الوجود الأمريكي في العراق.. أعداد الجنود وأماكن التمركز

الثلاثاء 7 يناير 2020 03:08 م

منذ إسقاط الولايات المتحدة نظام "صدام حسين" في العراق عام 2003، يثير الوجود الأمريكي هناك جدلا واسعا بين حين وآخر، بينما تتمسك واشنطن بأن قواتها تدعم وتدرب القوات العراقية وتسهم في قيادة التحالف الدولي لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من هذا البلد.

وسبق أن أعلنت القوات الأمريكية انسحابها من العراق عام 2011، لكن ذلك الانسحاب كان عبارة عن تغيير لشكل الوجود الأمريكي هناك، إذ وقعت الحكومة العراقية مع الولايات المتحدة اتفاقا يتيح استضافة قوات أمريكية في القواعد العسكرية العراقية، لدعم العراق.

ووصل عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين على الأرضي العراقية إلى 170 ألفا، قبل أن الانسحاب نهاية 2011، لكن تلك الأعداد تقول واشنطن إنها تقلصت كثيرا بعد الاتفاق، دون أن تذكر رقما محددا.

وعادت واشنطن إلى تعزيز قواتها في العراق في عام 2014 وما تلاها من سنوات، وذلك في إطار التحالف الدولي للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".

خلال تلك المراحل المتنوعة، واجه الوجود الأمريكي لغطا ورفضا شعبيا، وجدالا واسعا، وظهرت ضغوط وتيارات في البرلمان العراقي تطالب بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد.

وقرر البرلمان العراقي الأحد توصية الحكومة بالعمل على إنهاء الوجود الأجنبي في العراق، إثر مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني"، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" في ضربة أمريكية في بغداد.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت أخيرا أنها بصدد نشر ما يصل إلى 3500 جندي إضافي في المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأمريكية، بسبب التهديدات الإيرانية.

وعادة ما تقول واشنطن إن قواتها لا تملك قواعد عسكرية دائمة في العراق، لكنها تتوزع داخل قواعد عسكرية عراقية، وهي موجودة أصلا بدعوة من الحكومة العراقية لأنها تقدم للعراق دعما عسكريا كبيرا في مواجهة الإرهاب والنفوذ الإيراني.

وفي ظل الجدال الجديد، نشرت قناة الحرة الأمريكية أرقاما حول محطات الوجود العسكري الأمريكي في العراق منذ 2003.

2011-2003

وقع التدخل الأمريكي في العراق عام 2003 لإسقاط نظام "صدام حسين"، وكان أكبر وجود عسكري أمريكي في العراق عام 2007، عندما بلغت الأعداد 170 ألف عنصر.

في 2008، وقع الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الابن والسلطات العراقية اتفاقية أمنية تحدد الوضع القانوني للقوات الأمريكية في العراق، وتتيح إبقاء وجود عسكري أمريكي في البلاد حتى 2011.

وبعد وصول الرئيس الديمقراطي "باراك أوباما" إلى البيت الأبيض، حاول من دون جدوى، التفاوض بشأن اتفاق جديد يسمح بإبقاء آلاف العسكريين الأمريكيين في العراق بعد 2011، بهدف مساعدة العراق في مواجهة المشاكل الأمنية التي كانت لا تزال قائمة، والتي تقف خلفها خصوصا مجموعات متطرفة.

لكن بغداد رفضت طلب واشنطن منح العسكريين الأمريكيين حصانة أمام المحاكم العراقية لم يبرم اتفاق جديد.

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2011، غادرت آخر دفعة من الجنود الأمريكيين العراق.

2017-2014

بعد الانسحاب الأمريكي، توسع تنظيم داعش في العراق وسوريا، وسيطر على مناطق شاسعة في البلدين.

على إثر ذلك، طلبت بغداد من الولايات المتحدة خصوصا تقديم دعم للقوات العراقية الموجودة على الأرض، من خلال ضربات جوية.

وعندما سيطر التنظيم على مدينة الموصل في يونيو/حزيران 2014، قدمت السلطات العراقية طلبا رسميا إلى الولايات المتحدة.

وسمح "أوباما" في حينها بعودة 275 عسكريا أمريكيا إلى العراق وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بشن ضربات جوية منتظمة دعما للقوات العراقية.

وفي أغسطس/آب من العام نفسه، دعا العراقيون الولايات المتحدة وحلفاءها إلى إرسال قواتها، ما أدى إلى بدء عملية "العزم الصلب" وتشكيل التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يقوم بعمليات جوية مقدما سلاحا وتدريبا ودعما تكتيكيا للعراقيين.

وعام 2017، بلغ حجم القوات الأمريكية خمسة آلاف عسكري عندما كانت عملية مكافحة تنظيم داعش في ذروتها.

2018.. وحتى الآن

انتخب الرئيس "دونالد ترامب" خلفا لـ"أوباما"، وكان قد وعد في حملته الانتخابية بإنهاء الالتزام العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

في مارس/آذار 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية والمدعومة من الولايات المتحدة، إنهاء "خلافة" تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، أعلن "ترامب" بشكل مفاجئ الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا، بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".

قبيل ذلك، اقترح "ترامب" إمكانية إبقاء عسكريين أمريكيين في العراق لمراقبة إيران، ما أثار استياء العراق حيث يطالب عدد كبير من المسؤولين السياسيين وفصائل عدة موالية لإيران بانسحابهم.

وأبقى "البنتاجون" عددا من الجنود في العراق لمنع عودة ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية".

وحاليا، لا يزال هناك 5200 عسكري أمريكي على الأراضي العراقية. ونشر بضع مئات الأسبوع الماضي لتعزيز أمن الدبلوماسيين الأمريكيين.

أماكن وجود القوات الأمريكية

ورغم عدم نشر معلومات حول أماكن وجود القوات الأمريكية في العراق من قبل الجهات الرسمية في الولايات المتحدة بهدف حمايتهم، إلا أن تقارير إعلامية تتحدث عن توزع الجنود الأمريكيين في 12-14 قاعدة عسكرية في البلاد.

قاعدة عين الأسد: تقع في محافظة الأنبار غرب العراق، وكانت قد تعرضت لهجوم بخمسة صواريخ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بعد أيام على زيارة قام بها نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس".

قاعدة الحبانية: في محافظة الأنباء غرب البلاد، ودربت القوات الأمريكية بالشراكة مع قوات من التحالف الدولي لمحاربة "الدولة الإسلامية" نحو 9 آلاف عنصر من قوات الأمن العراقية ما بين 2014-2015.

قاعدة كركوك (K-1): تقع هذه القاعدة شمال بغداد، ويوجد بها قوات أمريكية لأغراض التدريب والتأهيل، واستهدفت بنحو 30 صاروخا في 27 ديسمبر راح ضحيتها متعاقد أمريكي.

قاعدة بلد الجوية: تبعد هذه القاعدة الجوية نحو 100 كيلو مترا شمال بغداد في محافظة صلاح الدين، وهي تضم جنودا أمريكيين وطائرات أمريكية، حيث غالبا ما تشهد طلعات طائرات الـ F16 الحربية منها، وقد تعرضت إلى سقوط صاروخ كاتيوشيا مطلع العام.

قاعدة فكتوري: وهي تقع قرب مطار بغداد، وهي تقدم دعما جويا ومساعدة عسكرية منها.

قاعدة القيارة: وهي تبعد 58 كيلو مترا جنوب مدينة الموصل، وهي من أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية والتي تضم مطارا عسكريا هاما.

قاعدة التاجي: وهي تضم معسكرا هاما شمال بغداد، ويتمركز فيه جنود أمريكيون لأغراض التدريب، كان قد تعرضت لسقوط قذيفتي هاون في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

قاعدة ألتون كوبري: وهي تقع في محافظة شمال غربي كركوك، وتبعد نحو 50 كيلو مترا عن مدينة أربيل كبرى مدن إقليم كردستان.

أربعة قواعد في كردستان: وفي كردستان العراق يوجد عسكريون أمريكيون في أربعة قواعد هي قاعدة قرب سنجار، وأخرى قرب أتروش، وفي قاعدتين في مدينة حبلجة بمحافظة السليمانية قرب الحدود الإيرانية.

قاعدتان قيد البناء: وتشير تقارير إعلامية إلى أنه يتم بناء قاعدتين جديدتين في الرمانة قرب منطقة القائم، وأخرى في منطقة الرطبة غرب مدينة الأنبار.

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

قوات أمريكية بالعراق قاعدة القيارة الجوية جنود أمريكيون بالعراق القوات الأمريكية بالعراق

NBC: عبدالمهدي سيطلب جدولا زمنيا لإخراج الأمريكيين من العراق

جوتيريش يبحث مع الرئيس العراقي المستجدات الإقليمية

جنود أمريكيون يغادرون العراق لفحص إصابات محتملة

قصف قاعدة عراقية تستضيف جنودا أمريكيين دون خسائر

صواريخ إيران تلحق بجنود أمريكا إصابات دماغية (شهادات)