«رأي اليوم»: الإسرائيليون ينحتون «العرب السنة» مصطلحا جيوسياسيا ويعتبرونهم «حلفاء»

الثلاثاء 4 أغسطس 2015 12:08 م

الإسرائيليون ينحتون تسمية «العرب السنة» مصطلحا جيوسياسيا ويعتبرونهم «حلفاء» في إشارة للسعودية ودول الخليج .. إنها مصيدة منصوبة بإحكام استغلالا للقلق من الاتفاق النووي الإيراني فهل يمكن تجاوزها؟ أم أن احتمالات السقوط أكبر؟

يواصل مسؤولون إسرائيليون تحرشاتهم بالدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية ودول الخليج مستغلين حالة القلق التي تسود هذه الدول من جراء الاتفاق النووي الإيراني، مقدمين أنفسهم، وحكومتهم على أنها خشبة الخلاص.

قبل بضعة أيام، وبالتحديد يوم الأربعاء الماضي، خرج علينا دوري غولد (مدير عام وزارة الخارجية بالكيان الصهيوني) بتصنيف جديد لهذه الدول عندما أطلق عليها تسمية الدول العربية السنية ووصفها بأنها حلفاء إسرائيل.

«دوري غولد» الذي التقى الدكتور «أنور عشقي» أحد مستشاري الأمير «بندر بن سلطان» عندما كان سفيرا لبلاده في واشنطن أكثر من مرة في ندوات ومؤتمرات متخصصة، استخدم هذا المصطلح في مداخلة له أمام مؤتمر نظمته منظمة رؤوساء المنظمات اليهودية الرئيسية في نيويورك، وقال فيها «أمامنا نظام يحاول السيطرة على الشرق الأوسط (إيران)، وهذا ليس ما تقوله إسرائيل وإنما جيراننا العرب السنة، وأنا استخدم تعبيرا جديدا وهو أن حلفاءنا العرب هم الذين يقولون ذلك».

كان «غولد» هذا سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة لعدة سنوات، وعمل مستشارا لبنيامين نتنياهو وما زال، وألف كتابا ينضح حقدا على المملكة العربية السعودية اسمه «مملكة الكراهية»، واتهمها بتمويل الإرهاب العالمي.

أن يتحول «غولد» فجأة إلى صديق للدول العربية، ويطلق عليها الألقاب والتسميات ويعتبرها حليفا لدولته الغاصبة التي تحرق الرضع، وتقتحم المسجد الأقصى، وتقوض أساساته، وتشن العدوان تلو الآخر على قطاع غزة وجنوب لبنان، وتقتل الآلاف من العرب، سنة وشيعة دون تفرقة، فهذا تحقير للدول العربية، وإهانة لها، ووضعها في الخانة نفسها مع دولة الكراهية والحقد والقتل، المسماه إسرائيل.

إن هذا التصنيف الطائفي للعرب الذي بدأ الرئيس الامريكي الترويج له في مقابلته الأخيرة مع الصحافي توماس فريدمان، ونشرت في صحيفة «نيويورك تايمز»، وها هو غولد يحاول تسويقه للعرب وغيرهم، مشروع فتنة عربية قبل أن يكون مشروع فتنة إسلامية وإقليمية يجب التصدي له بحزم، ومن قبل المملكة العربية السعودية، ودول الخليج خاصة، اللهم إلا إذا كانت مباركة له، وموافقة عليه.

الخوف من إيران وصعود قوتها لا يجب أن يدفع دول الخليج الى هذا التحالف الخبيث والمتعارض مع كل قيم العدالة والكرامة والعقيدة العربية والاسلامية، فيصبح حالهم كمن يستجير من الرمضاء بالنار، وإنما ببناء للقوة الذاتية العربية في المجالات كافة، وترسيخ مشروع عربية يحقق الردع مع إسرائيل اولا التي تملك أكثر من 300 رأس نووي، وتحتل أرضا ومقدسات عربية.

الدول العربية أخطأت عندما نامت في شهر عسل الملذات، ووقعت في المصائد الأمريكية التي نصبت لها في العراق وليبيا وسورية واليمن، وها هي تساق مفتوحة الأعين إلى الخطيئة الكبرى، وهو التقارب مع العدو الإسرائيلي، وهنا تكمن الكارثة.

إذا كانت هناك حالة من النكوص العربي، الشعبي والرسمي تجاه إسرائيل في الوقت الراهن، لاحتراق المنطقة في حروب طائفية، فإن هذه الحالة لن تطول، وستنتفض الشعوب العربية انتفاضة حقيقية وطنية مشرفة ضد الاحتلال الإسرائيلي العنصري، وحينها ستلتهم دائرة اللهب كل من حاول، أو يحاول، الاقتراب من هذا العدو، أو التحالف معه، والأيام بيننا.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية دول الخليج الدول العربية الاتفاق النووي

محلل إسرائيلي: الغرب يخاف الإرهاب السني أكثر من النووي الشيعي .. وإيران هي المستقبل

كاتب سعودي يدعو للتطبيع مع (إسرائيل) لمواجهة «المد الصفوي الإيراني»

«عشقي» ينفي تطبيع السعودية مع «إسرائيل» ويؤكد عدم لقائه أي مسؤول رسمي لها

«أوباما» يتعهد بدعم الحلفاء الخليجيين ضد أي تهديد ويفشل في تهدئة المخاوف من إيران

العلاقات «السعودية - الإسرائيلية» مرة أخرى