محلل إسرائيلي: الغرب يخاف الإرهاب السني أكثر من النووي الشيعي .. وإيران هي المستقبل

الثلاثاء 21 يوليو 2015 12:07 م

خلافا لرئيس وزراء اسرائيل، الذي يعرف بان كل خطأ في سياسته قد يكون محملا بالمصيبة، يمكن للرئيس الامريكي ان يأخذ مخاطر الاستثمار للمدى البعيد. فطول النفس هو جذر خلافات الرأي بين إسرائيل وسيدتها. 

إذا خرجتم من جلدكم وأجلستم انفسكم في الغرفة البيضوية في البيت الابيض، يحتمل أن تصلوا انتم ايضا الى الاستنتاج بانه من المجدي للولايات المتحدة أن تتصادق مع ايران، حتى في ظل أخذ مخاطرة ان تقترب الدولة الشيعية من السلاح النووي، حتى على حساب علاقاتها التقليدية مع الدول السنية، ورغم العلم بان ايران تسعى الى توسيع نفوذها على منطقتنا بوسائل عنيفة.

والسبب هو أن إيران هي المستقبل بينما السعودية ومصر هما الماضي. فالاستثمار في السعودية وفي مصر هو صفقة سيئة في كل الاحوال، بينما الاستثمار في ايران ينطوي على مخاطر ولكنه كفيل بان يكون رابحا على نحو رائع. ايران هي المستقبل ليس فقط بفضل حجم سكانها، مساحتها الهائلة والموارد الطبيعية التي توجد تحت تصرفها، بل وايضا لان الايرانيين هم امة متراصة، ذات ثقافة غنية، حكم قوي وطبقة متعلمين واسعة تتميز بقدراتها العلمية والتكنولوجية. والاهم من كل هذه هو النشاط، الطموح والذاكرة التاريخية. من الصعب ان نفهم لماذا تستيقظ الامم الغافية من سبات طويل، ولكن لا يمكن اغلاق الاذان امام زئيرها. نسمع الروس، الجيران القريبين من ايران، نسمع الصينيين والاوروبيين، وكذا امريكا تسمع. في محاولتكم للاخذ باعتبارات الرئيس الامريكي، يمكن الافتراض انكم ستراعون انه ليس من الحكمة ان يترك في ايدي قوى عظمى منافسة الامل في عقد الصفقات مع الامة المستيقظة. 

ولن يصعب عليكم تعطيل الاعتبارات الاخلاقية. فمصر والسعودية ليستا قريبتين من القيم الليبرالية الغربية اكثر من ايران، ومن نواح معينة فانهما ابعد. فالمصدرة الاكبر للافكار المشجعة للإرهاب ليست ايران بل السعودية. فالمدارس التي مولتها في ارجاء العالم السني نشرت الافكار الهدامة التي انتشرت من أندونيسيا الى ما وراء الصحراء الكبرى.

"الدولة الاسلامية" لداعش هي الابن غير الشرعي والمشاغب. روسيا، اوروبا وحتى الولايات المتحدة تخاف الارهاب السني اكثر من النووي الشيعي. واللذعات الان اكثر ايلاما من رؤيا الاخرة التي قد تأتي وقد لا تأتي. 

نظام السعودية متخلف وفاسد. واقتصادها – الذي يقوم تقريبا حصريا على النفط – يتراجع بسرعة مع الانخفاض في سعره. خمس السكان على الاقل هم عمال اجانب لا حقوق مواطنة لهم ونحو 15 في المئة منهم شيعة يعانون التمييز الطائفي ضدهم ومعقول الافتراض بان آجلا أم عاجلا سيثورون على الحكم الوهابي الطاغي.

هذه دولة هزيلة لدرجة ان حتى مصالحها الواضحة غير قادرة على ان تحميها بتصميم. فما الذي تمنحه للولايات المتحدة غير القواعد العسكرية؟ ولكن في ساعة الاختبار، مثلما في حرب العراق الثانية، اضطر الامريكيون لان يقنعوها الى أن وافقت على ان تسمح لهم باستخدام هذه القواعد بحرية.

وبالفعل، من كراسيكم في البيت الابيض ستقولون لانفسكم انه من اللحظة التي لا تعود فيها امريكا متعلقة بالنفط السعودي، يكاد لا يكون تبقى في السعودية شيئا من اجله من المجدي الاجتهاد لخدمتها. المال السعودي المستثمر في الاقتصاد الامريكي؟ سيبقى فيها لانه ليس له اماكن بديلة.

بالنسبة لمصر، الشريك الاكبر في الجبهة السنية، هذه تترنح بين الطغيان العسكري والحكم الديني ولا يوجد أي سيناريو يتنبأ لها باستقرار سياسي وازدهار اقتصادي. مصر ضائعة. فلماذا الاستثمار بصفقات ضائعة مسبقا؟ 

وماذا عنا؟ سنحصل على الكثير من المال، دمى الحرب والوعد بان حليفنا سيبقى الى الابد.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل أميركل إيران السعودية مصر النفط

الآن الولايات المتحدة ستدلل السعودية؟!

«أوباما» يشكر «بوتين» على دور روسيا «المهم» في إتمام الاتفاق النووي

«ذي أتلانتيك»: السؤال الأكثر أهمية حول الصفقة الإيرانية

الصفقة النووية الإيرانية: ما الذي تعنيه لدول المنطقة؟

الاتفاق النووي.. مسؤول سعودي يحذر من خطورته والإمارات تهنئ و«أوباما» يرحب

إسرائيل لا تخشى من نووي إيران بقدر ما يقلقها المغزى السياسي للاتفاق مع طهران

«ذي أتلانتيك»: هكذا ترى الشعوب العربية تداعيات الاتفاق النووي مع إيران

الوجه الآخر للاتفاق النووي مع إيران

الاتفاق النووي وتداعياته الخليجية والخيار النووي السعودي

السعودية والاتفاق النووي

«معهد واشنطن»: لماذا ترفض إسرائيل صفقة إيران النووية؟

سيناتور أمريكي: السنة في العراق لن يقاتلوا ليعودوا تحت حكومة شيعية

العرب والاتفاق النووي: ما العمل؟

ما بعد الاتفاق النووي صورة مجسمة لما ينتظر المشرق العربي

الاتفاق النووي وصراع المشاريع في المنطقة

الأقـصـــى كتـعـــويــض ؟!

«رأي اليوم»: الإسرائيليون ينحتون «العرب السنة» مصطلحا جيوسياسيا ويعتبرونهم «حلفاء»

الإهانات الأخلاقية في توقيع الاتفاق النووي

كيف أضعفت السياسات الغربية العرب السنة طوال القرن العشرين؟

تحركات سيئة: الارتداد العكسي للاستراتيجية الإسرائيلية تجاه إيران

«بروجيكت سينديكت»: أفول عهد «الثورة الإسلامية» وراء نجاح المفاوضات النووية