كورونا والولايات المتحدة.. شبح إيطاليا يهدد مصير ترامب الانتخابي

الثلاثاء 24 مارس 2020 07:05 م

"شبح روما يقترب من واشنطن".. بهذه المضمون دارت تعليقات مراقبي الشأن الأمريكي خلال الأيام الأخيرة، بعدما شهدت الولايات المتحدة تزايدا سريعا في إصابات فيروس "كورونا" بشكل يشبه المنحنى الكارثي الذي شهدته إيطاليا.

وصعد هذا التطور بالولايات المتحدة إلى المركز الثالث عالميا من حيث عدد المصابين، وفق آخر المعطيات التي أعلنتها جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، بعد الصين التي سجلت أكثر من 80 ألف إصابة، وإيطاليا التي سجلت قرابة 55 ألف إصابة.

ووفقا لبيانات وزارة الصحة الأمريكية، سجلت واشنطن أكثر من 40 ألف إصابة بـ"كورونا"، تشمل 471 حالة وفاة؛ الأمر الذي استدعى قلقا بالغا بالأوساط الأمريكية خشية تكرار السيناريو الإيطالي لانتشار الفيروس، ما أدى إلى انهيار في النظام الصحي للبلد الأوروبي، خاصة بعدما تجاوز عدد الوفيات فيه الـ5500 شخص.

أسبوع واحد على الأرجح يتبقى على تحديد مدى إمكانية تحقق هكذا سيناريو حسب تقدير الباحثة والمتخصصة في علم الأوبئة بمركز جونز هوبكنز للصحة العامة "كايتلين ريفرز"، لا سيما أن الوصول إلى "نقطة الذروة" بإصابات "كورونا" في دولة مثل كوريا الجنوبية استغرق نحو 15 يوما، وفقا لما أوردته افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" يوم 17 مارس/آذار.

 غير أن رصد الوصول إلى هذه النقطة قد يتم متأخرا بالولايات المتحدة، حسب الصحيفة الأمريكية، لعدة أسباب، أبرزها حقيقة أنه ليس معروفا بعد الأعداد الحقيقية لحالات الإصابات، في ظل استمرار محدودية إتاحة الاختبارات، فضلا عن أن العالم قد يشهد موجة ثانية أو ثالثة من تفشي الوباء في الدول التي ما زالت تتعافى من الموجة الأولى.

ولما كان تقدير بعض الخبراء يشير إلى احتمال إصابة "كورونا" لنسبة تتراوح بين 40 و70% من سكان العالم، فإن الولايات المتحدة مرشحة لخطر "انهيار النظام الصحي" وفقا لما نقلته صحيفة "إنترسبت" عن مدير المراكز الأمريكية السابقة للسيطرة على الأمراض "توم فريدان".

  • تشديد الإجراءات

وإزاء ذلك، تتجه إدارة الرئيس الأمريكي "ترامب" إلى فرض مزيد من الإجراءات الصارمة في عدة ولايات، بما يشمل إبعاد الطلاب عن المدارس لباقي العام الدراسي، ونشر قوات من الحرس الوطني في المناطق الأكثر إصابة بالوباء، خاصة نيويورك وواشنطن وكاليفورنيا (تحتل صدارة الإصابات).

ويضم الحرس الوطني 450 ألف عسكري احتياطي من القوات البرية والجوية في الجيش الأمريكي، ويخضع لأوامر كل من الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية في الولايات.  

كما أوصى "ترامب" بإغلاق المدارس والمطاعم والحانات وصالات الألعاب الرياضية، وغيرها من المناطق التي تشهد تجمعات، مرجحا احتمال أن يستمر تفشي كورونا حتى يوليو/تموز أو أغسطس/آب المقبلين.

لكن ثمة شكوك تحوم حول نجاعة هذه الإجراءات في ظل ما كشفته الأزمة من ثغرات كبرى في النظام الصحي الأمريكي، إضافة إلى مواجهة إدارة "ترامب" صعوبة في تأمين العدد المطلوب من الكمامات الطبية، في ظل النقص الخطير في الإنتاج الأمريكي، وفقا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".

ومن غير الواضح ما إذا كانت البلاد ستشهد توافر ما يكفي من كمامات ومعدات وقائية أخرى جديدة قبل أن تكتظ مرافق الرعاية الصحية بالمرضى المصابين، خاصة في الأسبوع المقبل، الذي قد يشهد "نقطة الذروة".

ورغم أن "ترامب" يصر على أن الوباء "يمكن الانتصار عليه في وقت أسرع مما يعتقد الكثيرون"، إلا أن حقيقة تأخر إدارته طويلا في توفير الاختبار الخاص بكورونا لعموم الأمريكيين أطلق انتقادات لاذعة لأسلوب تعاملها مع الأزمة.

وزاد من حدة الانتقادات ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في 20 مارس/آذار، حول تحذير وكالات الاستخبارات لـ"ترامب" في يناير/كانون الثاني الماضي، من حجم وقوة انتشار كورونا،  وكيف أن الصين تقدم معلومات مضللة حول حجم الأزمة.

غير أن "ترامب" اختار ببساطة تجاهل هذه التحذيرات، ورغم أن الكثيرين في إدارته كانوا يرون الأمر جديا إلا أنهم "لم يتمكنوا من جعله يقوم بأي شيء"، وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية عن مصدر استخباراتي.

  • الطريقة الكورية

وأمام شبح السيناريو الإيطالي، يقترح العالم "تريفور بدفورد"، من مركز فرد هلتشينسون لأبحاث السرطان، اتباع الطريقة التي استخدمتها كوريا الجنوبية بفعالية في المرحلة الأولى من انتشار "كورونا"، وفقا لما أوردته "واشنطن بوست".

وتقوم هذه الطريقة على 3 أسس رئيسية، هي: الاختبار الشامل لعموم المواطنين، وفصل وعزل المرضى، وتتبع جهات الاتصال الخاصة بهم من أجل تنبيه أولئك الذين قد يكونوا معرضين للخطر.

وتوصي افتتاحية "واشنطن بوست" ليوم 20 مارس/آذار الماضي باتباع هكذا مقترح من أجل "تسطيح المنحنى" الخاص بإصابات "كورونا" في الولايات المتحدة، أو كبح مدى العدوى، بما يكفي لتجنب الحمل الزائد الضخم على المستشفيات كما حدث بالفعل في إيطاليا.

وقد يستغرق هذا شهرين أو 3 أشهر استنادا إلى تجربة الصين؛ بما يعني ظهور نتائجه في الصيف المقبل، وسط توقعات بانحسار حدة انتشار الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة على أقل تقدير.

لكن هل يمهل القدر الولايات المتحدة حتى الصيف؟ الأيام القليلة المقبلة (أسبوع نقطة الذروة) هي الفيصل في إجابة السؤال، الذي بات وثيق الصلة بمصير "ترامب" الانتخابي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب كورونا

ترامب يعد بإنهاء إجراءات الإغلاق رغم تزايد وفيات كورونا

وفاة قاصر مصاب بكورونا في سابقة بالولايات المتحدة

معهد عبري: تراجع دور أمريكا بسبب كورونا يهدد إسرائيل

إيطاليا في يد اليمين المتطرف والبرلمان الأوروبي قلق.. ماذا يعني هذا؟