بعد 60 عاما من استقلالها.. دول أفريقيا تبحث عن التنمية

الأحد 29 ديسمبر 2019 10:59 م

لا تزال دول جنوب الصحراء في القارة الأفريقية تبحث عن نموذج للتنمية، بعد حوالي ستين عاما على الموجة الكبرى لاستقلالها عام 1960.

ووفقا لما كشفته مؤسسة "مو إبراهيم" في تقريرها لعام 2019، فإن هناك  "ثماني دول أفريقية فقط تمتلك نظام تسجيل للولادات يغطي تسعين بالمئة على الأقل من السكان وثلاثة فقط تغطي (أنظمتها) وفيات تسعين بالمئة على الأقل من السكان".

ويقول البنك الدولي إن معدل العمر في أفريقيا زاد عشرين عاماً في السنوات الستين الأخيرة، مدفوعاً بالتقدم في مجال الطب على الرغم من أوبئة الإيدز والملاريا والسل.

وارتفع عدد السكان من 227 مليون نسمة في 1960 إلى أكثر من مليار في 2018 وسيبلغ الضعف في 2050، حسب التقديرات. وتأتي نيجيريا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الطليعة في هذا المجال، بحسب ما نقل موقع "دويتش فيله" الألماني.

وانخفضت نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، أي بأقل من 1.90 دولار يومياً، من 54.7% من السكان في 1990 إلى 41.4% في 2015 حسب آخر إحصاءات متوفرة للبنك الدولي. لكن هذا المعدل يحجب فروقاً كبيرة بين بلد وآخر، بين الجابون (3.4% من السكان في 2017) ومدغشقر (77.6% في 2012)، على سبيل المثال.

وشهدت العقود الأخيرة ظهور مدن أفريقية كبرى تحيط بها في أغلب الأحيان أحياء عشوائية يعيش سكانها في فقر مدقع، وكذلك العديد من المدن المتوسطة الحجم. وبات أكثر من 40% من الأفارقة يعيشون في مناطق المدن مقابل 14.6% في 1960، حسب البنك الدولي.

وفي 1960، كانت مدينتان أفريقيتان كبيرتان فقط، هما القاهرة وجوهانسبرج، تضمان أكثر من مليون نسمة.

وشهد اقتصاد القارة مرحلة انتعاش حتى بداية ثمانينيات القرن الماضي، ثم فترة أزمة لعقدين (أزمة الدين وسياسات التصحيح الهيكلي)، قبل "نهضة" في الألفية الجديدة. ويدل على ذلك الارتفاع المستمر لإجمالي الناتج الداخلي للفرد الواحد من 1112 دولاراً في 1960 إلى 1531 في 1974 و1166 في 1994 ثم 1657 في 2018 حسب البنك الدولي.

لكن "جوزف بوالو"، الباحث المشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، يتحفظ على هذه الأرقام لأنها "تغطي القطاع المسجل، الرسمي" وليس "الاقتصاد الواقعي" غير الرسمي إلى حد كبير.

وتسعى أفريقيا لإيجاد نموذج تنموي، بينما قطاعها الصناعي الضعيف والقطاع الزراعي مهيمن، وفي النهاية تبقى أفريقيا منتجة ومصدرة للمواد الأساسية "من الكاكاو إلى اليورانيوم".

ويرى "بوالو" أن "أفريقيا ما زالت في مرحلة البحث عن نموذج اقتصادي للتنمية".

وأضاف مؤلف كتاب "أفريقيا والصين والهند ستصنع عالم الغد" أن "هناك تطوراً ضئيلاً جداً للصناعات المحلية. وهذا لا يمكن أن يتم إلا بحماية صناعية قوية جدا لكنه يخترق من قبل القوى الكبرى لمواصلة التبادل الحر".

وتابع أن "الصينيين والهنود والغربيين يريدون أن يبقوا قادرين على إرسال منتجاتهم".

ويقول الخبير الاقتصادي التوجولي، "كاكو نوبوكبو" إن "أفريقيا لا تتطور لأنها عالقة في فخ الواردات والمستفيدين الأوائل منها أي القادة الأفارقة. يجب تشجيع الديمقراطية وانتخابات حرة وشفافة ليكون هناك قادة شرعيون يهتمون بالمصلحة العامة، وهذا غير متوفر حالياً".

وبين أكثر أربعين دولة فسادا في العالم في 2018، كانت هناك عشرون دولة في إفريقيا جنوب الصحراء، حسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية للفساد.

المصدر | الخليج الجديد + دويتش فيله

  كلمات مفتاحية

أفريقيا أفريقيا الصفراء

90 مليار‭ ‬دولار خسائر أفريقيا سنويا من تهريب الأموال