سجال بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة حول التجديد الديني

الأربعاء 29 يناير 2020 12:43 ص

فند شيخ الأزهر الإمام الأكبر "أحمد الطيب" دعاوي تجديد الخطاب الديني تحت ستار الحداثة ومهاجمة التراث الإسلامي، مشددا على أن التراث الإسلامي يحتوي على عناصر تجديده وأنه ليس السبب فيما تعاني منه الأمة العربية والإسلامية.

جاء ذلك في معرض رده على رئيس جامعة القاهرة "محمد الخشت" خلال جلسة "دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي"، بـ"مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، في إطار الحديث عن تجديد وتطوير علوم الدين لما يواكب العصر الحديث.

ورد شيخ الأزهر، قائلا: "البعض لا يعلم العلاقة مع الخشت فهي قديمة بجانب أن هناك مناوشات بيني وبينه، هو قال لو قلت خطأ قولوا لي، ولولا ذلك لم أكن لأساهم بالتعليق، أو الملاحظة السريعة وأعدك أنني سأكون طيبا".

وأوضح "الطيب": "كنت أود أن كلمة ستلقى في مؤتمر عالمي دولي وفي موضوع دقيق عن التجديد، أن تكون هذه الكلمة معدة سابقا ومدروسة، لا أن تأتي نتيجة تداعي الأفكار وتداعي الخواطر، حضرتك قلت كرئيس للجامعة إن التجديد هو مثل أن تُجدد منزل والدك الذ تحبه دون أن تسكن فيه وتتركه لتسكن في بيت جديد".

ولفت شيخ الأزهر إلى أن "هذا ليس تجديدًا هذا إهمال وترك وإعلان الفُرقة لبيت الوالد، التجديد في بيت الوالد يكون في بيته، لكن أعيده مرة أخرى بما يناسب أنماط البناء المعاصرة".

وأوضح: "رئيس الجامعة نادى بترك مذهب الأشاعرة لأنهم بنوا، وتحدث عن أحاديث الأحاد، فأقول: الأشاعرة لا يقيمون عقيدتهم على أحاديث الأحاد، وأنا درست ذلك في المرحلة الثانوية في عام 60 و65 من القرن الماضي، وهم لا يمكن أن يقيمون مسألة واحدة في أصول العقائد إلا على الحديث المتواتر".

واعتبر "الطيب" أن "الكلام عن التراث كلام عجيب، خسارة ما يقال عن التراث، هذا مزايدة على التراث، هذا التراث الذي نهون من شأنه اليوم ونهول في تهوينه، التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، قل حضرتك قبل أن نتلقي بالحملة الفرنسية كيف كان يسير العالم الإسلامي، كان يسير على قوانين التراث".

((2))

وأضاف: "الدول الإسلامية والحضارة التي تغيرت، وجاءت قوة فوق قوة كان التراث هو من يحمله، تصوير التراث بأنه يورث الضعف ويورث التراجع هذا مزايدة عليه".

وتابع شيخ الأزهر: "نحن نحفظ من الإمام أحمد بن حنبل ما يؤكد أن التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حداثية، والحداثيون حين يصدعوننا بهذا الكلام هم يزايدون على التراث ويزايدون على قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه تقديس، وهذا ما تعلمناه من التراث لم نتعلمه من الحداثة".

وأكد "الطيب" أن "قصة أن القرآن قطعي الدلالة وظني الدلالة ليست مقولتي ولا مقولتك، تلك مقولة التراثيين، وتعلمناها من التراث"، مستطردا: "درست العلوم الحديثة في المرحلة الثانوية، ودرسنا في أصول الدين البحث العلمي وعلم الاجتماع، أما تصويرنا أننا لسنا معنا سوى المصحف والتفسير هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة".

وأشار شيخ الأزهر إلى أن "الفتنة الكبرى من عهد عثمان بن عفان هي فتنة سياسية وليست تراثية، وأنت كرئيس للجامعة يُقتدي بك ويستمع لك طلاب، والسياسة تختطف الدين اختطافًا في الشرق والغرب، حين يريدون تحقيق غرض لا يرضاه الدين".

كما رد على ما أثاره رئيس جامعة القاهرة حول الحقيقة المطلقة، مشيرا إلى أن الدين والاعتقاد يعني أن صاحبه يظن أنه الحق المطلق، وإلا لما كان مؤمنا به؛ فالمسيحي أو اليهودي أو حتى الملحد يرى أن ما يقول به هو الحق المطلق.

ولوح "الطيب" بكتاب "الخشت" الجديد الذي حمل عنوان "نحو عصر ديني جديد"، قائلا: "هل تعتقد أن ما في كتابك هو الحق المطلق أم لا؟..  إن كان نعم فقد سقطت نظريتك، وإن كان لا فهو ليس دينا وهو مشكوك فيه.. ويمكنك أن تهديه إلي لأقرأه عندما تكون متأكدا".

بدوره رد "الخشت"، مجددا قائلا إنه كان يعني ما يقوله فقط، وإن كلامه جرى تحميله معاني لم يقلها، وتم حسبانه على فريق آخر، وإنه لم يقصد مهاجمة الأزهر، وإنما يكن له كل احترام.

ويثير مقربون من النظام المصري بين والحين والآخر دعوات بتجديد الخطاب الديني، ويهاجمون شيخ الأزهر باعتباره عقبة في وجه ذلك التجديد.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

شيخ الأزهر أحمد الطيب التجديد الديني

شيخ الأزهر يحذر السيسي من الظلم

الأزهر يشكر حكومة جامبيا على موقفها من مسلمي الروهينجا 

تصنيف التايمز يكذب تبرير رئيس جامعة القاهرة خروجها من الترتيب العالمي