قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الثلاثاء، إن بلاده لن تسمح لنظام "بشار الأسد" بتحقيق مزيد من التقدم الميداني في إدلب؛ آخر محافظة خارجة عن سيطرته شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لعدد من الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من أوكرانيا.
وأضاف أردوغان أن "نظام الأسد يسعى إلى التقدم ميدانيا في إدلب عبر تشريد أشخاص أبرياء يتجهون نحو حدودنا".
وتعهد قائلا: "لن نعطي النظام فرصة للتقدم؛ لأن ذلك سيزيد من العبء الواقع علينا".
وتأتي تصريحات "أردوغان" غداة مواجهات بين الجيش التركي وقوات "الأسد". إذ قصفت قوات "الأسد" مناطق يتمركز فيها الجيش التركي والقوات الموالية له ما أسفر عن مقتل 6 جنود أتراك، وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ردت على ذلك الهجوم بحسم، وقتلت العشرات من قوات النظام.
وشدد "أردوغان" على أن الاعتداء على الجنود الأتراك يعد انتهاكا لاتفاقية إدلب، و"بالطبع ستنعكس نتائج هذا الاعتداء على نظام بشار".
وتابع قائلا: "أعتقد أن العمليات التركية أعطت درسا كبيرا لهؤلاء (نظام الأسد)، لكننا لن نتوقف، سنواصلها بنفس الحزم".
وشدد "أردوغان" على نقاط المراقبة التركية في إدلب "لها دور مهم جدا، وستبقى هناك، ونجري التعزيزات اللازمة".
لكن الرئيس التركي تفادى تصعيد النبرة إزاء روسيا حليفة نظام "الأسد"، بعدما اتهمها، الإثنين، بعدم "الوفاء بالتزاماتها" بشأن إدلب.
ورأى أنه "في هذه المرحلة، ليس هناك حاجة لبدء نزاع أو صراع كبير مع روسيا؛ لدينا العديد من الخطط الاستراتيجية معها"، في إشارة إلى الشراكة الروسية التركية في عدة مجالات خصوصا في قطاع الطاقة والسياحة، مرورا بقطاع الدفاع.
وأكد أن مسألة إعادة النظر بشأن شراء منظومة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي "غير مطروحة".
لكنه أشار إلى أنه من "المحتمل" ان يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، الثلاثاء.
ورغم أن موسكو وأنقرة تدعمان طرفين متحاربين في سوريا التي تشهد نزاعا منذ عام 2011، إلا أنهما عززتا تعاونها حول الملف السوري منذ عام 2016.
وتعارض أنقرة خصوصا عملية واسعة النطاق للنظام السوري في إدلب بهدف تفادي تدفق مزيد من المهاجرين نحو تركيا، التي تستقبل أصلاً 3.6 ملايين لاجئ سوري.