خطوات مؤلمة تنتظر لبنان لإنقاذ اقتصاده المتعثر

الاثنين 3 فبراير 2020 08:34 ص

دعا مشروع البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الجديدة، في مسودة، الأحد، إلى خفض معدلات الفائدة، وإعادة رسملة المصارف، في إطار خطة إنقاذية طارئة تتضمن "خطوات مؤلمة" لمعالجة الأزمة المالية العميقة في البلاد.

ومسودة البيان الوزاري، الذي جاء في 17 صفحة، ووافقت عليه لجنة وزارية، السبت، ما تزال بانتظار الحصول على ثقة البرلمان.

ومن المتوقع أن تجتمع اللجنة مرة أخرى، الإثنين، لإجراء القراءة النهائية.

وتشكلت الحكومة اللبنانية الجديدة بدعم من "حزب الله" القوي، وحلفائه في 21 يناير/كانون الثاني، بعد ما يقرب من 3 أشهر من الاحتجاجات الضخمة ضد النخبة الحاكمة، التي ينظر إليها على أنها فاسدة، وضالعة في إهدار المال العام.

وتواجه الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء "حسان دياب"، ضغوطا مالية شديدة، بما في ذلك النقص الحاد في الدولار، مما أدى إلى تداعي الثقة في البنوك، التي فرضت قيودا صارمة على حركة رؤوس الأموال، فضلا عن استمرار ضعف الليرة اللبنانية وارتفاع الأسعار.

وركز البيان على "حماية أموال المودعين لا سيما صغارهم في المصارف اللبنانية وتنظيم علاقة المصارف مع عملائهم (...) والمحافظة على سلامة النقد، واستعادة استقرار النظام المصرفي من خلال مجموعة تدابير منها إعادة رسملة المصارف ومعالجة تزايد القروض المتعثرة".

وجاء في مسودة البيان، أن خطة الانقاذ الاقتصادية تتضمن "خطوات مصيرية وأدوات علاج ستكون مؤلمة"، تجنبا "للانهيار الكامل الذي سيكون الخروج منه صعبا إن لم نقل شبه مستحيل".

وأضاف: "لا يمكن لأي خطة إنقاذية أن تنجح ما لم نقم بتخفيض الفائدة على القروض والودائع وذلك لإنعاش الاقتصاد وتخفيض كلفة الدين".

ولبنان لديه واحد من أعلى مستويات الدين العام في العالم، وينبغي أن يقرر بسرعة كيفية سداد 1.2 مليار دولار تستحق في مارس/آذار.

وتحدث البيان عن خفض خدمة الدين العام "من خلال التعاون بين وزارة المال ومصرف لبنان والمصارف لتحقيق خفض ملموس لمعدلات الفوائد على القروض والودائع في القطاع الخاص، وعلى توظيفات المصارف لدى مصرف لبنان بشكل ينعكس إيجابا على إدارة السيولة والاقتصاد، ويخفف العبء على المالية العامة".

كما تضمن مشروع البيان: "إجراء إصلاحات ضريبية تعتمد على تحسين الجباية، وعلى مكافحة التهريب من المعابر الشرعية وغير الشرعية، ومكافة التهرب الضريبي باعتماد الضريبة التصاعدية الموحدة، على مجمل المداخيل".

ووفقا لمسودة البيان الوزاري، فإن الحكومة تتعهد "بتخفيض النفقات العامة وإعادة هيكلة القطاع العام عبر خطوات عدة بما فيها مكافحة الهدر".

أما فيما يتعلق بتحفيز النمو الاقتصادي، فقد دعا البيان إلى "العمل على توسيع مروحة التسهيلات المقدمة من مصرف لبنان، وحثه على ضخ السيولة بالدولار الأمريكي لدعم استيراد المواد الأولية والمعدات الصناعية وقطع الغيار".

والخطة المتكاملة، ستشمل مشاريع قوانين وإجراءات مجدولة على مراحل ثلاث من 100 يوم إلى 3 سنوات، من تاريخ نيل الثقة في البرلمان.

وتدعو أيضا إلى التواصل مع كل المؤسسات والجهات المانحة أو الداعمة من أجل تأمين الحاجات الملحة والقروض الميسرة، وتغطية الحاجات التمويلية للخزينة.

ولم يحدد مشروع البيان المؤسسات ولا المبلغ المطلوب.

ويؤكد البيان "الحرص على تكثيف التواصل مع الدول العربية الشقيقة والصديقة، وكذلك أعضاء مجموعة الدعم الدولي، والمنظمات والهيئات الدولية الإقليمية المعنية، بغية العمل على توفير أوجه الدعم كافة للبنان، باعتبار أن استقرار لبنان ضرورة اقليمية ودولية".

وتعهد المانحون الدوليون بحوالي 11 مليار دولار في مؤتمر باريس عام 2018، لكنهم حجبوا الأموال، حتى يلتزم لبنان بالاصلاحات، التي تهدف إلى تقليص الهدر.

وقال البيان، إن الحكومة ستركز على معالجة الفساد، وهو مطلب رئيسي للمتظاهرين.

كما تعهدت بمتابعة التحقيقات واتخاذ الاجراءات اللازمة بخصوص الأموال التي حولت إلى خارج البلاد بعد 17 أكتوبر/تشرين الأول، خلافا للقانون، ورفع السرية المصرفية والحصانة عن كل من يتولى الوظيفة العامة.

ويرتكز البيان الوزاري على برنامج عمل يتضمن "خطة طوارئ إنقاذيّة، وسلة اصلاحات محورها ورشة إصلاح قضائي وتشريعي، ومكافحة الفساد، وتصحيحات ومعالجات في المالية العامة، ويواكبها إجراءات اقتصادية تحفز الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد منتج (...) ويمكن الاستعانة بالخطة الاقتصادية التي أعدها المكتب الاستشاري ماك كنزي".

ووفقا لمسودة البيان، فإن "من صلب خطة الانقاذ الشاملة وضع خطة مالية عامة متوسطة الأجل، لضبط الاختلالات المالية، ووضع العجز للناتج المحلي في منحى تراجعي".

ووصف البيان الحكومة الجديدة بأنها "حكومة مستقلة عن التجاذب ّالسياسي تعمل كفريق عمل من أھل الاختصاص، فلا وساطة ولا محاصصة، ولا مراعاة ّلأي كان على حساب القانون والمصلحة العامة (...) حكومة تلتزم بإنجاز خطة طوارئ خلال الأسابيع الأولى لمعالجة حاجات الناس الطارئة".

كما يؤكد البيان على "حق المواطنات والمواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة (...) واعتماد سياسة النأي بالنفس عن السياسات التي تخل بعلاقاتنا العربية".

وشملت مقترحات البيان الوزاري، أيضا الاسراع في إجراء دورة التراخيص الثانية في قطاعي النفط والغاز وتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء كجزء من إصلاح قطاع الكهرباء.

كما التزم البيان بالعمل "على إعداد مشروع قانون للانتخابات النيابية يعكس تلاقي اللبنانيات واللبنانيين في الساحات ويحاكي تطلعاتهم".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

أزمة لبنان الاقتصادية اقتصاد لبنان مظاهرات لبنان حسان دياب

لبنان يترقب القرار الصعب بشأن سنداته الدولية

الأزمة الاقتصادية في لبنان تجبر ذا ديلي ستار على وقف نسختها الورقية

معهد عبري: حكومة لبنان الجديدة تهدد أمريكا ودول الخليج وإسرائيل

حزب الله: صندوق النقد سيشعل ثورة شعبية في لبنان