أثارت تدوينة نُشرت على حساب «فيسبوك» الخاص برئيسة منظمة شبابية حزبية في المغرب، أثارت جدلا واسعا إثر انتقادها للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز»، ولرئيس الحكومة المغربية «عبد الإله بنكيران». وقد وصل الجدل إلى حديث منابر إعلامية مغربية عن غضب مسؤولين سعوديين بالمغرب، في وقت يقول فيه أصدقاء المعنية إن حسابها تمت قرصنته.
يتعّلق الأمر بـ«نجوى كوكوس»، رئيس منظمة شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، أحد أحزاب المعارضة البرلمانية، إذ نشرت قبل أيام انتقادات شديدة اللهجة للملك السعودي ولرئيس الحكومة المغربية، إثر استقبال الثاني للأول في مطار مدينة طنجة يوم الأحد 2 أغسطس/آب، جاء فيها: «يتكالبون على الملكية بالمغرب و يعبدون ملكية البيترودولار، اللي قال لي أنه خادم الحرمين الشريفين غير إغني بها على شي حد أخر، أنا لا يهمني من يخدم، خادم الحرمين هو اللي كيسيق وذلك العامل البسيط الذي يظل مستيقظا ليلا نهار للحرص والوقوف على نظافة وأمن الحرمين، أما اللي كاياكل فلوس الحرمين راه حنا اللي خدامين عندو»، قبل أن تكتب في أحد التعليقات: «الولاء للوطن، الوطن قبل الجماعة والوهابية والبيترودولار».
وإذا كان انتقاد رئيس الحكومة أمرًا متوقعًا من «نجوى كوكوس»، لطبيعة مواقف حزب الأصالة والمعاصرة، ولطبيعة الخلاف الإيديولوجي والسياسي المتواصل بينه وبين حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له «عبد الإله بنكيران»، فإن الهجوم على العاهل السعودي هو ما أثار الجدل، بما أن أحزاب المعارضة في البرلمان، لم يسبق لها خلال السنوات الأخيرة أن أبدت مواقف بهذا الشكل ضد السعودية التي تجمعها علاقات سياسية واقتصادية قوية بالمغرب.
ونقل موقع «فبراير» المغربي أن «نجوى كوكوس» ستلجأ إلى القضاء ضد من قاموا بقرصنة حسابها على فيسبوك، ونشروا هذه التدوينات قبل أن يعملوا على إغلاقه، كما قال الناطق الرسمي باسم الحزب، «عبد الحكيم بنشماس»، لموقع «كيفاش»، إن تحريات قام بها الحزب، أكدت له قرصنة حساب «نجوى» على فيسبوك، متحدثًا أن الحزب لم يقم بمعاقبتها كما تم ترويج ذلك.
جدير بالذكر، أن طريقة استقبال «عبد الإله بنكيران» للعاهل السعودي، عندما انحني ليقبّل كتفيه، فتحت نقاشًا كبيرًا بالمغرب، بين مؤيد لطريقة سلام «بنكيران» ومعارض لها.
غير أن «بنكيران» علق على الأمر مؤكدا أن الطريقة التي سلّم بها على العاهل السعودي «عادية ولا تستحق غضب المغاربة»، كما أعرب عن استغرابه من الضجة التي رافقت سلامه على الملك السعودي، مشيرًا إلى أن «عمر سلمان بن عبد العزيز قريب من عمر والده، وأن مكانته كملك للسعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين تجعل له رمزية خاصة، فضلًا عن العلاقة الطيبة التي تجمعه بالملك المغربي».
وتابع «بنكيران» عن العاهل السعودي: «يحبنا ونحبه» وأن عدم الاكتفاء بمصافحته باليد يدخل في إطار التوقير والاحترام الضرورين، وأن تربيته (أي بنكيران) لن تجعله يسلّم على الملك السعودي إلّا بتلك الطريقة التي يعتز بها، مبرزًا أنه كان يسلّم على الملك الراحل «عبد الله بن عبد العزيز» بالطريقة نفسها، وأنه سيستمر على منوالها في كافة لقاءاته مع «سلمان بن عبد العزيز».