شن الأمير «بندر بن سلطان»، رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير الرياض السابق في واشنطن، هجوما على الاتفاق النووي الذي عقدته مجموعة القوى الست الكبرى مع إيران، منتقدا موافقة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» على هذه الصفقة.
ويعد ذلك أول تصريح علني من الأسرة الحاكمة في المملكة، رغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي، وكان مصدر سعودي رفض نشر اسمه قال إن إدارة «أوباما»، «ارتكبت خطأ تاريخيا» بالموافقة على الاتفاق الذي تم الإعلان عنه أول أمس الثلاثاء.
وقال الأمير السعودي، في مقال باللغة الإنجليزية، في صحيفة «دايلي ستار» اللبنانية، إن «أوباما»، اتخذ قراره بالمضي قدما في الصفقة النووية مع إيران وهو مدرك تمام الإدراك أن التحليل الاستراتيجي لسياسته الخارجية، والمعلومات الاستخبارية لم تتنبأ جميعها بالتوصل إلى نتيجة الاتفاق النووي نفسها مع كوريا الشمالية فحسب، بل تنبأت بما هو أسوأ».
وأشار «بندر» إلى الاتفاق الذي عقده الرئيس الأسبق «بيل كلينتون» مع كوريا الشمالية التي عملت بعد ذلك على تصنيع سلاح نووي.
وأضاف: «إلى جانب حصول إيران على مليارات من الدولارات، فالفوضى ستسود الشرق الأوسط، الذي تعيش دوله حالة من عدم الاستقرار، تلعب فيها إيران دورا أساسيا».
وأكد الأمير السعودي أنه الآن «أكثر اقتناعا من أي وقت مضى بأن صديقي العزيز، الثعلب القديم هنري كيسنجر، كان مصيبا حين قال إنه على أعداء أمريكا أن يخشوا أمريكا، لكن على أصدقائها أن يخشوها أكثر».
وأضاف: «يعتمد الناس في منطقتي اليوم على الله، وعلى تعزيز قدراتهم وتحليلهم للوضع بالتعاون مع الجميع، باستثناء حليفنا الأقدم والأقوى، هذا يفطر القلب، إلا أن الحقائق مرة، ولا يمكن تجاهلها».
وجاء رد السعودية المعلن على الاتفاق مع إيران في شكل بيان مقتضب صدر في وقت متأخر يوم الثلاثاء، وجاء به أن المملكة تدعم أي اتفاق يمنع طهران من امتلاك قنبلة ذرية، لكنه أكد على الحاجة لعمليات تفتيش صارمة وإمكانية إعادة فرض العقوبات.
وانتقد مسؤولون ووسائل إعلام سعودية لها صلات وثيقة بالأسرة الحاكمة الاتفاق في أحاديث خاصة ورجحوا أن يشجع إيران على تقديم مزيد من الدعم لجماعات مسلحة بالمنطقة.
وكان مسؤول سعودي قال أول أمس الثلاثاء، إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيكون يوما سعيدا للمنطقة إذا منع طهران من امتلاك ترسانة نووية، لكنه سيكون سيئا إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فسادا.
وأضاف المسؤول لـ«رويترز» أن إيران زعزعت استقرار المنطقة كلها بأنشطتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وتابع أنه إذا منح الاتفاق تنازلات لإيران فإن المنطقة ستصبح أكثر خطورة.
إلى ذلك، أعلنت مستشارة الأمن القومي الأمريكي «سوزان رايس» أن وزير الدفاع «آشتون كارتر» سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية في إطار جهود البيت الأبيض لطمأنة حلفاء واشنطن بالشرق الأوسط بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وقال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» اتصل بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وأكد التزام الولايات المتحدة بالعمل مع شركائها في الخليج لمواجهة أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وقد توصلت إيران، أول أمس الثلاثاء، ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وألمانيا) في فيينا إلى اتفاق لتقييد الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات المفروضة عن إيران، وذلك بعد مفاوضات استمرت على مدى عشر سنوات.