انحسار للفقر وتفاقم للتلوث.. أفريقيا الأشد بؤسا بحصاد البنك الدولي

الجمعة 27 ديسمبر 2019 12:33 م

كشف البنك الدولي في رصده لحصاد العقد الأول من الألفية الميلادية الثانية، أن العالم شهد تقدما على العديد من الجبهات، لكنه سجل أيضا بعض الأرقام القياسية السيئة.

وذكر البنك، عبر موقعه الإلكتروني، أن أشد البلدان فقرا باتت تتمتع بقدرة أكبر على الحصول على خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتراجعت معدلات الفقر ووفيات الأطفال، وانتشرت مبتكرات التكنولوجيا على نطاق واسع حتى أصبح عدد الهواتف المحمولة الآن أكبر من عدد الناس.

وفي المقابل، كان عدد من تعرضوا للنزوح القسري أكبر من أي وقت مضى في التاريخ، وبلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى مستوى لها على الإطلاق، وانحسر التنوُّع الحيوي بمعدل متسارع، بحسب البنك.

وأورد الموقع أن أكثر من ثلث سكان العالم قبل 30 عاما كانوا يعيشون في فقر مدقع، بينما يعيش أقل من 10% منهم على 1.90 دولار أو أقل للفرد في اليوم.

وبين عامي 2000 و 2015، شهد 15 بلدا انتشال 802.1 مليون شخص من براثن الفقر المدقع، وسجَّلت هذه البلدان أكبر انخفاض لمعدلات الفقر فيما بين 114 بلدا ذات بيانات قابلة للمقارنة، سبعة منها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وفقا لما أظهره تحليل لبيانات البنك الدولي الخاصة بالفقر.

وأورد التحليل ذاته أن نصف الفقراء فقرا مدقعا في العالم عام 2015، كانوا يعيشون في 5 بلدان فقط، هي: الهند ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وبنجلاديش.

 

 

وأورد التحليل أيضا أن أكثر من نصف البلدان (96 من بين 195 بلدا) تخطط أو تدرس استخدام سياسات تسعير الكربون وفق مبدأ "الملوث يدفع" للوفاء بأهدافها الوطنية المتعلقة بمكافحة تغير المناخ.

 

 

وتوجد حاليا 57 مبادرة لتسعير الكربون تغطي 20% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم أو من المقرر إطلاقها، بحسب البنك الدولي، الذي دعا إلى استخدام الإيرادات في المساعدة على تحقيق تحول عادل، وخفض ضريبة الدخل الشخصي، وتعزيز الإنفاق على الأولويات العامة الحيوية.

 

 

وخلال السنوات العشر الماضية، انخفض عدد من يعيشون بدون كهرباء من 1.2 مليار نسمة في عام 2010 إلى 840 مليونا في عام 2017، وفقا لتقرير تتبع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة لعام 2019.

لكن لا يزال هناك الكثيرون الذين يعيشون بدون كهرباء في المناطق الريفية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء، حيث لا يحصل 573 مليونا على الكهرباء من بين البلدان العشرين التي تعاني من أكبر عجز في إمكانية الحصول على الكهرباء في العالم.

وتأتي مصادر الكهرباء من خارج الشبكة، مثل الشبكات المصغَّرة وأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، ضمن الحلول المطروحة لتوفير الكهرباء للشرائح الأشد فقرا أو التي يصعب الوصول إليها، ولذا أشار البنك الدولي إلى أن شراكاته الدولية تعمل على برنامج لتوسيع إمكانية تخزين الطاقة وتمويل إنتاج 17.5 جيجاواط/ ساعة من سعة تخزين الطاقة بالبطاريات بحلول عام 2025 – أي أكثر من ثلاثة أضعاف قدرات تخزين الطاقة المُركَّبة حالياً في جميع البلدان النامية.

ويشير الموقع إلى أن دراسة التقييم الشامل للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات رصدت تناقص لتنوع الحيوي بمعدل أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، فنحو مليون من الأنواع البيولوجية يواجه خطر الانقراض في غضون بضعة عقود، من إجمالي يُقدَّر بنحو 8 ملايين.

وتُعزَى هذه الخسارة في معظمها إلى الأنشطة البشرية، ومنها: التغيرات في استخدام الأراضي والبحار، والاستغلال المباشر للكائنات، وتغير المناخ، والتلوث، والأنواع الغريبة الغازية، وفق الدراسة.

ولذا نوه البنك الدولي إلى أن التنوع الحيوي يدعم الكثير من الخدمات البيئية للبشر، ولفقدانه آثار سلبية على سبل كسب العيش للسكان، وإمدادات المياه، والأمن الغذائي، والقدرة على الصمود في وجه الظواهر المناخية الشديدة، محذرا من أن الأهداف العالمية المتصلة بالفقر، والجوع، والصحة، والمياه، والمدن، والمناخ، والمحيطات، والأراضي ستصبح في خطر، إذا لم تُتخذ إجراءات للحفاظ على البيئة، واستخدام الطبيعة على نحو يكفل لها مزيدا من الاستدامة.

 

وفي سياق آخر، نقل موقع البنك تحليلا إحصائيا مفاده أن ربع الأطفال دون سن الخامسة حول العالم لم يتم تسجيل ولادتهم خلال العقد الماضي، مشيرا إلى أن أن الأطفال غير المسجلين ينحدرون من أشد الأسر فقرا، ويعيشون في مناطق ريفية، وأمهاتهم لم يحصلن على أي تعليم رسمي أو حصلن على قدر ضئيل منه.

و يزيد احتمال تسجيل الأطفال الذين يعيشون في مناطق حضرية حول العالم نحو 30% عن الأطفال في المناطق الريفية، بحسب التحليل.

 

وتقول منظمة اليونيسف إنه ما لم تتسارع الجهود أكثر من ذلك، فإن إجمالي عدد الأطفال غير المسجلين في أفريقيا جنوب الصحراء سيستمر في الزيادة، وسيتجاوز 100 مليون بحلول عام 2030.

وتظهر بيانات جديدة أن 53% من جميع الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل و89% من الأطفال في البلدان الفقيرة يعانون من فقر التعلّم.

وبالمعدل الحالي للتقدم في اكتساب مهارات الإلمام بالقراءة والكتابة، سيعاني 43% من الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من فقر التعلم بحلول عام 2030.

 

وفيما يتعلق بالوظائف المتاحة، تشير الاتجاهات الحالية إلى قطاع الخدمات الذي أصبح أكبر القطاعات تأمينا للوظائف في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهو يستحوذ الآن على 49% من الوظائف العالمية.

وتتراوح نسبة العاملين في هذا القطاع من 26% من الأيدي العاملة في البلدان منخفضة الدخل إلى 75% في البلدان مرتفعة الدخل، وفقا لبيانات منظمة العمل الدولية.

وتستحوذ النساء عالميا على نسبة أكبر من الوظائف في قطاع الخدمات مقارنة بالرجال (55% مقابل 45%)، لكن نسبة مشاركتهن في الأيدي العاملة لم تتجاوز عموما 48% في عام 2018، مقارنة بنسبة 75% من الرجال.

 

وأصبحت التحويلات المالية التي يرسلها العمال إلى ذويهم من الخارج جزءا حيويا في كثير من الاقتصادات العالمية، ومن المتوقع أن تصل إلى 551 مليار دولار في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في 2019 مرتفعةً 4.7% عن مستواها في 2018.

كما فاقت تلك التحويلات المعونات الرسمية بمقدار 3 أمثال منذ أواسط التسعينيات من القرن الماضي، وتتجه هذا العام إلى تخطِّي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وتساوي التحويلات المالية أو تفوق 25% من إجمالي الناتج المحلي في خمسة بلدان، هي: تونغا وجمهورية قرغيز وطاجيكستان وهايتي ونيبال.

 

كما شهد العقد الماضي ارتفاعا بديون البلدان النامية  لتبلغ نحو 170% من إجمالي ناتجها المحلي في 2018، وهو الأعلى في التاريخ.

 وبحسب تحليل البنك الدولي، فإن أسعار الفائدة المنخفضة حاليا تساعد على تقليص بعض المخاطر المتصلة بارتفاع مستويات المديونية. لكن اقتصادات البلدان النامية تواجه أيضا ضعف آفاق النمو، وازدياد مواطن الضعف واشتداد المخاطر العالمية.

وفيما يتعلق بالثورة الرقمية، فيزيد عدد الأسر التي تملك هاتفا محمولا في البلدان النامية اليوم عن عدد من يُتاح لهم الحصول على الكهرباء أو خدمات صرف صحي مُحسنة.

وعلى الرغم من انتشار الهواتف المحمولة إلا أن إمكانية الوصول إلى خدمات الإنترنت واتصالات النطاق العريض لا تزال متدنية في الكثير من البلدان النامية، وبلغت أدنى مستوياتها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء حيث تبلغ نسبة السكان الذين يتاح لهم ذلك 31%.

وعلى المستوى الصحي، ارتفعت حالات الإصابة بالحصبة المسجلة في أنحاء العالم بنسبة 300% حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تشهد عدة بلدان تفشي المرض فيها، وفقًا لبيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية.

وفي عام 2018، كانت أكثر البلدان تضررا من المرض هي: جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبريا ومدغشقر والصومال وأوكرانيا، حيث لقى نحو 140 ألفا حتفهم وفقا لتقارير المنظمة العالمية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

البنك الدولي

بعد 60 عاما من استقلالها.. دول أفريقيا تبحث عن التنمية

كم بلغ عدد فقراء العالم في 2019 وأين يعيشون؟