الإهانات الأخلاقية في توقيع الاتفاق النووي

الأربعاء 5 أغسطس 2015 02:08 ص

نظام «آيات الله» هو نظام ظلامي، مطلق ومخل بحقوق الإنسان: تعتبر ايران واحدة من الدول العشرة الأكثر قمعة للحريات الصحفية، ولا توجد أيضا حرية دينية، والنساء ملزمات دينيا بوضع النقاب. ومعارضة النظام مقموعة. 

الأقليات الغير شيعية تتعرض للتمييز. من بداية العام قتل حوالي 700 شخص. ونظرية الخميني التي تطبقها إيران هي تصدير الثورة الإسلامية من خلال فروع خارجية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وجوهر الثورة هو تعجيل وصول المهدي الذي هو الإمام الـ 12 الذي سيأتي ويفرض الإسلام الشيعي على الإنسانية جمعاء. 

كيف أن العالم المتحضر يوقع على اتفاق مع دولة تسعى إلى السيطرة بالعنف على العالم وتخل بكافة شروط حقوق الانسان والشعوب؟ الإدعاء بان الرئيس روحاني معتدل غير واقعي والدليل أنه بعد توقيع الاتفاق فورا سافر إلى مدينة مشهد المقدسة التي فيها قبر الامام الخميني. وفي هذا القبر موجودة وصية الخميني التي تؤيد القناعة الامبريالية للشيعة المقاتلة. دليل آخر من بين أدلة كثيرة عمرها 30 عاما، هو تأييد روحاني للعملية الدموية ضد مباني المارينز في بيروت عام 1983 حيث قتل مئات الجنود الامريكيين. 

نحن نشهد تهادن الغرب أمام النظام الإيراني، وكذلك اندفاع رؤساء حكومة ووزراء اقتصاد من أجل الحجيج في طهران وعلى رأسهم وزير الاقتصاد الالماني ورئيس حكومة فرنسا، حيث لا تعيق مواقف «آيات الله» اللاسامية  ذلك أبدا. خلال أسبوعين وقعت صفقات مع دول أوروبا بأكثر من ملياري دولار.

لماذا نشكو؟ فقد وقعنا اتفاقيات مع فتح، التي تنادي علنا بمحو إسرائيل عن الخريطة، وتمحي إسرائيل عن كافة خرائط الكتب التعليمية. التصديق الكاذب في الحالتين هو أنه في السياسة كما في السياسة، يجب الفصل بين الأخلاق وبين المصالح. هذه نظرية ميكافيلي على قدم واحدة. ولكن أيضا السياسة الواقعية تقتضي بعدم توقيع اتفاق مع إيران. وقد أوصى ميكافيلي نفسه بالاستناد على تحليل سياسة الامبراطورية الرومانية: «بنظرة الى المستقبل، من الاسهل معالجة المشكلة الالية، واذا تركت سيكون من الصعب معالجتها لاحقا».

الاتفاق ليس ثمرة تجار البزار الفارسي فقط وانما تطبيق لأوامر مؤسسي الإسلام: حسب صلح الحديبية فإن اتفاق لعشر سنوات قام محمد بالإخلال به بعد سنتين حيث تمكن من احتلال مكة، الاتفاق بالإسلام الأرثوذكسي ما هو إلا مرحلة مؤقتة سيتم الإخلال به في لحظة توفر القوة الكافية. على إسرائيل أن تشدد على الإهانة الأخلاقية النابعة من مجرد التوقيع مع دولة تطمح للسيطرة على العالم ككل.

  كلمات مفتاحية

توقيع الاتفاق النووي إيران الخميني الشيعة

محلل إسرائيلي: الغرب يخاف الإرهاب السني أكثر من النووي الشيعي .. وإيران هي المستقبل

«فورين بوليسي»: هل يمكن لصفقة إيران أن تقود لصفقة بشأن سوريا؟

«ذي أتلانتيك»: السؤال الأكثر أهمية حول الصفقة الإيرانية

«إيكونوميست»: الاتفاق النووي الإيراني قد يشعل الصراع السني الشيعي

«فورين بوليسي»: اتفاق إيران النووي يهدد توازن القوة الدقيق في الشرق الأوسط