المعارضة السورية تتقدم في «سهل الغاب» والنظام يتراجع لخطوط دفاعية

الأربعاء 12 أغسطس 2015 06:08 ص

انسحب جيش النظام السوري إلى خطوط دفاعية جديدة في منطقة لها أهمية استراتيجية كبيرة لـ«بشار الأسد»؛ من أجل تجنب خسائر على أيدي المعارضة التي تقدمت في هذه المنطقة، وفق ما نقلت عن وكالة «رويترز» للأنباء عن مصدر عسكري بجيش النظام.

وبعد التقدم إلى سهل الغاب في شمال غرب سوريا، أصبح مقاتلو جماعات المعارضة، ومنهم «جبهة النصرة»، على المشارف الشرقية للجبال التي تشكل المعقل التاريخي للطائفة العلوية، التي ينتمي إليها «الأسد».

ويبرز التقدم السريع إلى أراض شديدة القرب من منطقة بمثل هذه الأهمية لـ«الأسد» المصاعب التي يواجهها جيش النظام، وأسلوب فقدانه السيطرة على البلاد.

والشهر الماضي، اعترف «الأسد» بأن الجيش يواجه مشكلة في نقص القوة البشرية، لافتا إلى أنه تخلى عن بعض المناطق من أجل الدفاع عن أخرى لها أهمية أكبر.

وقال المصدر العسكري إن مقاتلي المعارضة المسلحين جيدا وينفذون هجماتهم في مجموعات كبيرة العدد نجحوا في السيطرة على مناطق مرتفعة في سهل الغاب في هجوم بدأ قبل نحو أسبوعين؛ وهو ما يزيد من الخطر الذي تمثله مدفعية مقاتلي المعارضة والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي يستخدمونها.

وأضاف: «الجيش تفاديا للخسائر وجراء تعرضه للرمايات بالمدفعية والصواريخ من هذه المناطق احتل خط دفاع ثانيا، وعزز مواقعه في هذا الخط الدفاعي الثاني».

وتابع: «الجيش تخلي عن مواقع لصالح تقوية وتعزيز خط دفاعي ثابت».

وواصل حديثه قائلا: «بالنسبة لنا نحن مثل أي جيش في العالم لا يحب التراجع، لكن بالنسبة لنا (ما حصل) غير مقلق؛ لأن هذه النقاط (التي انسحبنا منها) يمكننا استعادتها، وسبق لنا أن استعدناها مرات من المسلحين».

وتقدم مقاتلو المعارضة إلى سهل الغاب من مناطق في شمال غرب البلاد فقدت قوات «الأسد» السيطرة عليها في وقت سابق هذا العام.

وتشير تقديرات «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره بريطانيا، إلى أن مساحة الأراضي، التي تسيطر عليها قوات «الأسد»، الآن، تمثل ربع سوريا فقط.

وقال «الأسد» في كلمة في دمشق يوم 26 يوليو/تموز الماضي إن الجيش لا يمكنه أن يقاتل في كل مكان في نفس الوقت بسبب خطر خسارة أراض مهمة، في تقييم صريح للضغوط الناجمة عن أكثر من أربع سنوات من الحرب التي تشير التقديرات إلى أنه قتل فيها ربع مليون شخص.

معركة صعبة متوقعة

و«سهل الغاب» هو أرض خصبة طولها نحو 60 كيلومترا تقع إلى الشرق من الجبال الساحلية حيث توجد قرية القرداحة التي تنتمي لها عائلة «الأسد».

ويقول مقاتلون من المعارضة إن قوات «الأسد» تراجعت الآن إلى جورين، وهي قرية علوية بها قاعدة لقوات النظام.

وقال «أبو البراء الحموي»، زعيم جماعة «أجناد الشام»، التي تقاتل في سهل الغاب ضمن تحالف يعرف باسم «جيش الفتح»: «التقدم كان سبحان الله سريع».

وأضاف، وهو يتحدث لـ«رويتز» عن طريق الانترنت من منطقة سهل الغاب: «أما عن المعركة القادمة نتوقعها أن تكون أصعب، وعلى كل الأحوال ستكون في عقر دار النظام أو ضمن مناطقه».

وتشير تقديرات «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن مقاتلي المعارضة يسيطرون الآن على 40 في المئة على الأقل من سهل الغاب.

وقال «أبو يوسف المهاجر»، وهو مقاتل في جماعة «أحرار الشام»، ضمن تحالف «جيش الفتح»، إن السيطرة على سهل الغاب ستقطع عن جيش النظام الإمدادات من مدينة اللاذقية الساحلية إلى مدينة حماة.

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد المعارضة معارك الطائفة العلوية

المعارضة السورية تقتل 91 من قوات «الأسد» في معارك بداريا

للمرة الثالثة .. نظام «الأسد» يقصف حي جوبر الدمشقي بالغازات السامة

بعد معارك عنيفة.. المعارضة تسيطر على حي قرب مطار عسكري بغوطة دمشق

«ذي إيكونومست»: المعارضة السورية تضيق الخناق على «الأسد»

المعارضة السورية تعلن انشقاق 19 عنصرا عن جيش «الأسد» في حلب

روسيا تبيد «سهل الغاب» السورية بـ«قنابل عنقودية»