الفلسطينيون يخوضون معركة صعبة في مواجهة صفقة القرن

السبت 1 فبراير 2020 12:51 ص

عندما علم الزعماء الفلسطينيون أن إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن خطته للشرق الأوسط بات وشيكا سارعوا بالدعوة إلى "يوم غضب وهي دعوة يملؤها الحماس والشجاعة تستخدم كثيرا للنفير لمقاومة(إسرائيل).

لكن لم يخرج سوى قلة من المتظاهرين بالفعل إلى الشوارع، رغم رفض الفلسطينيين على نطاق واسع لمقترحات "ترامب". 

إنها فجوة بين الخطاب الرنان وما يحدث على أرض الواقع تجسد الصعاب التي يواجهها زعماؤهم في الضغط على الولايات المتحدة و(إسرائيل).

وعلى مدى عقود ماضية، كان النقاد يصفون الفلسطينيين بالرافضين، الذين يرفضون باستمرار عروض التسوية على أمل، لا جدوى منه حتى الآن، في أن يحمل المستقبل ما هو أفضل.

ويتصاعد الإحباط الداخلي في القيادة الفلسطينية منذ سنوات، فيما يسعى الرئيس "محمود عباس"، الذي يتقدم به العمر، إلى تحقيق إرث، لكن الأفق يضيق أمام مسعاه لتحقيق تقدم في تحويل حلم شعبه بالحرية إلى حقيقة.


وعلى النقيض من التوقعات، اقترح "ترامب" حل"الدولتين" للصراع ولكن بشروط صارمة تجعل أي دولة فلسطينية في المستقبل تحت رحمة السيطرة الأمنية الإسرائيلية بشكل شبه كامل.

وأسعد تأييد "ترامب" لـ(إسرائيل) في الاحتفاظ بمستوطناتها، اليمينيين، الذين طالبوا على الفور ببسط السيادة الإسرائيلية على ما يقرب من 30% من الضفة الغربية المحتلة، التي استولت عليها (إسرائيل) في حرب عام 1967.

ويقول الفلسطينيون إن مثل هذه التحركات من شأنها أن تقود إلى نظام للفصل العنصري. 

وترفض (إسرائيل) أي تشبيه لسياساتها تجاه الفلسطينيين بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا.

ويقول المحللون إن الفلسطينيين تنتظرهم فترة عصيبة.


وقال "جريج شابلاند" المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس بلندن "ليس أمامهم خيارات مفيدة. الرد بشكل إيجابي على خطة ترامب للسلام أمر مستحيل بالنسبة لأي زعيم فلسطيني. سيبدو (أمام شعبه) وكأنه باع القضية الفلسطينية بالكامل".

وأضاف "شابلاند"، "يبدو أن (هذا) الأمر كله مرتب بطريقة ما بحيث يكون لزاما على الفلسطينيين أن يرفضوا وبعد ذلك يمكن للأمريكيين أن يقولوا لـ(إسرائيل) ولبقية العالم امضوا قدما ونفذوا (الخطة) لأن الفلسطينيين غير مهتمين بالسلام كما هو واضح".

ووقف بالفعل على هذا الخط الهجومي "جاريد كوشنر"، صهر "ترامب" والمهندس الرئيسي للخطة.

وقال للصحفيين "لن نستجدي الفلسطينيين.. من الصعب عليهم أن يمثلوا دور الضحية عندما يكون لديهم بالفعل صفقة حقيقية مطروحة على الطاولة".

  • المعارضة الدولية

وبين الساحات المتاحة أمام "عباس" (84 عاما) ساحة الأمم المتحدة لحشد المعارضة الدولية لخطة "ترامب".

لكن واشنطن تستطيع استخدام حق الفيتو في إجهاض أي خطوة في مجلس الأمن. 

وحتى إذا فاز "عباس" بالدعم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلن يثمر ذلك عن شيء يذكر على أرض الواقع أكثر مما أثمر عنه تصويت عام 2017 الذي دعا "ترامب" إلى التخلي عن اعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).

ونال الفلسطينيون التأييد بواقع 128 صوتا من أصل 193، لكن كل ذلك لم يكن سوى مجرد استعراض للدعم الخطابي.


سيحاول "عباس" أيضا تلمس سبل أخرى، ويسافر إلى القاهرة يوم السبت لحضور اجتماع لجامعة الدول العربية مع الحلفاء الإقليميين.

لكن الكثير من الدول العربية تعتمد على المساعدات العسكرية الأمريكية أو الدعم المالي. 

وتحكم معظم هذه الدول حكومات سنية تقف في نفس الخندق مع الولايات المتحدة و(إسرائيل) في مواجهة نظام الحكم الديني الشيعي في إيران.

وقالت "ديانا بوتو"، المستشارة القانونية السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن من المهم"محاسبة الدول (العربية) التي كانت جزءا من هذه المهزلة"، لكن من غير المحتمل أن يؤدي هذا إلى تعزيز ساعد الفلسطينيين.

وأضافت: "هناك استراتيجية أفضل هي البدء في محاسبة(إسرائيل)، سواء كان ذلك من خلال العقوبات أو (التحركات) القانونية".

وإحدى هذه الخطوات القانونية في المحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى رئيس الادعاء فيها إلى التحقيق في جرائم حرب مزعومة في الأراضي الفلسطينية.

ولا تزال المحكمة في مرحلة اتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت تتمتع بالولاية القانونية في هذا الشأن. وتقول (إسرائيل) إن المحكمة ليس لها اختصاص بالتحقيق في الأراضي الفلسطينية.

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن

مثلث "صفقة القرن".. خطة إسرائيلية للتخلص من 300 ألف فلسطيني

إعلان واغادوغو للتعاون الإسلامي يدعو لنصرة الفلسطينيين

عباس سيطالب العرب برفض "صفقة القرن" خلال اجتماع القاهرة

أوراسيا ريفيو: صفقة القرن تمنح روسيا فرصة تاريخية

عباس والسيسي يلتقيان قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب

عباس يقطع كل العلاقات مع أمريكا وإسرائيل بما فيها الأمنية

مصادر بفتح: التنسيق الأمني مع إسرائيل مستمر بالضفة