في محاولة على ما يبدو لتبرير تصفية قوات الأمن السعودية لمواطن رفض ترك منزله قسرا لصالح مشروع "نيوم"، أفتى داعية سعودي بجواز نزع الملكية بالقوة.
وأقر جهاز أمن الدولة بالسعودية، الأربعاء، بتصفية "عبدالرحيم الحويطي" أحد أبناء قبيلة الحويطات، والذي قتلته قوات الأمن الإثنين، إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع "نيوم" على البحر الأحمر بشمال غربي السعودية، وهو المشروع الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ضمن رؤية 2030.
وعن تلك الواقعة، قال الداعية "خالد المزيني"، في تغريدات عبر حسابه على "تويتر"، إن "نزع الملكية الخاصة أمر مشروع باتفاق الفقهاء وللدولة إجبار من يرفض ذلك، وهو ما جرى به عمل الخلفاء الراشدين وقرره العلماء".
وأضاف أن كل توسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي عبر التاريخ كانت تنزع فيها ملكيات خاصة.
1-2 نزع الملكية الخاصة للمصلحة العامة بتعويض عادل: مشروع باتفاق الفقهاء، وللدولة إجبار من يرفض هذا، وهو الذي جرى به عمل الخلفاء الراشدين كعمر وعثمان
— خالد | المزيني (@muzeini) April 14, 2020
وقرره العلماء في كتب الفقه وكتب الأحكام السلطانية
وكل توسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي عبر التاريخ كانت تنزع فيها ملكيات خاصة
وأثار حديث الداعية السعودي حالة من الجدل والسخط بين ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف مغردون حديث الداعية السعودي بـ"الفقه البارد" الذي لم ينظر إلى ما ترتب على هذا النزع من استباحة دم مسلم تفوق حرمته حرمة البيت الحرام.
هذا والله هو الفقه البارد.
— عبدالقدوس الهاشمي (@AbdulqdoosA) April 15, 2020
لم ينظر الشيخ إلى ما ترتب على هذا النزع من استباحة دم مسلم تفوق حرمته حرمة البيت الحرام.
وخلط بين المصلحة العامة المتحققة لعموم الخلق والمصلحة الخاصة بأصحاب رؤوس المال، وبين ما يتعين إزالته لتحقق المصلحة (إذا سلمنا بها)وما يمكن لقيام المصلحة مع وجوده. https://t.co/XbUfLNzhl6
وتمكن "الحويطي" قبل قتله، من توثيق تواجد قوات الأمن السعودية حول منزله، قائلاً إنّ أي مواطن لا يسلم بيته لهم تأتيه قوات المباحث والطوارئ للتصرف معه بالقوة.
ويسعى ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إلى بناء مدينة "نيوم" على البحر الأحمر، لتكون الواجهة الحضارية للمملكة.
والمشروع الذي يتربع على مساحة إجمالية تصل إلى 26500 كم2، ويمتد 460 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر، تأمل المملكة أن يحل محل وادي السيليكون في مجال التكنولوجيا، وهوليوود في مجال الترفيه، والريفيرا الفرنسية في مجال السياحة.
ولعل ضخامة المشروع، سوف تفرض على الحويطات الرحيل عن ديارهم في مقابل تعويضات مجزية.
بيد أن أهالي الحويطات، يرفضون التهجير من أراضيهم من أجل بناء المشروع الضخم، حيث يؤكد أهالي الحويطات تمسكهم بديارهم، ورغبتهم بأن يكونوا جزءاً من المشروع الجديد، وليس خارجه.
وسبق أن قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه من أجل تطوير "نيوم"، تخطط الحكومة السعودية لنقل أكثر من 20 ألف شخص بالقوة، وكان العديد منهم قد سكنوا في المنطقة لعدة أجيال.