استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سني إرهابي .. شيعي يحارب الإرهاب!

الخميس 30 يوليو 2015 07:07 ص

التشخيص الأمريكي ـ الإيراني الجديد لمرض الشرق الأوسط، يتمثل في أن «المسلم السني»، إرهابي، بينما «المسلم الشيعي» محارب مخلص للإرهاب. وعلى «الشيعي المحارب للإرهاب»، أن يستمر في خوض معارك واشنطن وطهــــران ضد «السني الإرهابي»، حتى يتحول الطرفان إلى أكوام من الرماد والدموع والانتحاب الكوني.

هذه وصفة طريفة وجديدة، وتناسب مرحلة الحروب الأمريكية الإيرانية بالوكالة في البلاد العربية. «الشيطان الأكبر» يرى الإرهاب في «المسلمين السنة»، و«الولي الفقيه» يرى الإرهاب في «العرب السنة».

الغرب مشكلته مع «الإسلام التاريخي»، وهو التيار الأعم، هو الأمة، ولا مشكلة له مع الإسلام الذي عاش على هامش التاريخ، وهو التيار الأصغر، أو الطائفة. كل الصدامات الدموية التاريخية، وكل حركات المقاومة الإسلامية في العصور الوسيطة وما قبلها، مروراً بالحـــروب الصليبية، وحروب مقاومة الاستعمار الغربي، كان يقوم بها التيار الأغلب في الإسلام، تيار الإسلام الأمة، الذي أريد له أن يسمى اليوم «الإسلام السني»، مقابل إسلام الطائفة، الذي يطلق عليه اليوم حسب التنميطات السياسية «الإسلام الشيعي».

قبل فترة أرسل الرئيس الإيراني «حسن روحاني» رسالة إلى بابا الفاتيكان، يقول له فيها «نحن وأنتم في خندق واحد ضد الإرهاب»، بالطبع أسقط «روحاني» من رسالته كلمة «عربي سني»، لأن الإرهاب في نظره موجود عند «السنة العرب»، لا لأنهم إرهابيون، بل لأن النظام الحاكم في طهران لديه مشكلته القومية التاريخية مع المسلمين العرب.

واليوم تعمل واشنطن على إعادة تأهيل نظام طهران ليكون رأس حربتها في الحروب الطائفية المستعرة حالياً، التي تصدر في وسائل إعلام طهران والغرب على أنها ضد الإرهاب، وهي في حقيقتها ضد السنة الذين يشكلون الجسد الأعظم في هيكل الإسلام. وتقتضي الخطة الأمريكية الجديدة أن تخوض طهران حروب واشنطن بالوكالة في الشرق الأوسط، بينما تتفرغ واشنطن للمشاكل التي يبدو أنها ستطل قريباً في مناطق شرق آسيا، وبحر الصين الجنوبي.

وفي الوقت الذي تتهيأ طهران فيه لخوض هذه الحرب، فإنه لا يبدو أن طهران في وارد خوض هذه الحرب الأمريكية الجديدة بشكل مباشر، ولكن بالوكالة أيضاً، وعن طريق تيارات «التشيع السياسي» في المنطقة العربية التي تخوض منذ سنوات حروب إيران في المنطقة العربية. الأمر مريح للعاصمتين: واشنطن وطهران إلى حد ما، واشنطن ستخوض الحرب بالوكالة عن طريق إيران، وإيران ستخوض الحرب ذاتها عن طريق تيارات «التشيع السياسي»، التي سرقت قرار أغلبية الشيعة العرب، واختطفتهم لتضعهم في حرب مفتوحة مع أشقائهم من العرب السنة لصالح القوى الأجنبية الإيرانية والغربية.

لا جديد، هو التاريخ يعيد قراءة نفسه، وموضعة أحداثه مع وضع بعض علامات الترقيم على كل نسخة جديدة من كتابه الأعظم، ليتلاءم مع أذواق القراء وظروفهم المحايثة. اشتغلت آلات الإعلام الجبارة في الشرق والغرب لشيطنة المسلمين، والسنة منهم على وجه الخصوص، وسعت دوائر سياسية وأمنية في طهران والغرب على تشكيل وبناء بعض الخلايا هنا وهناك، لكي تتم عملية إعادة إنتاج «الإرهابي السني»، وبالمقابل تم العمل على تأهيل مجاميع إيران التي تمارس «الإرهاب الطائفي»، لتتم إعادة إنتاج «الشيعي المحارب للإرهاب».

ولمزيد من التعمية، وإخفاء الأهداف الحقيقية، تمت تلك العمليات تحت غطاء شعارات جماهيرية، تمت عن طريقها ممارسة «أكبر عملية خداع تعرض لها العرب»، وهي الشعارات التي غطت على العداء الإيراني الحقيقي للعرب بزعم العداء المفتعل بين إيران من جهة، وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، من مثل «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، و«الشيطان الأكبر»، و«يوم القدس العالمي»، وغيرها من الشعارات التي انطلت بكل أسف على «الشيعة العرب»، لجعلهم فقط رأس حربة في مشاريع الحروب الإيرانية ضد أشقائهم في الدين والثقافة والأرض.

وبعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في فيينا، لم يعد لدى أصحاب «التقية السياسية» أي اعتبار للشعارات المطروحة التي يبدو أنها استنفدت كل أغراضها، وأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة شعارات أخرى، وخداع غربي إيراني جديد، تتحتم معه صياغة شعارات جديدة، أو على الأقل عدم التركيز على الشعارات الحالية.

والغريب أن «أقلام إيران» العربية التي بنت «مجدها الإعلامي» على أساس من «الخديعة الكبرى»، المتمثلة في أن إيران طليعة المقاومة ضد «قوى الاستكبار العالمي»، هذه الأقلام هي التي تهلل اليوم لتقارب إيران مع «قوى الاستكبار»، ناسية ـ هذه الأقلام – أسفاراً من كتاباتها السابقة التي مجدت «عاصمة المقاومة» طهران.

وفي طهران عقدت ورشات عمل كثيرة للمساعدة في صياغة رأي عام جديد، والبحث في كيفية الخروج من مأزق «أسفار العهد القديم» المقاوم، التي يجب التخلص منها الآن لصالح خطاب جديد، يعيد موضعة إيران من القوى الدولية، بحيث يتأهل «الولي الفقـيه» لمهمــته المقبلة في «الحرب على الإرهاب».

على أي حال، فإن ما ذكر سابقاً، لا يريد أن يغفل وجود إرهاب يضرب المنطقة، ولكنه يريد أن يضيف أن إيران جبهة مساعدة في انتشار الإرهاب، بدعمها للميليشيات الإرهابية، كما أن إيران ليست الجهة الناجعة لمحاربة «الإرهاب»، لأنها تحاربه على أسس طائفية، وهذا يزيد من انتشاره، ويعطيه المبررات للبقاء والاستمرار، وهو ما تسعى إليه عواصم بعينها في المنطقة وخارج الإقليم.

المتغيرات الجديدة في المنطقة العربية تقتضي ـ من العرب – الاشتغال على تغيير حقيقي في البنى الفكرية والثقافية، وتجديد في المنظومات السياسية والاجتماعية، وابتكار في الخطاب الإعلامي، وعمل طويل ودؤوب ومبرمج على إنتاج شروط جديدة لمواجهة تحديات المرحلة. 

ندرك حجم الاختلالات في بنية النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي العربي في هذه المرحلة العصيبة، لكن هذه الاختلالات ليست بالعمق الذي يجعل معالجاتها مستحيلة، ولدى العـــرب من الإمكانات ما يمكن أن يجعلهم يتغلبون على الصعوبات بفترة وجيزة إذا وجدت القيادة المسؤولة والإدارة الخبيرة.

يجب أن يعمل العرب أولاً على الخروج من الأمر الواقع الذي فرضه عليهم التحالف الجديد بجعل أرضهم متنفساً للصراعات التاريخية، ولحروب الوكالة التي تهدف إلى تعميق الجراح، وبيع السلاح، وحدوث استقطابات لصالح التحالف الجديد.

٭ د. محمد جميح كاتب يمني

  كلمات مفتاحية

الإسلام السني الإرهاب الإسلام الشيعي العرب السنة إيران العرب حروب بالوكالة الاتفاق النووي الشيعة

الثقافة الوطنية بين العنصرية والطائفية..!!

«ميدل إيست بريفينج»: السعودية تواجه خطر خسارة حلفائها السنة بعد الاتفاق النووي

سيناتور أمريكي: السنة في العراق لن يقاتلوا ليعودوا تحت حكومة شيعية

سنة العراق وداعش .. تحالف الضرورة

أزمة إيران أم أزمة الشيعة ؟