قال ناشطون إعلاميون إن تنظـيم «الـدولة الإسلامية» شن هجــوما عكسـيا علـى فصائل المعارضة السورية، وأجبرها على ترك المناطق التي سيطرت عليها في ريف حلب الشمالي، منذ بدء حملتها هناك قبل يومين، حسب مراسل صحيفة «القدس العربي» اللندنية.

وشارحين طبيعة التحول الذي حدث في المعارك لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية»، أوضح الناشطون أن فصائل المعارضة السورية بدأت، أول أمس الخميس، حملة عسكرية كبيرة لطرد التنظيم من القرى والبلدات التي يسيطر عليها في ريف حلب الشمالي؛ بهدف التمهيد لفرض منطقة آمنة على الحدود السورية التركية.

وكانت المعركة موفقة في البداية بالنسبة للمعارضة؛ إذ استطاعت أن تفرض سيطرتها على معمل الغاز المحاذي للحدود التركية، بالإضافة إلى السيطرة على قرى «قره مزرعة»، و«خربة» و«تـلالين»، واستولت المعارضة أيضا على دبابة، وقتلت عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» وأسرت آخرين، وفق هؤلاء الناشطين.

لكن حالما استطاعت المعارضة تركيز عناصرها ضمن المناطق التي سيطرت عليها، قام عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بنشر قناصات في منطقة الخربة الواقعة على خط إمداد قرية «قره مزرعة»، ونفذوا هجوما معاكسا؛ ما أجبر كتائب المعارضة على استخدام الآليات، لكن وقعت في كمين نصبه التنظيم، وأسفر عن استيلاء الأخير على دبابة، ومدرعة (pmp) تابعة للمعارضة، بالإضافة لمقتل ستة عناصر آخرين خلال الاشتباكات.

كذلك، تشهد جبهات الريف الشمالي التي تتمركز فيها المعارضة على طول جبهاتها مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي خروقات أمنية ونقاط ضعف بالنسبة للمعارضة؛ نتيجة انسحاب تنظيم «جبهة النصرة»، التابع لتنظيم «القاعدة» في سوريا، من مناطق كانت ترابط بها الجبهة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وعند انسحابها بطلب من المعارضة المسلحة، لم يسـتطع الـثوار تغـطية الجـبهة كامـلة من حيث العدد لاتساع الجـبهات مع تنظيم «الدولة الإسلامية» في تلك المنطقة؛ ما تسبب لهم بفجوات أمنية كبيرة استـغلها التنظيم بعمليات أمنية وعسكرية أدت إلى سيطرته على بعض المناطق التي كانت تتمركز فيها المعارضة، كما ألحق بالأخيرة خسائر بشرية كبيرة في صفوفها.

ونتيجة لكل ذلك، اضطرت كتائب إلى الانسحاب من المناطق التي سيطرت عليها في ريف حلب الشمالي في اليوم ذاته الذي انطلقت فيه العملية العسكـرية.

كما كبد تنظيم «الدولة الإسلامية» المعارضة خسائر كبيرة مسلحة قـرية «تـلالين»، واستطاع أن يسيطر على أجزاء منها.

ولم تنجح الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي في تغيير الأوضاع على الأرض؛ حيث نفذت طـائرات F16 أكثر من 15 غارة جوية على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية».

وناشد الناشطون جـميع الفصائل العسكرية في حلب وريفها لمؤازرة قوات  المعارضة من أجـل إيقاف الحملة العسكرية التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويشارك من فصائل المعارضة في الحملة العسكرية التي بدأت في ريف حلب الشمالي، أول أمس الخميس، كل من: «أحرار الشام»، و«نور الدين الزنكي»، و«تجمع فاستقم كما أمرت»، و«الجبهة الشامية»، و«لواء السلطان مراد»، و«كتائب ثوار الشام»، و«جيش المجاهدين»، وعدد من الفصائل في المنطقة.