أسفرت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومتظاهرين فلسطينيين يعارضون خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن"، الجمعة، عن إصابة العشرات في الضفة الغربية المحتلة، تزامنا مع تظاهرات أخرى عمت قطاع غزة المحاصر.

كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي موقعا للمقاومة، جنوبي قطاع غزة، قائلا إن ذلك يأتي ردا على إطلاق 3 قذائف هاون من القطاع. ولم يعلن عن أي إصابات إثر القصف الإسرائيلي.

وبالتزامن، شيع فلسطينيون جثمان "علاء هاني العباسي" (15 عاما)، والذي استشهد متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس، أطلقها عليه جنود الاحتلال، أثناء مشاركته في "مسيرة العودة" قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، قبل عدة أشهر.

وأصيب 48 فلسطينيا بجروح وحالات اختناق، إثر مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، بحسب بيان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية.

وبينت الجمعية أن طبيعة الإصابات تنوعت بين الإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والاختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابات أخرى بالحروق، أو نتيجة السقوط.

واندلعت المواجهات، عقب مسيرات منددة بـ"صفقة القرن" المزعومة، حيث استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المسيرات، فيما رشق شبان القوات بالحجارة، وأضرموا النار في إطارات سيارات مطاطية.

أما في قطاع غزة، فقد أدى مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة داخل المسجد العمري الكبير، وسط المدينة؛ تلبية لدعوة أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، للتأكيد على رفض "صفقة القرن".

وبعد انتهاء الصلاة، انتقل المصلون باتجاه ميدان فلسطين الواقع وسط المدينة، للمشاركة في مسيرةٍ حاشدة، دعت لها "حماس"، والتي دعت لمسيرات مماثلة في شمال القطاع.

ورفع المشاركون في مسيرات القطاع، لافتاتٍ رافضة لـ"صفقة القرن"، ورددوا شعارات مناهضة لها، كما حملوا مُجسما لقبة الصخرة المُشرفة تعبيرا عن تمسكهم بمدينة القدس المحتلة، التي تعتبرها الخطة الأمريكية "عاصمة غير مقسمة لإسرائيل".

ومساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في مؤتمر صحفي بواشنطن، الخطوط العريضة للصفقة المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته "بنيامين نتنياهو"، فيما رفضتها السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة وتركيا وعدة دول أخرى.

وتتضمن الخطة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري.

ومنذ ذلك الوقت، يشارك الفلسطينيون في معظم أماكن تواجدهم بوقفاتٍ ومظاهراتٍ احتجاجية؛ للتعبير عن موقفهم الرافض لتلك الصفقة التي تتنصل من حقوقهم في العودة والأرض.