العهــد الصهـيـونـي الأخـير؟

الاثنين 10 أغسطس 2015 08:08 ص

«من المهم أن يعرفوا في واشنطن أن إسرائيليين كثيرين يتحفظون على سلوك نتنياهو. تجدر الإشارة مرة تلو الأخرى: نتنياهو ليس إسرائيل» – بهذه الكلمات اختتمت افتتاحية «هآرتس» بتاريخ 3 أغسطس/آب الجاري، صحيح أن «نتنياهو» ليس (إسرائيل)، لكن (إسرائيل) تشبه «نتنياهو» أكثر فأكثر. في قصيدة «القافلة» كتب «علي موهر» أن (إسرائيل) «أقوى من كل نواقصنا». وأخشى من أنها لم تعد كذلك. فإسرائيل أضعف من كل نواقصنا. دولة اليهود، وعلى رأسها رئيس الحكومة الأكثر يهودية، سيهزمان (إسرائيل)، الاسرائيلية، والإسرائيليين. إسرائيليتنا تراجعت أمام يهوديتنا.

أخشى من أن عهد «نتنياهو» سيكون العهد الصهيوني الأخير. ومن المهم أن يعرفوا ذلك في واشنطن: من سيقرر مصير الصهيونية هو الذي سيقرر مصير دولة (إسرائيل)، الحليفة الاستراتيجية (الوحيدة) للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حاملة الطائرات الخاصة بها، ونحن الإسرائيليين نرى الآن كيف أن الضوء الذي أضاء قافلة الصهيونية في ديمونا ودغانيا، يخفت.

كانت هناك إشارات مبكرة إلى ذلك، أبرزها كان زمن الانتخابات للكنيست في أيار 1996: «نتنياهو. جيد لليهود»، «حباد» وأموال أحد مؤيديه، «يوسف اسحق غوتنيك»، من المحببين للمستوطنات في «يهودا» و«السامرة»، وقفوا وراء الحملة الانتخابية. لكن المبادرين والمفكرين الذين كانوا من وراء الحملة هم من مقربي «نتنياهو». إلى جانب ضعف وهزيمة «شمعون بيريس» تم انتخاب «نتنياهو» لرئاسة الحكومة، ومنذ ذلك الحين يفعل ما هو جيد ليهود البلاد ولليهود أينما كانوا. ومنذ ذلك الحين تراجعت (إسرائيل) أمام دولة يهودا. 

في موضوع واحد يزعم الارهابيون الذين يريدون بناء مملكة (إسرائيل) هنا: مملكة (إسرائيل) الأولى توجد على خط الانتاج، برعاية ائتلافات «نتنياهو»، التي كان مصنعها الوحيد هو «مصنع الاستيطان». تلال «السامرة» مليئة بالمجانين دون أن يشوش عليهم أحد. ولن تطول الايام حتى يُنصبوا الملك «نتنياهو» الأول، الذي سيعفو في المقابل عن الحفيد وابن العم والأخ والصهر.

وبعد كل شيء، صعدوا الى التلال لكونهم أحفاد «غوش ايمونيم» التي أنجبت «الخلايا اليهودية السرية» التي أنجبت «خلايا بات عاين» التي أنجبت «فتيان التلال» التي أنجبت «اذا شئتم» التي أنجبت «لهفاه» التي أنجبت «التمرد». في الماضي قاموا بتفجير الفلسطينيين بالمواد المتفجرة واليوم هم يحرقونهم بالنار المقدسة.

يستطيع (إسرائيل هرئيل) الإدعاء أن «غوش ايمونيم» ليس لها إسهام في إنشاء الارهاب اليهودي. ويمكنه الإدعاء أيضا أن «اسحق رابين» هو الذي حرض بقوله إن «غوش ايمونيم» هي «سرطان في جسم الديمقراطية الاسرائيلية». لكن «رابين» كان محقا حتى لو لم يكن مجاملا، حسب أقوال «هرئيل»، ورغم أنه كان لاسرائيل رؤساء حكومات اقاموا علاقات محظورة مع «غوش ايمونيم».

تجذرت عملية سبسطيا كقيمة للفقراء. أموال صغيرة. نقل أموال وميزانيات، سلب أراض واخلالات يهودية وتحرش بالفلسطينيين، أصبحت في فترة «نتنياهو» تحدث في وضح النهار. أقيمت بؤر استيطانية على اراض مسلوبة، حظيت وتحظى بالمصادقة. محكمة الاستئنافات الدينية مقابل محكمة العدل العليا، وهذه مرحلة في إقامة مملكة (إسرائيل).

أين «نتنياهو»؟ تسألون. رأسه في الغرب، في واشنطن، وقلبه في الشرق، مع عائلة «دوابشة» و«اوريت فركش هكوهين»، التي أقالها من سلطة الكهرباء. «يمكنكم اقتباس أقوالي»، قال رئيس الحكومة (آفي ليخت، مساعد المستشار القانوني، وأمير ليفي المسؤول عن الميزانيات) في جلسة الاقالة، في لحظة توافُق بين قلبه ولسانه. «أنا ألغي هذا»، قال «نتنياهو» الذي هو ليس (إسرائيل).

  كلمات مفتاحية

إسرائيل نتنياهو أمريكا الاحتلال فلسطين دوابشة تل أبيب الصهاينة

رئيس الشاباك السابق يحذر: «الصهيونية الدينية» في الطريق للسيطرة على (إسرائيل)

«رويترز»: الجيش الإسرائيلي يعاني تزايد نفوذ الصهاينة المتدينين