«ميدل إيست بريفينج»: السعودية تواجه خطر خسارة حلفائها السنة بعد الاتفاق النووي

الاثنين 27 يوليو 2015 04:07 ص

الصفقة الإيرانية، كما حكم عليها الرئيس «أوباما»، مهمة للولايات المتحدة، ولكنها تمثل تحديًا كبيرًا للسعوديين. إنّها تقوي دولة ترى الرياض أنها مصدر تهديد وشيك للمملكة العربية السعودية والمنطقة.

كانت الرياض مشغولة لبعض الوقت في مشروع معقد لبناء جبهة إقليمية موحدة من شأنها أن تكون قادرة على الحد من التهديد الإيراني في المنطقة وذلك من خلال عملية تقسيم معقدة للعمل.

والآن، ومع قرب بدء جولة «جواد ظريف» في دول مجلس التعاون الخليجي التي تحمل العبارات التصالحية المعتادة، سيستمع الجميع جيدًا، ولكن الكل سيعود إلى التحضيرات الجارية بمجرد انتهاء الاجتماعات.

قال موقع «ميدل إيست بريفينج» أنه«في اللحظة تم فيها التوقيع على الصفقة النووية الإيرانية مع الغرب، أُطلق العنان لتحول عميق في منطقة الشرق الأوسط»، مشيره لتغيرات محتملة بين حلفاء السعودية في تركيا وباكستان والأهم في العالم العربي.

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير بعنوان: «السعودية: خيارات صعبة تلوح في الأفق» أن أخطر هذه التحولات التي قد تحدثها الصفقة النووية فيما يخص السيناريوهات المحتملة التي ستنشأ نتيجة لها، هي في الدول العربية المفترض أنها تعلن أنها تقف مع المملكة خصوصا مصر.

وقالت إن مشروع الرياض بإنشاء جبهة مناهضة لإيران كان يحتاج لثقل مصر، وأن من المحتمل أن يتم تعزيز هذا مع الانخفاض المتوقع للدور التركي والباكستاني بحكم سعي تركيا وباكستان للاستفادة من مشاريع اقتصادية مع إيران عقب رفع الحظر، ولكن ضم القاهرة لهذا التحالف يواجهه عقبة، ألا وهي موافقة الرياض على الخيار الذي طرحه الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» والذي قالت صحف مصرية نقلا عن مصادر سيادية أنه نقل للمملكة وهو: «إما مصر أو الإخوان المسلمين».

ولكنها قالت: «بما أن حماس هي فرع من فروع جماعة الإخوان المسلمين؛ فإن لقاء سلمان ومشعل يوجه رسالة إلى القاهرة مفادها أن خادم الحرمين الشريفين يميل تجاه الإخوان» (حماس تحدثت أمس عن لقاء ثان مع السعودية رغم تصريحات وزير الخارجية السعودي المقللة من أهمية اللقاء الأول).

فالمشكلة التي تواجه الرياض هي في (أعضاء هذه الجبهة العربية المفترضة) التي تعتمد عليها السعودية لحصار طهران عقب اتفاق إيران النووي، خشية أن تكون الكلمة العليا للمصالح ووجهات النظر الفردية.

لهذا يزعم الموقع أن «مهمة السعودية لن تكون أسهل في العالم العربي»، لأن بعض الدول العربية لم تنضم إلى الجبهة المناهضة لإيران من البداية، مثل عمان، وهناك دول انضمت بدرجات متفاوتة من الحماس، وأخري تفكر في التملص من التحالف السعودي للحصول على حصتها من الصفقات التجارية مع إيران بدون أن تعلن هذا.

وأكد الموقع على أن هذه التحديات تعد تحديات صعبة، لأن «المهمة الأولى للسعوديين الآن هي فرض الانضباط على المعسكر العربي، إذا كان ثمة معسكر عربي لتبدأ به بالأساس»، لأن نفوذها بعد توقيع الاتفاق بات محدودا.

وأشار التحليل إلى أن «قطر هي من خططت للقاء سلمان ومشعل»، ما يعني أن الدوحة ستقدم مشورة منحازة للسعوديين في نظر بعض حلفاء السعودية الآخرين، خصوصا مصر.

وتشدد الصحيفة علي أن «دفع العلاقات المصرية السعودية إلى مستوى الأزمة يعد مسألة خطيرة للغاية لكلا الجانبين في هذه المرحلة الدقيقة، والقاهرة لا تبدو مستعدة لقبول ما تعتبره فخًا استراتيجيًا للمملكة العربية السعودية ومصر من جانب قطر، ولا تبدو الرياض مستعدة أيضًا لتجاهل المشورة القطرية، وقبول الموقف المصري».

الجماعات السلفية سلاح في يد الرياض

ويزعم التحليل أن الطريقة الوحيدة لاجتذاب (الشركاء المترددين) هي زيادة الضغط الشعبي الداخلي عليهم لمواجهة خطر «الشيعة» أي زيادة التحريض الطائفي.

حيث تقول:«يمكن أن يؤدي المزيد من المساعدات للجماعات السلفية المحلية، المعادية للشيعة، في البلدان المترددة عن التحالف السني السعودي، إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وبالتأكيد سوف يقدم للإرهاب مجندين جددًا، ولكن السعوديين مثل غيرهم لا يرغبون في الشعور بأنهم محاصرون؛ لأنه إذا حدث ذلك، سيقاتلون».

استفادة تركية قد تبعدها عن الرياض

وترصد «ميدل إيست بريفينج» المزايا التي يمكن أن تحصل عليها تركيا عقب رفع الحصار عن ايران اقتصاديا وتجعلها بعيده نسبيا عن التحالف السعودي السني، مشيره لتهنئة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» نظيره الإيراني «حسن روحاني» وترحيبه علنا في أحد مساجد إسطنبول بالصفقة الايرانية، وتأكيده أن«هذا سينعكس بشكل إيجابي  علاقاتنا مع إيران»، فضلا عن قول وزير المالية «محمد شيمشك»، «إن صفقة إيران الغامضة هي نبأ عظيم للتجارة التركية».

وتقول إن «الشركات التركية تنفض الغبار الذي تراكم على سجلاتها القديمة على أنغام أغنيتهم المفضلة نحن الجسر»، ففي الماضي، كانت تلك الشركات تنشد في كل مكان في العالم العربي، وقبل ثورات الربيع العربي، أن تركيا هي جسر التجارة بين المنطقة وأوروبا ,الآن يتم ترجمة تلك الأغنية، وممثلو الشركات التركية يصطفون للذهاب إلى طهران ويحملون أحلامًا وردية وخطابات مكتوبة بشكل جيد حول الأخوة الإسلامية.

ويضف الموقع بالقول أن المفارقة أن أنقرة لعبت قبل بضعة أسابيع، بالتنسيق مع الدوحة، دورًا كبيرًا في توفير مجندين لجبهة التحالف السني المستعد لمحاربة النفوذ الإيراني، واقتادتهم إلى الرياض (حماس في غزة وحزب الإصلاح في اليمن)، ولكن قطاع الأعمال التركي سيضع المزيد من الضغوط على الحكومة التركية ما قد يجبر أنقرة على التحرك بسرية في هذا الملف السعودي الايراني، ويخلق بالتالي فراغًا في الجدار السعودي».

صفقات اقتصادية باكستانية إيرانية

أيضا ترصد الصحيفة المكاسب الباكستانية التي قد تجعلها تبتعد عن التحالف السعودي رغم وقوفها على مسافة بعيده، ومن ثم فقدان حليف سعودي آخر مهم.

فقد أعلن «شهيد خاقان عباسي» وزير البترول الباكستاني أن العمل في الجزء الباكستاني من خط الأنابيب بين إيران وباكستان من المقرر أن يبدأ في أكتوبر المقبل وسيستغرق 30 شهرًا، وقال: «إن الاتفاق النووي بين إيران والعالم سيكون مفيدًا بالنسبة لنا، وسوف نستقبل الغاز الطبيعي الإيراني في عام 2007».

ولمعرفة التحول في الموقف الباكستاني ينبغي معرفة أن أمريكا أوقفت هذا المشروع لفترة طويلة في سياق تشديد العقوبات على إيران، وأن هذا الخط سينهي أزمة الطاقة المزمنة في باكستان، وسوف تحصل باكستان على 22 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي الإيراني بموجبه.

وعلاوة على ذلك، تعد طهران بتسوية الخلاف حول بنود العقوبات في العقد لتأخير التنفيذ الذي يتكلف 200 مليون دولار في الشهر.

  كلمات مفتاحية

السعودية الاتفاق النووي إيران تركيا باكستان

مخاوف السعودية من الاتفاق النووي قد تدفعها لتغيير سياستها مع الغرب

«ذي أتلانتيك»: السؤال الأكثر أهمية حول الصفقة الإيرانية

كيف سيشكل النفط مستقبل العلاقات السعودية الإيرانية بعد الاتفاق النووي؟

«الاحتواء الجديد»: استراتيجية أمريكية للأمن الإقليمي بعد الاتفاق النووي

«فورين بوليسي»: اتفاق إيران النووي يهدد توازن القوة الدقيق في الشرق الأوسط

«الجبير» يستنكر عدوانية إيران وتصريحات «المالكي» ضد المملكة

سني إرهابي .. شيعي يحارب الإرهاب!