توصل الجانبان التركي والأمريكي إلى اتفاق حول تحرك عسكري مشترك بين الدّولتين في سوريا، لاستهداف تنظيم «الدّولة الإسلامية» داخل الأراضي السورية، بحسب مصادر تركية مطلعة.
ويتضمن الاتفاق المبرم بين الطرفين، إقامة منطقة حظر طيران من 90 كلم بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين وستقدم منطقة حظر الطيران الدعم لمنطقة آمنة مقررة على الأرض، يمكن أن تمتد حتى 50 كلم في عمق سوريا.
وسيكون ذلك في حال أحكم كل من تنظيمي «الدولة الإسلامية» وحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» (PYD) سيطرتهما على المناطق المحاذية لتركيا، مقابل تعهد الولايات المتحدة بعدم الاعتراض على هذه الخطوة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
كما أفادت مصادر إعلامية تركية بأنّ الرئيسين التركي «رجب طيب أردوغان» والأمريكي «باراك أوباما» تباحثا في هذا الشأن خلال الاتصال الذي جرى بينهما أمس أثناء تقديم الأخير العزاء لنظيره التركي في ضحايا عملية «سروج» التي راح ضحيتها 32 تركيًا.
ومقابل السماح لتركيا بإنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية في حال استدعى الأمر ذلك، ستقوم القيادة التركية بالسماح للطائرات الأمريكية باستخدام قاعدة «إنجرليك» العسكرية بشكل محدود من أجل تنفيذ غاراتها ضدّ مواقع التنظيم.
ولا يتضمن الاتفاق وصول أي قوات برية أمريكية إلى تركيا، لكن سيسمح لكتيبة يصل عددها إلى 50 موظفا عسكريا أمريكيا بالدخول لتقديم الدعم التقني، والاتفاق يتعلق فقط باستخدام قاعدة «إنجرليك»، غير أن الطائرات الحربية الأمريكية ستتمكن من استخدام قواعد «باتمان» و«ديار بكر» و«ملاتيا» في شرق تركيا في حالات الطوارئ، ودون تحديد موعد دقيق.
وخلال الزيارة التي أجراها الوفد الأمريكي بقيادة ممثل «أوباما» في التحالف ضد التنظيم «جون ألن» في 7 تموز/ يوليو الجاري ولقائه مع الوفد التركي المتمثل بمستشار وزارة الخارجية «فريدون سينيرلي أوغلو» وعدد من كبار الضباط في الجيش التركي، تمّ إقرار بنود التعاون بين الدّولتين لمكافحة عناصر التنظيم.
فقد أبلغ حينها الوفد التركي الجانب الأمريكي بأنّ المنطقة الممتدّة بين مدينة جرابلس وعفرين، تُعدّ خطًا أحمر بالنسبة للدّولة التركية، وأنّ القيادة التركية لن تسمح بتعرض هذه المنطقة لهجمات تنظيمي «الدولة الإسلامية» وحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي».