سد النهضة.. مصر تواجه الصعب وإثيوبيا تدافع عن التنمية

الاثنين 3 فبراير 2020 01:21 م

"سيناريوهات صعبة على مصر، لا سبيل لتجنبها، إلا بضغط أمريكي على إثيوبيا، التي لا تسمح تحدياتها الداخلية بالتنازل عن خطط التنمية".. هكذا تعقدت أزمة مفاوضات سد النهضة بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، برعاية واشنطن.

وباتت الفرصة الأخيرة، ليست في جولة المفاوضات التي تم استحداثها منتصف الشهر الجاري، وإنما في القمة التي ستجمع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، ورئيس وزراء إثيوبيا "آبي أحمد على"، في أديس أبابا، الأسبوع المقبل.

هكذا تتحدث المصادر، عن تضاءل سريع لآمال الوصول إلى تسوية سلمية لسدّ النهضة، في الوقت الذي يواصل فيه الإثيوبيون محاولات فرض شروطهم، كما يقول المصريون، بينما لا تستجيب أديس أبابا للضغوط الأمريكية، حسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

سيناريوهات صعبة

تقول المصادر المصرية، إن القاهرة مقبلة على "سيناريوات صعبة، لكن يمكن تجنبها بالوساطة الأمريكية وضغوط واشنطن على أديس أبابا".

إلا أنها تستطرد: "مصر أبدت تفهّماً للأوضاع الداخلية في إثيوبيا التي تفرض على أديس أبابا مواقف محددة في قضايا مرتبطة بالتنمية الاقتصادية".

وتضيف المصادر: "مصر لن تقبل معالجة الأوضاع الداخلية على حساب موقفها في ضرورة تأمين الحدّ الكافي من المياه بما يتوافق مع مصالحها واستهلاكها".

وتدرس مصر حاليا، وفق المصادر، جميع السيناريوات، في اجتماعات دخلية غير معلنة، للوصول إلى حل للأزمة.

هذه الأزمة، جاءت عقب اقتراب الوساطة الأمريكية من نهايتها، من دون أن تسفر حتى الآن عن نتيجة إيجابية، في ظل توقيع مصري منفرد، على الاتفاق المبدئي، الذي لم يحل المشكلات التفاوضية، ورفض إثيوبيا والسودان التوقيع.

يشار إلى أن اجتماعات واشنطن، التي اختُتمت الأسبوع الماضي، لم تأتِ بجديد سوى تمديد مسار المفاوضات نحو 4 أسابيع.

وعلى رغم إعلان وجود تقارب في وجهات النظر بين مصر وإثيوبيا، لم يكن هذا الإعلان (ليل الجمعة - السبت) سوى مناورة لتمديد المفاوضات أطول وقت ممكن، فيما لم يُمثل موقف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي أعلن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق، سوى جزء من صورة ديكورية تحاول جميع الدول إظهارها الآن، وفق مراقبين.

وفي ظل وجود توقيع الاتفاق النهائي قبل نهاية الشهر الجاري، من دون تمديد المفاوضات مرة أخرى، بقيت الوفود الفنية في الولايات المتحدة، حتى التوصل إلى صياغة نهائية.

وتنقل المصادر عن وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، قوله إن "بقاء الخبراء في واشنطن يرتبط بمطلب مصر بحث خيارات فنية مختلفة، بمشاركة أمريكية تضمن رفع تقرير إلى ترامب بمواقف الدول".

وعلى رغم محاولة الخارجية الترويج لما قالت إنه انتصار للدبلوماسية المصرية، إلا أن الواقع يحمل معطيات مغايرة جرت مناقشاتها في أروقة صناع القرار في القاهرة، وفي مقدّمتها المماطلة الإثيوبية التي قوبلت بمرونة مصرية كبيرة.

وعليه، اتُّفق على أن تشترط مصر في نهاية جولة المفاوضات الأخيرة، أن تكون الاجتماعات المقبلة "حاسمة ونهائية ولا يمكن تمديدها على الإطلاق تحت أيّ مسمّى".

دعوة للتحرك

ووفق تقرير استخباراتي مفصّل، رُفع إلى مكتب "السيسي"، فإن المفاوضات "لا يمكن حسمها من دون توافق بين السيسي وآبي أحمد، في الاجتماع الثنائي الذي يفترض عقده بينهما على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية الأسبوع المقبل".

وتوقّع التقرير، أن يؤدّي استباق الاجتماع بلقاء في واشنطن على المستوى الرئاسي إلى "حسم المسألة في ظلّ المساومات الإثيوبية الدائمة التي ترفضها مصر"، خاصة أن "المشكلات نفسها قائمة" رغم الضغوط الأمريكية على أديس أبابا، عبر عدد من الملفات المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

وتحدث التقرير المصري، عن "استغلال إثيوبي واضح لمسألة السدّ، لخدمة آبي أحمد داخلياً"، مدللا على ذلك، بزيارته لموقع السدّ بعد الانتهاء من الاجتماعات الأخيرة، إلى جانب الإسراع في معدّلات التنفيذ بصورة غير مسبوقة.

يشار إلى أن إثيوبيا ستكون قادرة على البدء بتخزين المياه بحلول الصيف المقبل، وربما قبل ذلك، حسبما أعلنت في وقت سابق.

ووفق التقرير، فإنه لا بد من الاستعداد لتنفيذ "خطوات التصعيد أمام الجهات الدولية"، لأن الأسابيع المتبقية بين إعلان فشل المفاوضات (آخر الشهر)، والقدرة على بدء ملء الخزان وتقليل حصة مصر في مياه النيل "قليلة".

في ظلّ بدء الملء، فإن مشكلات كبيرة في بحيرة "السدّ العالي" المصري، وقدرته على توليد الكهرباء لمصر، ستظهر.

لا اتفاق

يشار إلى أن البيان الرسمي الصادر بعد الاجتماعات الأخيرة، التي تضاعفت مدّتها من يومين إلى 4 في جولة مباحثات إضافية، قال إن القاهرة وأديس أبابا والخرطوم اتفقت، على وضع جدول يتضمّن خطة ملء السد على مراحل، والإجراءات ذات الصلة في التعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتدّ والسنوات الشحيحة أثناء الملء، وأيضاً حالة الإجراءات نفسها أثناء التشغيل.

وتضمّن "الاتفاق المبدئي" التوصل إلى آلية تشغيل للسدّ خلال الظروف الهيدرولوجية العادية، وآلية لمراقبة الاتفاق وتبادل البيانات والمعلومات، وأخرى لفضّ المنازعات، فضلاً عن موضوعات أمان السدّ وإتمام الدراسات الخاصة بالآثار البيئية والاجتماعية له، على أن توضع الصياغات النهائية قبل اجتماع وزراء الخارجية والموارد المائية في الدول الثلاث في واشنطن يومَي 12 و13 الشهر الجاري من أجل إقرارها، تمهيداً لتوقيع الاتفاق نهاية الشهر.

ووفق مراقبين، تبقى هذه البنود، كلام مرسل، سبق أن ذكر في مراحل سابقة خلال المفاوضات، لافتين إلى أنه حتى الآن لم يتم الاتفاق على مواعيد دقيقة للملء، ونسب محددة لتدفق المياة، في الفترات العادية والأمطار والجفاف، وهو محور الخلاف التفاوضي.

هذا الأمر اعترف به الناطق باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية "محمد السباعي"، حين قال في تصريحات سابقة، إن الاتفاق المبدئي، "ما زالت تنقصه الكثير من التفاصيل".

وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة على حصتها من مياه النيل، والتي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق، لكنها أبدت استعدادا للتنازل عن جزء (غير محدد بعد) من تلك الحصة حتى ملء بحيرة السد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مفاوضات سد النهضة سد النهضة الإثيوبي مفاوضات فنية وساطة أمريكية عبدالفتاح السيسي آبي أحمد علي

السيسي يجتمع مع الحكومة والمخابرات لبحث أزمة سد النهضة

وزير الري الإثيوبي يحذر من أخبار مزيفة بشأن اتفاق سد النهضة

وفد مصري رفيع يصل إلى أمريكا لحضور اجتماعات سد النهضة

اختتام جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة دون توقيع اتفاق