بي.بي.سي: هل تقوض مشاهد جثث ضحايا كورونا المسؤولين الإيرانيين؟

الأربعاء 15 أبريل 2020 11:06 ص

تساءل موقع "بي بي سي" عن مدى تأثير مقطع فيديو متداول انتشر مؤخرا في إيران، وثق خلاله أحد الأشخاص وجود عشرات الجثث داخل مشرحة رئيسية بمدينة قم (وسط) زعم أنها تعود لضحايا فيروس "كورونا" المستجد، ويتواجدون منذ أيام دون دفنهم، على المسؤولين الرسميين في البلاد.

وتحت عنوان" فيروس كورونا.. هل تقوض جثث الضحايا المسؤولين الرسميين في البلاد"، نشر الموقع البريطاني مقطع الفيديو المتداول والذي يظهر جثثا متراصة في أكياس بيضاء وسوداء في كل مكان في المشرحة الرئيسية بمدينة قم (وسط إيران) ومجهزة لعملية الدفن.

 

ووفق المتحدث بالفيديو فإن هذه الجثث تعود لأشخاص قضوا نتيجة إصابتهم بفيروس "كورونا"، لكن الشيء الأكثر أهمية فيما قاله المتحدث وفقا لـ"بي بي سي" إن هذه الجثث موجودة في المشرحة منذ 5 أو 6 أيام.

 وذكر الموقع أن اللقطات المصورة وتعليقات موثقها تؤشر إلى حقيقة أوسع نطاقا، تتمثل أن إيران تكافح للتعامل مع هذا العدد الهائل من الوفيات بسبب الفيروس المميت، والذي يمكن أن يكون أعداد ضحاياه أعلى بكثير مما اعترفت بها طهران رسميا.

ولفت الموقع إلى أن تكدس جثث ضحايا "كورونا" في مشرحة "قم"، وغيرها يعود جزئيا إلى أن العديد من مغسلي الموتى (كثير منهم متطوعون) عن القيام بتلك المهمة؛ بسبب مخاوف من تعرضهم للإصابة بالفيروس، رغم أنه يعتقد على نطاق واسع أن الوباء ينتهي بعد عدة ساعات من وفاة الضحية ولا ينتقل من الأموات للأحياء.

وبعد انتشار مقطع الفيديو، سارع المتشددون بالرد، بأن الرجل الذي وثق المقطع تم إلقاء القبض عليه، وطمأنت السلطات الجمهور بأن جميع الهيئات تعامل ضحايا "كورونا" باحترام تماشيا مع التعاليم الإسلامية.

ووفق الشريعة الإسلامية يجب دفن الموتى بعد فترة وجيزة من الوفاة، وقبل ذلك يتم غسل الجثة بالماء 3 مرات في عملية تسمى "غسل الميت"، بحسب الموقع البريطاني.

وفي بداية مارس/آذار أعلن المرشد الأعلى الإيراني، "علي خامنئي"، أنه يجب معاملة جثث ضحايا "كورونا" تماما مثل أي شخص آخر، "تغسل وتلف بكفن ويصلى عليها".

وبحسب "بي بي سي" فإن بغية تهدئة الغضب الذي أثارته اللقطات التي انشرت بشكل واسع، بدأت مواقع على الإنترنت تابعة للمتشددين تركز على مجموعة واحدة من المتطوعين للعمل بالمشرحة.

وتعرف هذه المجموعة باسم "سيدات كورونا "، وهي مجموعة من المتطوعات، في مدينة قم،  صورتهن تغطية المواقع المتشددة بأنهن نساء شجاعات يلتزمن بمنح الموتى الطقوس اللازمة، رغم المخاطر المحتملة على صحتهن، وتتكون المجموعة من 3 فرق تعمل كل منها 7 ساعات على مدار الساعة لمواكبة الطلب.

ووفق الإحصاءات الحكومية الرسمية، أصيب أكثر من 60 ألف شخص في إيران وتوفي حوالي 4000 شخص، لكن مجموعة من الباحثين الإيرانيين في الولايات المتحدة يعتقدون أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.

وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية، أن السلطات الإيرانية تلجأ في بعض الحالات إلى دفن جثث الضحايا في خنادق مصممة خصيصا لهذا الأمر بدلا من القبور الفردية.

ونقل عن طبيب من منطقة مازاندران شمالي إيران، لم يرغب فى الكشف عن هويته، أن السلطات أرسلت خبراء السلامة العامة لمراقبة عمليات الدفن بطريقة الخنادق وتغطية القبور بالجير، حيث يقول المسؤولون إنها تساعد على منع انتشار فيروس "كورونا".

وذكر الطبيب أنه على الرغم من أم شهادات الوفاة الصادرة للضحايا تشير إلى أن السبب إما سكتة قلبية أو إنفلونزا، فإن حقيقة إرسال خبراء السلامة تشير إلى أن سبب الوفاة هو في واقع الأمر الإصابة بفيروس "كورونا".

وفي غضون ذلك يقول عدد من العائلات إنهم ليس لديهم معلومات حول مكان جثث ذويهم، فيما قالت لهم السلطات المحلية إنه سيتم إبلاغهم بتلك المعلومات بمجرد انتهاء الأزمة حتى يتمكنوا من زيارة مقابرهم.

لكن في هذه الأثناء تحاول الشخصيات الدينية طمأنة الأقارب بأن ذويهم يعاملون باحترام بما يتماشى مع جميع الطقوس الإسلامية الصحيحة؟

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

السلطات الإيرانية كورونا فيروس كورونا إصابات كورونا وفيات كورونا خسائر كورونا تداعيات كورونا علاج كورونا مكافحة كورونا

بي.بي.سي تشكك في العدد الحقيقي لضحايا كورونا في إيران

مأزق إيران الثلاثي.. كورونا والعقوبات وسوء الإدارة