قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، شكر نظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، على الدور الروسي «المهم» في إنجاز الاتفاق النووي مع إيران الذي جاء تتويجا لأكثر من 20 شهرا من المفاوضات المكثفة.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، اتفق الرئيسان خلال اتصال هاتفي مساء أمس الأربعاء، على أن الاتفاق «حل تاريخي من شأنه أن يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي عن طريق قطع جميع سبل الحصول على قنبلة».
وكان «أوباما» قد دافع عن الاتفاق النووي الإيراني، قائلا إنه «يلبي أولويات الولايات المتحدة في منع طهران من الحصول على قنبلة نووية»، على الرغم من تعرض الاتفاق لانتقادات أمس الأربعاء من قبل المشرعين في واشنطن وإسرائيل.
ودعا «أوباما» الكونغرس إلى عدم عرقلة الاتفاق.
وكانت روسيا حليفة طهران، أعلنت على لسان عدد من مسؤليها، أنها لعبت دورا في إقناع إيران بالعديد من النقاط العالقة الخاصة بالاتفاق النووي.
وأمس الأربعاء، بعث وزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند»، بما يشبه رسالة طمأنة للعالم بشأن الاتفاق النووي مع إيران، قائلا أمام برلمان بلاده: «الاتفاق يطمئن العالم إلى أن كل الطرق أمام إيران لصنع قنبلة نووية أغلقت».
وتوصلت إيران، أول أمس الثلاثاء، ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وألمانيا) في فيينا إلى اتفاق لتقييد الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات المفروضة عن إيران، وذلك بعد مفاوضات على مدى عشر سنوات.
وأثار الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، الكثير من التساؤلات، حول تأثير هذا الاتفاق على إيران واقتصادها من جهة وعلى دول المنطقة من جهة أخرى، لا سيما تلك التي تتشابك مع طهران في علاقات سواء كانت قوية أو متوترة.
فلا يخفي منتقدو الاتفاق ومنهم معظم دول الخليج العربي، وإسرائيل، أن إيران تصر على توسيع نطاق نفوذها بالشرق الأوسط، وستسعى للاستفادة من الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذا الاتفاق، في توسيع هذا النفوذ ودعم حلفائها اقتصاديا.
في المقابل، يرى مراقبون أن واقع الاقتصاد الإيراني سيجعلها مهتمة بالأساس بكيفية الخروج من هذا الواقع المظلم، دون النظر إلى من حولها.
كما أجرى الرئيس الأمريكي أول أمس، اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز»، وولي عهد إمارة أبوظبي «محمد بن زايد»، عقب التوصل إلى الاتفاق النووي.
وقال البيت الأبيض إن «أوباما» شدد على الالتزام بالعمل مع شركاء الولايات المتحدة بالخليج «لمواجهة أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار» بالمنطقة، ومساعدتهم على تعزيز قدراتهم الدفاعية.