دعا الحشد الشعبي في العراق، الأربعاء، أنصاره إلى الانسحاب من محيط السفارة الأمريكية في بغداد، بالتوازي مع إعلان ميليشيا "عصائب أهل الحق" أنها أعطت أوامر بسحب أنصارها من هناك أيضا.

وقال الحشد، في بيان: "ندعو الجماهير المتواجدة قرب السفارة الأمريكية إلى الانسحاب احتراما لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك وحفاظا على هيبة الدولة ونقول للجماهير المتواجدين هناك إن رسالتكم وصلت".

وأضاف البيان: "نثمن في الوقت نفسه موقف القائد العام للقوات المسلحة والشخصيات السياسية والدينية والثقافية والشعبية الرافضة والمستنكرة للعدوان الأمريكي الغاشم على قطعات الحشد الشعبي".

ودعا البيان إلى "المشاركة في مجالس العزاء الخاصة بالشهداء" في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى.

من ناحيتها، قالت قيادة ميليشيا "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها "قيس الخزعلي"، إنها أعطت أوامر لأنصارها بالانسحاب من محيط السفارة الأمريكية.

وتأتي تلك التطورات بعد محادثات هاتفية جمعت، مساء الثلاثاء، بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وكل من رئيس الوزراء العراقي المستقيل "عادل عبدالمهدي"، والرئيس "برهم صالح"، أكد خلالها الرئيس الأمريكي أن واشنطن لن تصمت على حصار سفارتها ببغداد، وأن حياة الأمريكيين وسلامتهم وسلامة المنشآت الأمريكية خط أحمر.

ودفعت هذه المكالمات الحكومة العراقية والرئيس إلى مطالبة المحتشدين في محيط السفارة بالانسحاب في أسرع وقت، مؤكدة أن السلطات ستحمي السفارة بكل صرامة، وفقا للمبادئ القانونية التي تمنع الاعتداء على المقار والبعثات الدبلوماسية في أية دولة ذات سيادة.

وفي وقت سابق، نشرت الولايات المتحدة عددا من قوات مشاة البحرية في محيط السفارة ببغداد، حيث وصلوا بالفعل، مساء الثلاثاء، وانتشروا في مواقعهم لحماية السفارة، وتأكيد وزير الدفاع الأمريكي أنه سينشر المزيد من قواته خلال الفترة المقبلة، ردا على تلك التطورات.

وتظاهر الآلاف بمحيط السفارة الأمريكية بالعاصمة العراقية بغداد، منذ صباح الثلاثاء، احتجاجا على قصف أمريكي استهدف مواقع لقوات الحشد الشعبي قبل يومين، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 27 شخصا وإصابة 62 آخرين من عناصر الحشد الشعبي.

واتهم الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية "مايك بومبيو" إيران بالوقوف وراء الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية في بغداد.