تراجع النفط 4% اليوم الثلاثاء، ليتجه إلى أكبر هبوط له في أسبوع، بعد أن خفضت الصين ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم قيمة عملتها مما أثار الشكوك بشأن الطلب، فيما قالت منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، إن تراجع الأسعار لم يخفض إمدادات المنافسين من خارج المنظمة حيث استمروا في ضخ كميات كبيرة.

وانخفض الخام الأمريكي اليوم، إلى أدنى مستوياته للعقد وبات يزيد دولارا واحدا فقط فوق أقل سعر لعام 2015، حيث تراجع 1.95 دولار بما يعادل 4.3%، ووصل إلى 43.01 دولار للبرميل، بعد أن نزل في وقت سابق إلى 42.98 دولار، بحسب وكالة رويترز.

فيما فقد خام برنت معظم المكاسب التي حققها في موجة صعود أمس الإثنين، ليتجه إلى أكبر هبوط له في أسبوع، حيث هبط عقد أقرب استحقاق لخام برنت 1.70 دولار أو 3.4%، ليصل إلى 48.71 دولار ليمحو معظم مكاسب الجلسة السابقة عندما صعد بأكبر قدر منذ أواخر مايو/ أيار الماضي.

وبشكل عام هبط الخام الأمريكي 19% هذا العام، بعد أن خسر46% العام الماضي، فيما هبط برنت 15% منذ بداية 2015، بعد خسارته 48% العام الماضي.

من جانبها رفعت «أوبك»، توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في 2015، في مؤشر على أن تأثير انهيار الأسعار على النفط الصخري ومنتجين آخرين منافسين يستغرق وقتا أطول مما كان يعتقد من قبل.

وفي تقريرها الشهري، الصادر اليوم، أبقت «أوبك» توقعاتها للطلب على نفطها دون زيادة للعام الجاري رغم تسارع وتيرة نمو الاستهلاك العالمي، ويرجع ذلك لزيادة الإنتاج في الولايات المتحدة ودول أخرى من خارج المنظمة عن التوقعات.

ومنذ العام الماضي ترفض «أوبك» خفض الانتاج رغم تهاوي الأسعار سعيا لاستعادة حصتها في السوق من خلال إبطاء وتيرة الإنتاج الأعلى تكلفة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى متشجعة في ذلك بسياستها السابقة التي حافظت على الأسعار مرتفعة حول مستوى 100 دولار للبرميل.

وفي وقت سابق من العام قلصت «أوبك» التوقعات للإمدادات من خارج المنظمة أملا في أن يقود انخفاض الأسعار إلى تباطؤ الإنتاج، لكنها رفعت اليوم، التوقعات الخاصة بهذه الإمدادات لعام 2015 بنحو 90 ألف برميل يوميا بعد زيادتها في يوليو/ تموز أيضا.

وقالت «أوبك»: «من المتوقع الآن أن ينخفض الإنتاج من الحقول البرية في الولايات المتحدة من مصادر غير تقليدية بشكل طفيف في النصف الثاني من عام 2015 بينما يتوقع أن ينمو الإنتاج البحري نتيجة البدء في تشغيل مشروعات».

وأضافت أن «التطورات الأخيرة في قطاع المنبع فضلا عن تذبذب الأسعار من جديد يزيد من صعوبة التنبؤ بالإمدادات من خارج أوبك».

وأظهر التقرير «استمرار الزيادة في الإمدادات من الدول الأعضاء في أوبك»، ونقل التقرير عن مصادر ثانوية أن إنتاج المنظمة بلغ 31.5 مليون برميل يوميا في يوليو/ تموز الماضي، بزيادة 1.5 مليون برميل عن السقف المحدد عند 30 مليون برميل يوميا.

وأبقت «أوبك» على توقعاتها لمتوسط الطلب العالمي على نفطها عند 29.23 مليون برميل يوميا في 2015 دون تغيير عن الشهر الماضي.

وأضاف التقرير أن السعودية التي كانت القوة الدافعة وراء رفض «أوبك» خفض إنتاج الخام، أبلغت المنظمة أن إنتاجها انخفض200 ألف برميل يوميا إلى 10.36 مليون برميل في يوليو/ تموز الماضي، منخفضا عن مستواه القياسي في يونيو/ حزيران الذي سبقه.

وزادت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات الحفر في الأسابيع الأخيرة رغم هبوط الأسعار، ورفعت «أوبك» توقعاتها لإنتاج النفط في الولايات المتحدة عام 2015 بمقدار 20 ألف برميل يوميا.

 وفي مارس/ آذار الماضي، توقعت «أوبك» هبوطا محتملا في الإنتاج الأمريكي بنهاية العام مع انخفاض عدد منصات الحفر.

ويثير هبوط الأسعار قلق بعض أعضاء أوبك مثل الجزائر ويريدون أن تخفض المنظمة الإنتاج لكن الأعضاء الخليجيين رفضوا الدعوات لعقد اجتماع طارئ للمنظمة ولم يظهروا أي دلالات على استعداهم لدراسة إجراء خفض في الإنتاج.