ناشيونال إنترست: أمريكا قد لا تتورط في حرب مع إيران لكن إسرائيل قد تفعل

الثلاثاء 7 يناير 2020 04:09 م

في حين يفرط الأمريكيون في القلق بشأن الحكمة من اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني"، ويناقشون كيفية الرد على احتمال الانتقام الإيراني، فإن الإسرائيليين يعبرون عن سعادتهم بلا مواربة بأن الرجل الذي نسق هجمات "حزب الله" والميليشيات السورية على أراضيهم لم يعد على قيد الحياة.

رحبت كل من القيادة الإسرائيلية، ولا سيما "نفتالي بينيت"، وزير الدفاع المتشدد المعين حديثًا، والسياسيون الإسرائيليون عبر الطيف السياسي -باستثناء بعض الزعماء العرب- بموت رجل اعتبروه أخطر عدو لـ(إسرائيل).

من جانبه، ألقى النظام الإيراني باللوم على (إسرائيل) بقدر الولايات المتحدة، وهو ذات ما فعله "حسن نصرالله" الذي يقود "حزب الله"، المتعاون مع إيران في لبنان وسوريا واليمن.

يشار إلى أن الرئيس السابق لقوات الحرس الثوري، "محسن رضائي"، الذي سبق أن أكد أن (إسرائيل) قد زودت الولايات المتحدة بمعلومات تتعلق بمكان وجود "سليماني"، ذكر في حفل تأبيني للجنرال الإيراني أن طهران يمكن أن تنتقم لموته عبر استهداف تل أبيب وحيفا.

علاوة على ذلك، فإن للنائب السابق لـ"سليماني" وخليفته الآن، العميد الجنرال "إسماعيل قآني"، تاريخ من التصريحات المعادية لـ(إسرائيل). لقد عنونت صحيفة "طهران تايمز"، التي تتبع خط الحكومة بتملق، تقريرًا لها بـ"بومبيو يؤكد بشكل غير مباشر تورط إسرائيل في اغتيال الجنرال سليماني".

على الرغم من الخطاب القاسي المنبثق من كل من واشنطن وطهران - وعد "قآني" بـ"جثث للأمريكيين" في جميع أنحاء المنطقة بينما قال الرئيس "دونالد ترامب" إن أي هجوم على الأمريكيين سيؤدي إلى تدمير 52 موقعًا إيرانيًا، فإنه ليس من الواضح على الإطلاق أن أيًا من الجانبين يسعى إلى صراع.

ومن المؤكد أن طهران ستتجنب العمليات المباشرة ضد القوات الأمريكية، فلديها تاريخ طويل ناجح من العمليات غير المباشرة، ومن الواضح أن "ترامب" متردد في جر الولايات المتحدة إلى فوضى أخرى في الشرق الأوسط.

لكن الحرب بين (إسرائيل) و"حزب الله" -أو حتى إيران نفسها- مسألة أخرى تمامًا. ورداً على التهديدات التي لا لبس فيها من كل من "حزب الله" وطهران، كشف رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" للمرة الأولى رسمياً أن (إسرائيل) قوة نوويا، كما تجتمع حكومة الحرب في البلاد بانتظام، وقواتها في حالة تأهب قصوى.

شهية "نتنياهو" للصراع

علاوة على ذلك، فإن حسابات "نتنياهو" تختلف عن حسابات صديقه الرئيس الأمريكي. تجتمع كل الحوافز لدى "ترامب" لتجنب أي صراع قد يعرض فرص إعادة انتخابه للخطر بالنظر إلى ضجر الجمهور الأمريكي من الحرب.

ولكن من ناحية أخرى، فإن "نتنياهو"، الذي يقاتل من أجل حياته السياسية ويسعى إلى كسب الحصانة من الملاحقة القضائية بتهمة قبول الرشوة وارتكاب جرائم أخرى، قد يتلذذ بالتوترات المطولة مع طهران، حتى لو أدت إلى بعض التصعيد العدائي المحدود على المدى الطويل بين الدولتين.

فبعد أن كرس حملته طوال العقد الماضي على أساس قدرته على قيادة الأمة في صراع، قد يأمل "نتنياهو" في إقناع الكنيست الإسرائيلي بمنحه الحصانة وإقناع عدد كاف من الناخبين في الانتخابات المقررة في مارس/آذار بأنه وحده الذي يمكنه أن يقودهم عبر ما يتبين بوضوح أنه أخطر أزمة في الشرق الأوسط منذ حرب الخليج.

من الجدير بالذكر أنه خلال الفترة التي سبقت حرب الخليج عام 1991، أرسلت واشنطن نائب وزير الخارجية "لورانس إيغلبيرجر" إلى القدس ليرجو رئيس الوزراء آنذاك "إسحاق شامير" بعدم الرد على "صدام حسين" إذا أطلق العراقيون صواريخ على (إسرائيل).

وافق "شامير" على رجاء "إيغلبيرجر" جزئياً لأن واشنطن أرسلت صواريخ "باتريوت" للمساعدة في الدفاع عن (إسرائيل) ضد صواريخ "سكود" العراقية (أثبتت أنها غير فعالة بشكل كافي)، ولكن الأهم من ذلك أن "شامير" لم يُرِد مقاطعة التدفق الهائل للمهاجرين إلى (إسرائيل) من الاتحاد السوفيتي، وهو ما كان سيحدث بالتأكيد لو كانت (إسرائيل) في حالة حرب.

لكن "نتنياهو" لا يواجه مثل هذه القيود، فقد بلغ تدفق اليهود من الدول السوفيتية السابقة ذروته قبل سنوات. وقد لا يسعى "نتنياهو" للحرب بشكل كامل، ولكن بالنظر إلى هوسه بالبقاء في السلطة بأي شكل، فإنه لن يتجنب الحرب بفعالية.

وفي حالة وقوع حرب بين (إسرائيل) وإيران بالفعل، فقد يجد "ترامب" أنه لا بديل لديه سوى التدخل نيابة عن (إسرائيل)، وبالتالي يورّط أمريكا في نفس صراع الشرق الأوسط الذي سعى بشدة لتجنبه.

المصدر | ناشيونال إنترست - ترجمة الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقتل سليماني

الاستراتيجيات الأمريكية والإيرانية بعد مقتل سليماني

سبب تواجد سليماني بالعراق يكشف مدى تعقيد الأزمة الإيرانية

جيوبوليتيكال فيوتشرز: ما هي الخطوة التالية لأمريكا وإيران؟

أعضاء بالكونجرس يدعمون تشريعا لمنح إسرائيل 3.3 مليار دولار سنويا

نيويوركر: كيف تقرأ إسرائيل التصعيد بين إيران والولايات المتحدة؟