بسبب كورونا.. العالم في عزلة واقتصاده يهتز بشدة

السبت 21 مارس 2020 11:46 ص

يخضع مئات الملايين من الأشخاص في العالم إلى عزلة في بيوتهم في عطلة نهاية الأسبوع، على أمل الحد من انتشار فيروس "كورونا"، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 11 ألفا، وهز الاقتصاد العالمي.

وتستعد إيطاليا البلد الأكثر تضررا في أوروبا بالفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 4 آلاف شخص فيها، وكانت أول دولة في القارة العجوز تأمر بوضع السكان في الحجر، لتعزيز إجراءاتها في مواجهة انتشار المرض.

وستغلق كل الحدائق والمحميات أمام الجمهور في عطلة نهاية الأسبوع، على أن تفرض قيودا أخرى لدفع الإيطاليين إلى البقاء في بيوتهم.

وأعلنت السلطات الإيطالية وفاة 627 شخصا بالفيروس، خلال 24 ساعة في البلاد، في ما يشكل ذروة منذ بداية الأزمة.

وفي الولايات المتحدة، قال حاكم ولاية نيويورك الأمريكية "أندرو كومو": "نحن في الحجر الصحي"، مؤكدا أنه "الإجراء الأكثر تشددا الذي يمكن أن نتخذه".

ومع فرض الحجر في نيويورك وكاليفورنيا وولايتي نيوجيرسي وإيلينوي، بات على أكثر من 85 مليون شخص ملازمة بيوتهم، باستثناء القيام بالتسوق ونزهة قصيرة.

  • ضربة قاسية

وهذه ضربة قاسية أيضا لأول اقتصاد في العالم؛ إذ أن كاليفورنيا ونيويورك وحدهما تمثلان حوالى ربع إجمالي الناتج الداخلي للولايات المتحدة.

وتعد نيويورك قلب قطاع المال العالمي، بينما تشكل كاليفورنيا مركزا للتكنولوجيا والإنترنت.

واستبعد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، الذي قلل لفترة طويلة من خطورة انعكاسات الوباء، الجمعة، توقف البلاد بأكملها، وقال: "لا اعتقد أننا سنرى أن ذلك ضروري يوما ما".

وأضاف: "هذا طُبق في كاليفورنيا، وهذا طُبق في نيويورك، وهما نقطتان ساخنتان (…)، لكن إذا ذهبتم إلى منطقة وسط غرب البلاد أو غيرها، فهم يتابعون كل ذلك على شاشات التلفزيون وليست لديهم المشاكل نفسها".

وبدأ الاقتصاد الأمريكي يشعر بآثار انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم.

ولن يعوض توظيف كثيرين في المجموعات العملاقة للتوزيع وعلى رأسها "وولمارت" و"أمازون"، في مواجهة غزو المستهلكين للمراكز التجارية، عن الوظائف التي ألغيت.

وفي أوروبا، أعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، تعليق قواعد الانضباط الميزانية، في إجراء غير مسبوق سيسمح للدول الأعضاء بإنفاق الأموال اللازمة للحد من التباطؤ الاقتصادي.

  • تهديد للوظائف

وحذرت منظمة العمل الدولية من أن غياب رد منسق على المستوى الدولي يهدد عددا قد يصل إلى 25 مليون وظيفة.

وفي مواجهة هذا الوضع، يسود حذر كبير أسواق المال.

فبعد أسوأ أسبوع شهدته منذ أزمة 2008، أغلقت البورصات الجمعة بنتائج متفاوتة؛ إذ تراجع سوق المال في "وول ستريت"، بينما سجلت البورصات الأوروبية ارتفاعا.

ويخشى بعض الخبراء من أن تكون الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء أسوأ من أزمة الرهن العقاري التي حدثت في 2008، لا سيما إذا طال أمد عزل السكان.

وانضمت دول أخرى في نهاية الأسبوع إلى لائحة البلدان التي تفرض عزلا.

فقد أعلن الرئيس التونسي "قيس سعيد" فرض حجر صحي عام في البلاد يبدأ الأحد. كما اتخذت كولومبيا الإجراء نفسه اعتبارا من الثلاثاء المقبل.

وعززت بريطانيا بشكل كبير، الجمعة، ردها على الوباء، وأمرت بإغلاق الحانات والمطاعم ودور السينما والصالات الرياضية.

  • عزل غير مسبوق

وعززت سويسرا من جهتها إجراءاتها، ومنعت كل تجمع لأكثر من 5 أشخاص، لكنها استبعدت فرض عزل منزلي، معتبرة أنها "سياسة استعراضية".

وهذا الإجراء المشدد غير المسبوق في تاريخ البشرية يجري تنفيذه بدرجات متفاوتة حسب الدول. إذ بدأ الإيطاليون الذين يلازمون بيوتهم منذ حوالى 10 أيام التململ.

ووجه تأنيب إلى أكثر من 53 ألفا منهم؛ بسبب خروجهم غير المبرر إلى الشوارع.

في جامبيا، تبحث السلطات بجد عن 14 شخصا فروا من فندق وضعوا فيه في الحجر.

أما بوينوس آيرس العاصمة الأرجنتينية المعروفة بحيويتها بوجود حانات ومسارح ومكتبات، فقد تحولت إلى مدينة أشباح، بعدما قررت الحكومة فرض العزل على السكان حتى نهاية مارس/آذار.

وتزدهر أيضا المبادرات للتخفيف من وطأة الحجر.

فقد بثت إذاعات حوالى 30 دولة أوروبية الأغنية الشهيرة "يو ويل نيفر ووك ألون" (لن تسير وحدك أبدا) التي تعد من أشهر أناشيد كرة القدم، موجهة بذلك رسالة تضامن في مواجهة أزمة "كورونا".

لكن يصعب تطبيق الإجراءات الوقائية في أماكن بالغة الحساسية مثل الأحياء العشوائية في آسيا أو السجون المكتظة والمتهالكة في جميع أنحاء العالم.

ولا يملك 3 مليارات نسمة الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس، مثل المياه الجارية والصابون، حسب خبراء الأمم المتحدة الذين يخشون موت "ملايين".

وفي سان سلفادور، يسود خوف من أن يفوق الوضع قدرات السلطات إلى درجة أنها "استبقت" الأمر حسب رئيس البلدية، وقامت بحفر 118 قبرا جاهزا للاستخدام.

وقررت دول عدة إغلاق حدودها لمحاولة عزل الوباء. فقد منعت بلجيكا الجمعة الدخول إلى أراضيها "غير ضروري".

وقررت كوبا أيضا عدم استقبال سياح متخلية بذلك عن مصدر أساسي للقطع الأجنبي.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا وفيات كورونا تداعيات كورونا مكافحة كورونا

كورونا يوقف الطيران عالميا والشركات على حافة الإفلاس

المسلسلات الطبية تتبرع بالكمامات والقفازات لمواجهة كورونا

ستاندرد آند بورز: كورونا يهدد 2020 بركود اقتصادي