هل تتحمل دول الخليج تدني أسعار النفط؟

الأربعاء 18 مارس 2020 06:16 ص

توقع المحلل من وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني "جان فريدريش"، صمود قطر والكويت والإمارات، أمام تدني أسعار النفط.

وأضاف في حوار مع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن الأصول الكبيرة التي تملكها هذه الدول، ستمكنها من الصمود في وجه الأسعار المتذبذبة لمدة طويلة.

وتابع محلل "فيتش": "بخلاف دول مثل البحرين وعمان اللتين تتأثران كثيرا بانخفاض أسعار النفط".

أما عن السعودية، فهي تقع في المنتصف بين هذه الدول، إذ لديها مخزونات، لكن ليست في القوة أصول قطر والكويت والإمارات، ولكن لديها أقوى الاحتياطيات المالية في العالم، مقارنة بالمدفوعات الخارجية، حسب "فريدريش".

وتابع: "بالنظر بشكل عام إلى كل إجمالي الاحتياطيات، فالسعودية لا تملك هيئات استثمار خارجية مثل جيرانها، فالكويت لديها هيئة الاستثمار الكويتية، وهناك جهاز أبوظبي للاستثمار، وجهاز قطر للاستثمار، وهو ما يضعف موقعها بعض الشيء، لكن احتياطياتها المالية قوية وسيساعد هذا لبعض الوقت".

كما نقلت "رويترز"، عن "مونيكا مالك"، من بنك أبوظبي التجاري، قولها إن الإمارات والكويت وقطر، التي تتمتع بوسائل حماية مالية أكبر من السعودية، "بوسعها تحمل ضُعف أسعار النفط لفترة أطول"، مضيفة: "لكن من المستبعد أن ترغب في وجود عجز كبير لفترة طويلة".

وتابعت: "تاريخيا تميل دول مجلس التعاون الخليجي لخفض الإنفاق الرأسمالي في البداية أكثر من ميلها لخفض الإنفاق الجاري.. مع ذلك فاستمرار الضغوط النزولية على سعر النفط سيستلزم تراجعا كبيرا في الإنفاق الجاري".

من جهتها، قالت شركة "أرقام كابيتال"، إن "الصورة المالية العامة لدول مجلس التعاون الخليجي تتدهور تدهورا حادا".

وأضافت أن السعودية قد تشهد ارتفاع العجز في موازنتها لعام 2020، إلى 16.1% من التقدير السابق البالغ 6.4%، إذا كان متوسط أسعار النفط 40 دولارا للبرميل.

أما إذا كان متوسط الأسعار 30 دولارا للبرميل، فتقول "أرقام كابيتال"، إن العجز سيقفز إلى 22.1%، وهو ما يعادل 170 مليار دولار، وفقا لحسابات "رويترز".

ومن المحتمل أن تكبّد أسعار النفط بين 30 و40 دولارا للبرميل هذا العام دول الخليج عشرات المليارات من الدولارات من إيراداتها.

وقال "طارق فضل الله"، من "نومورا أسيت مانجمنت الشرق الأوسط"، قوله إن "ضربة فيروس كورونا وانخفاض النفط المزدوجة ربما تكون جرس إنذار لا للحكومات فحسب، بل أيضا للشركات التي تعتمد بإفراط على الإنفاق الحكومي لتدعيم نشاطها الاقتصادي".

وانخفضت أسعار النفط لأقل من 30 دولارا للبرميل اليوم الثلاثاء لتفاقم خسائرها بعد أن فقدت عُشر قيمتها أمس الاثنين، مع إضرار انتشار فيروس كورونا بالطلب ورفع السعودية الإنتاج إلى مستوى قياسي في إطار حربها مع روسيا على الحصص السوقية.

وتعرضت أسعار النفط لضغوط هائلة على جانب الطلب والعرض؛ إذ أثرت مخاوف انتشار وباء "كورونا" سلبا على الطلب، بينما تفاقمت مخاوف زيادة الإمدادات بعد أن رفعت السعودية إنتاجها وخفضت الأسعار لزيادة المبيعات لآسيا وأوروبا.

وفشلت دول "أوبك+" في 6 مارس/آذار الجاري، في التوصل إلى اتفاق على تمديد اتفاق خفض الإنتاج الحالي أو زيادة تخفيضات الإنتاج الحالية، على ضوء التداعيات الاقتصادية من انتشار فيروس "كورونا".

ورفضت موسكو مقترح "أوبك" بقيادة السعودية، بزيادة إضافية في خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2020، بينما رفضت الرياض تمديد الاتفاق الحالي بالشروط الراهنة ما يعنى أن دول تحالف "أوبك+" ستكون منذ مطلع أبريل/نيسان المقبل غير مقيدة بخفض الإنتاج.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

هبوط أسعار النفط الخلاف السعودي الروسي حرب أسعار النفط

فيتش: انهيار أسعار النفط يضر بميزانيات دول الخليج

تراجع صادرات النفط السعودية 1.1% في يناير الماضي

دول الخليج على شفا كارثة بسبب حرب أسعار النفط الحالية