قائد الصحوات: واشنطن وطهران تقتسمان النفوذ بالعراق والمواجهة مستبعدة

الاثنين 13 أبريل 2020 09:11 ص

تعتقد شخصيات عراقية بوجود "تفاهمات ضمنية" بين الولايات المتحدة وإيران، تتعدى حقيقة الصراع السياسي في العراق والمنطقة، إلى غياب أي احتمالات لاندلاع حرب مفتوحة بينهما مباشرة أو عبر القوات الحليفة لطرف منهما أو للآخر.

وفي حديث لوكالة الأناضول، اعتبر الشيخ "وسام الحردان"، قائد صحوات العراق (سنية) أن الهجوم البري الأمريكي على فصائل الحشد الشعبي الحليفة لإيران، الذي يتحدث عنه البعض "سوف لن يحصل".

ويعتقد الحردان بوجود "تفاهمات ضمنية" بين الطرفين "لتقاسم النفوذ في العراق وتجنب التصعيد"، ذاهبا إلى أن تلك "رغبة أمريكية نابعة من إدراك قادتها العسكريون أن قواعد بلادهم في العراق وفي الخليج العربي هي ضمن مديات الصواريخ البالستية الإيرانية التي تحوزها الفصائل الحليفة لها".

"الحردان"، وحسب متابعته لتصريحات القادة الأمريكيين حول الانسحاب الجزئي أو الكلي من العراق، يرى أنها "تصريحات متناقضة في بعض الأحيان، ومناورات في أحيان أخرى".

لكن هذه "التصريحات المتناقضة" باتت اليوم أمام واقع جديد "يسجل حلقة جديدة من حلقات الصراع بينهما بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي أوائل العام الجاري".

أقرب للواقع

لكنه يضع احتمالا "لاقتسام النفوذ بين الولايات المتحدة وايران"، يراه وفق "ما تحصل عليه من معلومات"، هو "الأقرب إلى الواقع بعد انسحاب القوات الأمريكية من جميع قواعدها واحتفاظها بقاعدتين فقط، إحداهما قاعدة حرير في محافظة أربيل، والأخرى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار".

في التفاصيل، يتحدث "الحردان" عن أن احتفاظ الأمريكيين بقاعدة عين الأسد "يعطيهم نفوذا واسعا في صحراء الأنبار"، غربي العراق.

وتحكم هذه القاعدة السيطرة على مناطق شاسعة بين منطقة الكيلو 160، غرب الرمادي، إلى الحدود الأردنية والسعودية والسورية في منطقة منفذ الوليد الحدودي بقضاء الرطبة المقابل لمنفذ التنف السوري، حيث تتواجد قاعدة لقوات التحالف الدولي على المثلث الأردني السوري العراقي.

ويعتقد أن الحدود السورية في منطقة القائم غرب الأنبار ستخضع حتما للنفوذ الإيراني المباشر عبر الفصائل المسلحة الحليفة لها، والذي يدعم هذه الرؤية هو انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة التقدم في قضاء الحبانية (40 كم شرق مدينة الرمادي في محافظة الأنبار).

وحسب "الحردان"، فإن الولايات المتحدة تعلم في الوقت ذاته، أن فصائل الحشد الشعبي تتواجد في مدن الكثافة السكانية المنتشرة على حوض نهر الفرات في محافظة الأنبار، ولها نفوذ امني واسع، وهي المدن التي تشكل أهمية استراتيجية للممرات البرية الإيرانية من طهران إلى سوريا ولبنان، بعد أن تمسكت قوات التحالف الدولي بقطع الممر البري عبر منفذ التنف السوري.

وتقدم فصائل الحشد الشعبي "خدمات محسوسة للجانب الإيراني الذي استطاع تشكيل مجاميع مسلحة تتمتع بخبرات وقدرات قتالية عالية تدين بالولاء للحرس الثوري الإيراني، وليس للمؤسسات الأمنية العراقية الرسمية في وزارتي الدفاع والداخلية، أو لهيئة الحشد الشعبي المرتبطة بمكتب القائد العام للقوات المسلحة".

إعادة انتشار لا انسحاب

ويشدد رئيس صحوات العراق، على اعتقاده بأن "الانسحاب الأمريكي الذي هو في حقيقته إعادة نشر قواته الموجودة في العراق، لم يكن بفعل ضغوطات الهجمات أو التهديدات التي تطلقها قيادات الحشد الشعبي".

حيث يرى أن الأمر أبعد من ذلك بكثير "ويتعدى الجانب العسكري إلى جوانب أخرى تتعلق بضرورة التواجد الأمريكي في العراق لمزيد من النفوذ في المنطقة التي تحاول روسيا والصين استغلال أي فرصة للنفاذ إليها ورعاية مصالحهما فيها".

لكن الانسحاب الذي لم يكن "استجابة مباشرة لتهديدات فصائل الحشد الشعبي، سوف لن ينهي تهديدات هذه الفصائل المعلنة رسميا والتي ازدادت وتيرتها بعد حادثة مقتل قاسم سليماني"، وفقا لـ "الحردان" الذي وصفها بانها في "الغالب إعلامية وغير مؤثرة على الاستراتيجيات الامريكية".

وتحدث "الحردان" بصفته قائد صحوات العراق التي تتشكل من مقاتلي أبناء العشائر السنية، عن أن "العشائر السنية تراقب بحذر ما يجري ولا تزال تخشى أن تتكرر حملات التهجير في حال شاركت في الحراك الشعبي الحالي في بغداد والمحافظات"، حسب رأيه.

وتعوّل العشائر السنية، بحسب "الحردان"، على "حكومة انقاذ تقودها الولايات المتحدة، لكن هذا سوف لن يحدث وهو ليس من أولويات السياسة الأمريكية في العراق، ما يعني أن السنة فقدوا منقذهم الوحيد، بعد أن تخلت عنهم الإدارة الأمريكية رغم ما قدمته عشائرهم خلال فترة الاحتلال"، مشيرا في هذا السياق إلى قيام العشائر السنة بالقتال إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة عام 2006.

وأضاف قائد صحوات العراق: "على هذا، لم يعد أمام السنة من خيار سوى الصحوات العشائرية التي تخلى عنها الأمريكيون وتحاربها الكتل السياسية السنية والشيعية على حد سواء".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

القوات الأمريكية بالعراق العلاقات الأمريكية الإيرانية العلاقات الإيرانية الأمريكية

هل عقدت إيران صفقة مع أمريكا لتعيين الكاظمي في العراق؟