محادثات واتفاقيات وزيارات متبادلة بين مسؤولين أتراك وأفارقة شهدها العام 2019 الذي يمضي نحو نهايته محمّلا بانتعاشة ملحوظة بالعلاقات الثنائية، في خطوة تعتبر ثمار الانفتاح على القارة السمراء.

استراتيجية متعددة الأقطاب تتبنى على الصعيد الدبلوماسي نهج التقارب والتعاون والشراكة مع مختلف البلدان الأفريقية، بينها جنوب إفريقيا وأوغندا.

سفيرة تركيا لدى جنوب إفريقيا "إليف كوموجلو أولجن" قالت إن العلاقات بين تركيا والبلد الأفريقي "تطورت بشكل سريع، لاسيما بعد زيارة الرئيس (رجب طيب) أردوغان إلى جنوب أفريقيا في العام 2018".

وفي يوليو/تموز الماضي، أجرى "أردوغان" زيارة إلى جنوب أفريقيا شارك خلالها في قمة مجموعة "بريكس" (جنوب أفريقيا، البرازيل، روسيا، الهند، الصين).

وفي حديث للأناضول، أضافت "أولجن" أن 2019 "شهد عددا من الزيارات المتبادلة لوفود من تركيا وجنوب أفريقيا".

ولفتت إلى أن بعض الوفود الرسمية التي زارت تركيا من جنوب أفريقيا "ضمت شخصيات سياسية رفيعة المستوى وأخرى ذات علاقة بالتكنولوجيا".

وتابعت أن "وفدا رفيع المستوى من إدارة العلاقات الدولية والتعاون الدولي زار تركيا استعدادا للجنة الثنائية المزمع عقدها بين جنوب أفريقيا وتركيا في عام 2020".

كما أشارت إلى أنّ اللقاءات المنعقدة، العام الجاري، بين حزبي "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم، و"العدالة والتنمية" التركي، في البلدين، كانت بمثابة "انفراجة أخرى في العلاقات الثنائية".

وأردفت بالقول: "اتفق الحزبان على التعاون في عدة مجالات، ووقعا على مذكرة تفاهم".

وحسب "أولجن"، أرسلت دولة جنوب أفريقيا وفدا برئاسة وزير الصحة، للقاء نظيره التركي في أنقرة؛ لإجراء محادثات حول التعاون الصحي، مضيفة أن تركيا "سعيدة للغاية بتطور التعاون في القطاع الصحي".

أما عن الوفود التركية التي زارت جنوب أفريقيا، فأكدت "أولجن" أن تلك الوفود أبدت اهتمامها بعدد من المجالات، بما فيها الصناعات الدفاعية والتعاون الاقتصادي.

وفي السياق نفسه، أشارت "أولجن" إلى زيادة عدد السياح القادمين من جنوب أفريقيا، دون تقديم أرقام دقيقة.

واعتبرت أن زيادة عدد السياح من جنوب أفريقيا يسلط الضوء على الدور المهم الذي تلعبه الخطوط الجوية التركية، التي تسيّر رحلات إلى 3 وجهات في جنوب أفريقيا".

وإضافة إلى ذلك، رأت أن انتخاب حكومة جديدة في جنوب أفريقيا، في مايو/أيار الماضي، تحت قيادة الرئيس "سيريل رامافوزا"، عزز العلاقات مع تركيا.

وخلال 2019، نظمت السفارة التركية في بريتوريا، العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا، العديد من الفعاليات، بما في ذلك إحياء ذكرى الانقلاب الفاشل الذي حدث في 15 يوليو/تموز 2016، ويوم النصر واليوم الوطني.

كما نظمت السفارة العديد من الندوات للترويج لتركيا في جنوب أفريقيا.

• اليوبيل الذهبي

في 2019، احتفلت تركيا وأوغندا بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية الثنائية.

وفي وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، زار تركيا رئيس وزراء أوغندا "روهاكانا روغوندا" والمتحدث باسم البرلمان، وعدد من الوزراء.

وفي تصريحات أدلى بها في حينه للأناضول، قال السفير التركي لدى أوغندا "كرم ألب" إن"العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها".

وأضاف: "بينما نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ركزنا على عدد من الأولويات مثل تعزيز التجارة والاستثمار والتعليم والمساعدات الإنسانية والتعاون العسكري والدفاعي".

وأشار أن تركيا وأوغندا تبادلتا عددا من المسودات والنصوص التي ستشهد مزيدا من التعاون في العديد من المجالات بمجرد التوقيع عليها.

كما أوضح أن هناك زيارات للكثير من الوفود رفيعة المستوى، لتعزيز التعاون في مختلف القطاعات.

وحول مجالات الاتفاقيات، قال "ألب" إن "الاتفاقيات شملت التعاون بين البرلمانين والعمل والخدمات الاجتماعية".

واستدرك قائلا: "المجالات الأخرى تتمثل في تجنب الازدواج الضريبي بالاستثمار بالإضافة إلى التعليم العالي وإنفاذ القانون والتعاون العسكري والدفاعي وإنشاء مراكز ثقافية".

• الدبلوماسية الإنسانية والثقافية

واصلت المنظمات غير الحكومية التركية تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الكوارث في عدد من بلدان القارة الأفريقية، بما في ذلك ضحايا الإعصار في موزمبيق والفيضانات في الصومال.

وخلال شهر رمضان، وزعت المنظمات غير الحكومية التركية الصناديق الغذائية واللحوم على المسلمين.

وتواصل الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) تجديد المساجد وتجهيز المستشفيات وتوفير التدريب المهني لمئات الشباب في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، افتتحت "تيكا" مبنى إضافي يضم فصولا دراسية وأقساما إدارية في ثانوية بالعاصمة الأوغندية كمبالا.

وحسب بيان صادر عن "تيكا"، فإن المبنى الإضافي الذي افتتح في ثانوية "ناتيتا" للمسلمين والتي تضم 1200 طالب، يتكون من 5 فصول دراسية ومكتبين للإدارة.

في الأثناء، يواصل معهد "يونس إمرة" في مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، تعليم اللغة التركية وغيرها من الدورات، بما في ذلك الخط العربي الذي عرفهم بالثقافة التركية.

كما يرسل المعهد طلبة من جنوب أفريقيا للمدرسة الصيفية لتعلم التركية في بلدها.