إسرائيل لا تخشى من نووي إيران بقدر ما يقلقها المغزى السياسي للاتفاق مع طهران

الثلاثاء 21 يوليو 2015 01:07 ص

إنهم يخافون. ليس من الاتفاق النووي للقوى العظمى مع ايران بل من المغزى السياسي له. المغزى الأول هو أن التهديد النووي الإيراني الذي حلق كل الوقت فوق رؤوسنا لم يعد موجودا وحاضرا بنفس القدر.

إنهم يخافون لأنه بعد أن أقنعوا الجمهور بأن المواجهة النووية محتملة، وسيفهم الكثيرون الآن أن هذا الاتفاق الموسع سيفتح الباب أمام المخاطر (والفرص) التقليدية، لكنه سيغلق الباب أمام الأزمة النووية الحقيقية.

إنهم يخافون لأن رئيس الولايات المتحدة «باراك أوباما» وزعماء آخرون قاموا بخطوة حقيقية من أجل تأخير تطوير القنبلة في دولة ذات قدرات نووية، لبضع سنوات.

حينما يخافون لهذه الدرجة فإنهم يخافون من أجل إبقاء الخوف الذي أوجدته بنية التخويف، وبالتالي يجب زيادة الخوف بشكل أكبر، إنهم ينتقلون إلى اتهام الدول العظمى بتجاهل تأثيرات الاتفاق. سبب ذلك هو أن مجلتهم تنشر العناوين الصفراء «اتفاق لدرء العالم». مصدر التعبير في كتاب دانييل هو وصف لإحياء الأموات. أي التأثير السيء للخاطئين لن يُمحى من العالم.

لم أكن لأتطرق بجدية إلى تحليل هذه الصحيفة، لكن الاستخدام المتهكم للصحيفة للتعبير ينبع من الخوف من أن يتراجع ويضعف التلويح بالتهديد النووي الإيراني.

هذا لا يعني بالطبع أن الاتفاق مثالي. أحد تأثيراته الذي لا صلة لها بالمخاوف التي يتم ترويجها، قد يكون تعزيز الحرب التقليدية ضد إسرائيل، وهذا يتطلب تفكيرا آخر خارج ذلك الصندوق من الخوف الذي دخلنا إليه وقناعة أن ذلك الخوف سوف يختفي.

إن تفكيرا كهذا يجب أن يتطرق إلى الاستنتاج الأول الذي ينبع من الاتفاق وهو: الحاجة الى تحسين الجاهزية العسكرية على ضوء القدرات الغير نووية، بالتعاون مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاق.

الاستنتاج الثاني هو الحاجة إلى البحث عن حلفاء في العالم العربي المتغير، الذين لديهم مصلحة في الاتفاق مع إسرائيل ويشمل الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني. اتفاق استراتيجي شامل من هذا النوع قد يشكل نقطة تحول بالنسبة لإسرائيل.

لا يجب علينا البحث عن حلفائنا في الكونغرس. اليمين الأمريكي الراديكالي ضعيف كدعامة سواء من الناحية السياسية أو الأخلاقية، والتأييد الذي يمنحه لـ«بنيامين نتنياهو» ينبع من حقيقة أنه يجسد حسب رأيهم الصراع مع الرئيس الأسود الذي يكرهونه، والذي يبرز أكثر فأكثر بعقلانيته المضبوطة والغير متملصة.

لا يجب على هذا التأييد أن يُغري وذلك بسبب تدخل جهات يهودية ضد الرئيس المنتخب، وهو أمر لن يؤثر على نتائج الاتفاق، سلبا أو ايجابا، وكل ما ممن شأنه أن يفعله أن يزيد من معاداة إسرائيل في الولايات المتحدة.

«نتنياهو» بادر إلى خطوة دولية حظيت بتأييد دولي ونجاح جزئي. ومن هنا الاعتراف باتفاق ساري المفعول. يتوجب على إسرائيل أن تبدأ بجمع المصوغات السياسية والأخلاقية والعسكرية، ولأجل هذا يجب إحداث تحول شامل.

فهل هذا محتمل في حين أنهم يخافون؟!

  كلمات مفتاحية

إيران القوى العظمى الاتفاق النووي إسرائيل نتنياهو أداة تخويف العالم العربي أوباما

محلل إسرائيلي: الغرب يخاف الإرهاب السني أكثر من النووي الشيعي .. وإيران هي المستقبل

(إسرائيل) لن تضرب إيران بمفردها مهما بلغت كراهيتها للاتفاق النووي

«أوباما» يشكر «بوتين» على دور روسيا «المهم» في إتمام الاتفاق النووي

«ذي أتلانتيك»: السؤال الأكثر أهمية حول الصفقة الإيرانية

«أوباما» يهدد إيران باستخدام القوة إذا لم يفلح النهج الدبلوماسي

«كيري»: أي تحرك إسرائيلي ضد إيران سيكون "خطأ جسيما"

الأقـصـــى كتـعـــويــض ؟!

«نتنياهو» و«بوتين» يناقشان الاتفاق النووي الإيراني هاتفيا

طهران: خياراتنا متعددة إذا انتهكت أمريكا الاتفاق النووي