هل تتدخل تركيا لحماية الحكومة الشرعية في ليبيا؟

السبت 4 يناير 2020 07:36 ص

وافق البرلمان التركي، الخميس، على مذكرة تفويض للرئاسة لمدة عام يسمح بتقديم دعم متنوع بما يشمل إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، وذلك بعد أن كانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا طلبت في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي رسميا من أنقرة الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لصد هجوم الجنرال "خليفة حفتر" الذي يسعى لاحتلال العاصمة طرابلس.

أدى قرار البرلمان التركي إلى مجموعة ردود متوقعة من جهات داعمة لهجوم "حفتر"، وكان أولها بيان لوزارة الخارجية المصرية يدين الخطوة "بأشد العبارات"، ويعتبرها "انتهاكا لمقررات الشرعية الدولية"، فيما سارع "مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية" لاعتبار ما حصل "إذكاء للصراع الدائر هناك"، مشيرا إلى أن الأمين العام للجامعة "أحمد أبو الغيط" اتصل بالسكرتير العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، ناقلا له "قلق الدول الأعضاء من تداعيات تصعيد الموقف".

مهم في خلفيّة هذا الكلام الرسمي المصري عن "انتهاك الشرعيّة الدولية" وحديث الجامعة العربية عن "القلق الدولي" فهم التداخلات الكبيرة الحاصلة إقليميا وعربيا، والتي يعتبر هجوم الجنرال المتمرد على طرابلس أحد تفصيلاتها، بدءاً من المراهنين على الوأد النهائيّ لفكرة الاحتجاجات الشعبية العربية والثورات، وتركيب نظم عسكرية مستبدة وتابعة.

وتقف على رأس هذا المحور دول كالإمارات والسعودية ومصر والبحرين، مرورا بحكومات أوروبية لا يهمّها غير وقف سيل المهاجرين عبر البحر المتوسط، وصولا إلى أطراف مثل اليونان التي استغلّت الأوضاع الليبية والمصرية ومدّدت حدودها البحرية طمعا بالثروات البحرية.

و(إسرائيل) المتحالفة مع كل هؤلاء والتي شكلت، كما قال رئيس وزرائها "بنيامين نتنياهو" (الذي يزور اليونان حاليا لحضور قمة تجمعه بنظيره اليوناني ورئيس قبرص اليونانية لتوقيع اتفاقية خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى قبرص الرومية واليونان وإيطاليا وأسواق أوروبية) "تحالفا في شرق المتوسط له أهمية كبرى بالنسبة لمستقبل الطاقة لتحويل إسرائيل إلى دولة عظمى، وأيضا استقرار المنطقة".

تكشف هذه الأحداث المتزامنة عن أن دعم هؤلاء جميعا للجنرال الذي تتهم المحكمة الجنائية الدولية بعض ضباطه بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتسانده قوات مرتزقة شركة "فاجنر" الروسية، بمواجهة حكومة تعترف بها الأمم المتحدة ودول العالم، هو شكل من أشكال الافتراس الجماعي لليبيا على أرضية اشتباك مصالح اقتصادية وسياسية يجمعها الاحتقار لليبيين ولحقهم في اختيار نظام حكم مدني ديمقراطي.

لا نظام يعيد تدوير مخلفات حكم العقيد الراحل "معمر القذافي" بعد تطعيمها بفترة انتظام الجنرال في أطر عمل المخابرات الأمريكية، ثم في أطر كل الأنظمة التي قامت ببعثه وإعادة اختراعه وتسليطه على مصير ليبيا.

وفيما يتحدث "نتنياهو" بصراحة عن تحويل (إسرائيل) لدولة عظمى، فإن من المضحك أن يردد نظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الذي جاء بانقلاب عسكريّ، أحاديث عن "انتهاك الشرعيّة"، وهو ما يدفع إلى مقارنة مثيرة للسخرية فعلا.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

حفتر يعلن "النفير" ضد أي قوات تركية تصل إلى ليبيا

الخارجية البحرينية تدين إرسال جنود أتراك إلى ليبيا

تميم وأردوغان يبحثان هاتفيا تطورات أوضاع ليبيا والعراق

مصر تستضيف اجتماعا لفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص بشأن ليبيا