شهدت الساعات القليلة الماضية، التي أعقبت توصل القوى الكبرى الست إلى اتفاق مع طهران بشأن برنامجها النووي، اتصالات مكثفة أجرتها واشنطن مع قادة دول الخليج؛ في مسعى منها لتبديد المخاوف الخليجية من الاتفاق.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس «باراك أوباما» اتصل بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»؛ حيث تشارك معه تفاصيل الاتفاق النووي مع طهران، الذي أبرم، أمس.
البيان، الذي نشره حساب السفارة الأمريكية بالرياض على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، أوضح أن «أوباما» أكد خلال الاتصال «التزام الولايات المتحدة بالعمل مع شركائها في الخليج لمواجهة أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة».
كما أكد الرئيس الأمريكي أن واشنطن ستعمل من أجل «تعزيز الاستقرار ودعم بناء قدرات شركائنا في المنطقة»، متعهدا بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
في السياق ذاته، صرًّح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «عبداللطيف الزياني»، بأن وزراء خارجية دول مجلس التعاون تلقوا، مساء أمس (الثلاثاء)، اتصالات من وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»؛ إذ أطلعهم الأخير على تفاصيل الاتفاق مع إيران، حسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وقال «الزياني»، في بيان، إن «وزراء الخارجية أعربوا عن تقديرهم لاتصال كيري بهم، وعبروا كذلك عن أملهم في أن يؤدي الاتفاق إلى إزالة المخاوف في شأن برنامج إيران النووي وبما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجنبها سباق تسلح نووي».
وأضاف أن «وزير الخارجية الأمريكي أكد التزام الولايات المتحدة بنتائج القمة الخليجية الأمريكية التي عقدت في كامب ديفيد، مؤخرا، وبمواصلة التنسيق والتشاور وتكثيف الجهود مع دول مجلس التعاون بما يساهم في تطوير المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على عقد اجتماع بينهما في المنطقة قريباً.
كان «أوباما» استقبل زعماء دول الخليج العربية في الولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي، وتعهد حينها بدعمهم في مواجهة أي هجوم خارجي.
جولة شرق أوسطية لوزير الدفاع الأمريكي
وفي إطار التطمينات الأمريكية لشركائها بعد توقيع الاتفاق مع طهران، قالت وكالة «رويترز» للأنباء، نقلا عن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، إن «أوباما» يعتزم إرسال وزير دفاعه « أشتون كارتر» إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل حيث يواجه مهمة شاقة لطمأنة حلفاء بلاده مثل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وحتى الآن لم يكشف البيت الأبيض سوى عن محطة واحدة في الجولة وهي إسرائيل حيث أدان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتفاق الثلاثاء وقال إنه "خطأ تاريخي مذهل".
وقال المسؤولون في «بنتاغون» إن «كارتر» سيتوجه إلى أماكن أخرى داخل المنطقة، لكنهم امتنعوا عن تقديم تفاصيل.
وقد يغير الاتفاق بين إيران والقوى الست وجه الشرق الأوسط من خلال كبح الأنشطة النووية الإيرانية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات في عملية تبدد بشدة افتراضات بشأن عزلة طهران.
وتعادي إيران، القوة الشيعية المهيمنة، أصدقاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة السعودية، ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وخاض حلفاء الرياض وطهران عقودا من الحروب الطائفية بالوكالة في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
ويعترف مسؤولون عسكريون أمريكيون بأن تخليص الاقتصاد الإيراني من العقوبات الخانقة سيترجم على الأرجح إلى مزيد من الأموال للجيش الإيراني وأتباعه في الخارج.
وبينما هنأ خمسة من قادة دول الخليج إيران على توصلها مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، بقت الرياض على توجسها من طهران، حيث دعتها لعدم استخدام ثمار الاتفاق في إثارة الاضطرابات بالمنطقة.