سلطت شبكة "بي.بي.سي" البريطانية الضوء على وفاة الموسيقي الصومالي، "أحمد إسماعيل حسين"، الذي أشتهر بلقب "ملك العود "، عن عمر ناهز 92 عاما، في لندن؛ بسبب مضاعفات مرض "كورونا" المستجد، "كوفيد-19".

وأشارت إلى أن الفنان الصومالي الملقب أيضا بـ"الحوديّدي" يعتبر هو أحد مؤسسي الموسيقى الصومالية الحديثة، وقد ولد في ميناء بربرة بإقليم أرض الصومال وأمضى سنوات عديدة من حياته في كل من اليمن وبريطانيا.

وأضافت أنه يعد أيضا - بالإضافة لما قدمه من فن وإبداع-  أحد أبرز وجوه حركة الاستقلال الصومالية التي اندلعت قبل نحو 60 عاما.

وذكرت أن "حسين"  لعب  دورا مؤثرا في تجاوز الانقسامات داخل بنية المجتمع الصومالي القبلي، وقد ظل الفنان الصومالي محتفظا بشعبيته الواسعة حتى مرضه ووفاته.

ونقلت الشبكة البريطانية عن مراسلتها "ماري هاربر" التي كانت صديقة شخصية لـ"الحوديّدي" قولها إنه "عندما كان الأخير يعزف العود يصعب على شخص يستمع أن يبقي ساكنا، حيث تجد نفسك تتمايل مع موسيقاه وتجدها تمتلك كيانك بالكامل بطريقة أو بأخرى".

ونقلت "هاربر" عن الفنان الصومالي قوله ذات مرة أنه كان كلما رأى فرقة الشرطة للعزف على الطبول، كان يركض خلفها، ويتخيل نفسه يعزف على الآلات الموسيقية، وكان لا يشعر بمضي الوقت حينها حتى يجده أفراد عائلته ويقومون بإعادته للمنزل.

وتابعت مراسلة "بي.بي.سي" أن العازف الصومالي وقع في غرام العود عندما اصطحبه والده ذاته مرة عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما إلى حفلة في مدينة عدن اليمنية.

وأشارت إلى أنه كان يصف حبه للآلة الخشبية المستديرة بأنها حب مرضي، حيث كان بمجرد أن تقع عينها عليها يلتقطها ويعرف عليها على الفور.

وأوضحت أنه تعلم العزف على العود على يد الملحن الصومالي الأسطوري "عبدالله قرشي".

ولفتت إلى أن "الحوديّدي" تعلم العزف بسرعة وبزغ نجمه وفاز بالعديد من الجوائز وصنع اسما لنفسه وعاد إلى أرض الصومال، ثم انتقل إلى جيبوتي بعد أن تم طرده من قبل المستعمرين الفرنسيين بسبب تقديمه لأغان سياسية.

وبعد عودت لوطنه مرة أخرى، واجه الفنان الصومالي مشاكل مع السلطات حيث اتهم ذات مرة بأن موسيقاه من عمل الشيطان، وحاولوا حظرها.

وذكرت "هاربر" أن "الحوديّدي" استقر في نهاية المطاف في لندن لكنه سافر في جميع أنحاء العالم.

ونوهت إلى أنه كان يسعد الجميع بإتقانه للموسيقي وظل حتى دخوله في التسعينيات يعزف الموسيقي.

ونقلت عن الحديد قوله إنه كان يرى أنه من غير الممكن أبدا فصل الموسيقي عن السياسة، خاصة في أوقات المحن، كفترة حكم الديكتاتور السابق "سياد بري" الذي حكم البلاد منذ 1996 حتى 1991 أو سنوات الجفاف وغيرها من الأوقات الصعبة.