حفتر وروسيا.. علاقة محورها المرتزقة

الجمعة 10 يناير 2020 06:51 م

لم تقتصر علاقة اللواء الليبي المتقاعد؛ "خليفة حفتر"، بروسيا على الزيارات التي يجريها بين الحين والآخر إلى موسكو، منذ عام 2016 وحتى الآونة الأخيرة، ولكنها تمحورت حول المرتزقة الذين يعمقون الأزمات هنا وهناك.

فتلك العلاقة بدأت في سبعينيات القرن الماضي في عهد الاتحاد السوفيتي، عندما تلقى "حفتر" الذي يحاول الانقلاب على حكومة "الوفاق" الليبية المعترف بها دولياً، تدريبات عسكرية في موسكو آنذاك.

كما وثقت العديد من التقارير علاقات تعاون بين "حفتر"، والمرتزقة الروس، ومن يقودون عملياتهم.

  • علاقاته مع روسيا

عقب محاولة الانقلاب التي بدأها "حفتر" في ليبيا عام 2016، ضاربا عرض الحائط باتفاق الصخيرات الموقع في المغرب أواخر 2015، حاول الحصول على دعم من عدة جهات، وزار موسكو عدة مرات منذ ذلك الحين وحتى اليوم.

استُقبل "حفتر" على أعلى مستوى في موسكو، وأجرى لقاءات مع وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" ووزير الخارجية "سيرجي لافروف".

كما زار "حفتر"، في 2017، حاملة الطائرات الروسية؛ الأميرال "كوزنستوف"، التي تقوم بمهام في البحر المتوسط، واستقبل أيضا حاملة الطائرات الروسية لدى دخولها المياه الإقليمية الليبية.

وأجرى وزير الدفاع الروسي "شويجو" لقاء مع "حفتر" عبر دائرة الاتصال المغلقة، وأخبره أن روسيا أرسلت مستلزمات طبية.

  • حفتر والمرتزقة الروس

عام 2018 زار حفتر موسكو والتقى وزير الدفاع "سيرجي شويجو" ورئيس الأركان "فاليري جراسيموف".

وشارك في الاجتماع الذي عقده "حفتر" مع كبار الضباط بوزارة الدفاع الروسية رجل الأعمال الروسي "يفجيني بريجوجين"، الذي يتردد أنه يمول شركة "فاجنر" الأمنية الروسية، التي تضم الجنود المرتزقة الروس، المتهمين بتعميق الأزمات في كل من سوريا وأوكرانيا.

ونشرت الصحافة صورا وفيديوهات، تظهر مشاركة رجل الأعمال "بريجوجين"، ممول شركة "فاجنر" في الوفد الذي التقى "حفتر" في روسيا.

وآنذاك، قالت السلطات الروسية، إن رجل الأعمال "بريجوجين" شارك لتنظيم برنامج الوفد الليبي.

وعقب هذه الزيارة، كشفت تقارير موثوقة عن وجود جنود مرتزقة روس تابعين لمجموعة "فاجنر" الأمنية في ليبيا ويقدر عددهم بحوالي ألفين، كما تبين أن "فاجنر" قدمت دعماً لقوات "حفتر"، ووفرت له أسلحة ومهمات عسكرية، وطائرات بدون طيار.

  • "حفتر" والاتحاد السوفيتي

في فترة الاتحاد السوفييتي، شارك حفتر في دورة "فيسترال"، لإعداد كبار الضباط خلال الفترة 1977-1978، وتلقى تدريباً على مستوى عال لمدة عام كامل، حول تشكيلات القيادة بالقوات البرية، وأساليب وطرق إطلاق النيران.

خرجت هذه الدورة التدريبية العديد من الضباط بالجيش الأحمر، خلال الحرب العالمية الثانية. وعقب الحروب العربية - الإسرائيلية بدأت في تخريج ضباط أجانب، وبها وجد "حفتر" الفرصة للتعرف على الكثير من الضباط من أفريقيا والشرق الأوسط.

وعام 1983، تلقى الانقلابي "حفتر" تعليما عسكريا خاصا بأكاديمية "ميخائيل فرونزا" العسكرية في روسيا.

وفي تسعينيات القرن الماضي، اضطر "حفتر" للجوء إلى الولايات المتحدة، عقب صراعه مع الرئيس الليبي الراحل "معمر القذافي"، ويتحدث البعض عن أنه عميل للاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه).

وبعد سنوات من الغياب عن المشهد، عاود "حفتر" الظهور مجدداً عام 2014، وهناك تقارير كثيرة حول دعم جنود مرتزقة روس لـ"حفتر" في محاولاته لإسقاط حكومة "الوفاق".

ويتابع الرأي العام العالمي بدقة محاولة الانقلاب التي ينفذها "حفتر" ضد حكومة "الوفاق الوطني" التي تعترف بها الأمم المتحدة.

وتشن ميليشيات "خليفة حفتر"، منذ 4 أبريل/نيسان الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة "الوفاق الوطني".

وأجهض هجوم "حفتر" على طرابلس جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة الصراع الداخلي.

والأربعاء، دعا الرئيسان التركي؛ "رجب طيب أردوغان"، ونظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، في بيان مشترك عقب اجتماعهما بإسطنبول، إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، يبدأ منتصف ليل الأحد.

وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، والمجلس الأعلى للدولة (استشاري نيابي)، ومجلس النواب الليبي بالعاصمة طرابلس، الأربعاء، ترحيبهم بدعوة وقف إطلاق النار، والبحث عن حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة.

وفي المقابل، رفضت مليشيات "خليفة حفتر"، الجمعة، المبادرة التركية الروسية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

مرتزقة روس قوات حفتر

أردوغان: حفتر غير شرعي.. ولا يمكننا الصمت حيال مرتزقة روسيا بليبيا

تركيا تطلب من روسيا إقناع حفتر بوقف إطلاق النار في ليبيا

السراج وحفتر يبحثان تسوية ووقفا لإطلاق النار بروسيا