقت نفسه يضمنون أمن إسرائيل، ولاسيما فيما يتعلق بموضوع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، وهذه كلها بلا شك ستكون عناوين التشاورات في المرحلة المقبلة".


 

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

حسان دياب الحكومة اللبنانية تشكيل الحكومة اللبنانية

لماذا لن تكون الحكومة المرتقبة قادرة على حل مشاكل لبنان؟