مؤرخ أيرلندي: التاريخ أغفل جرائم الأرمن بحق المسلمين

الثلاثاء 28 أبريل 2020 10:31 م

فند المؤرخ الأيرلندي "باتريك والش"، في مقال له، أكاذيب الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية، متطرقا إلى الجرائم التي ارتكبها الأرمن بحق المسلمين.

"والش" قال، في مقال نشره موقع "يوراسيا دايري"، إن سياسة الهجرة القسرية التي اعتمدتها الدولة العثمانية للتعامل مع التمرد الأرمني كانت إجراءً عسكريا غربيا استُعمل لحل مشكلة عسكرية، مشيرا إلى استعمال روسيا وبريطانيا السياسة ذاتها.

وأضاف أن "ما حدث يوم 24 أبريل/نيسان 1915 هو اعتقال لبضع مئات من الأرمن المرتبطين بالاتحاد الثوري الأرمني (الطاشناق)، ونقلهم لمواقع مختلفة تحت الإقامة الجبرية مع منحهم إعانة لنفقات المعيشة، مشيرا إلى أنه قد أُفرج عن معظم المعتقلين فيما بعد.

وأكد أنه لم يعدم بعد الحرب سوى 20 أرمينيا فقط قيد الاعتقال بتهمة "الخيانة".

  • التهجير القسري

ووفقا لـ"والش"، فإن تهجير الأرمن قسريا لم يبدأ حتى يونيو/حزيران 1915، وقد تصرف الأتراك في ذلك وفقا للممارسة العسكرية القياسية.

وأوضح أن بريطانيا، التي كانت تعد نفسها القوة الأكثر تحضرا في العالم في ذلك الوقت، والتي كانت من أعظم منتقدي الأتراك العثمانيين، استعملت سياسة التهجير القسري قبل عقد واحد فقط في جنوب أفريقيا.

ولفت إلى أن روسيا فعلت الشيء نفسه بنقل عدد كبير من اليهود في عام 1915، في الأشهر التي سبقت العملية العثمانية، ولم يُسمع أي شيء عن ذلك في وسائل الإعلام الغربية.

ويشير "والش" إلى أن سياسة التهجير، التي اتبعتها الدولة العثمانية، نجحت نجاحا رائعا؛ فبمجرد فصل المتمردين وراء الجبهة عن قاعدتهم الشعبية، قضت قوات العثمانيين على فرق "الطاشناق".

ويقول إن نحو 650 ألف أرمني نُقلوا إلى سوريا والعراق، وذهب حوالي 400 ألف إلى الشرق نحو الأراضي الروسية بسبب الحرب، لكن روسيا رفضت السماح لهم بالعودة عندما استولت على الأراضي التي كانوا يعيشون فيها. وتوفي أكثر من 160 ألفا في هذا النقل الذي حدث بالكامل خارج الأراضي العثمانية.

  • لا نية للإبادة

وأضاف أنه لا يوجد دليل على خطة مسبقة من جانب العثمانيين لتهجير الأرمن، ناهيك عن قتلهم. 

وأشار إلى أنه لم يتم نقل جميع السكان الأرمن، خاصة أولئك الموجودين في منطقة الحرب وخلفها مباشرة. 

وحسب "والش"، تم إعفاء حوالي 350 ألف شخص من التهجير. وتُرك الأرمن في إسطنبول وحدهم إلى حد كبير وتم نقل المسلمين في الشرق أيضًا. كما سمح للأرمن في الغرب بالعودة بمجرد انتهاء معركة "جناق قلعة".

وأردف أن المهجرين تم تزويدهم بالثيران والعربات، وتم تخزين الممتلكات الأرمينية بدقة بانتظار عودتهم. وكل ذلك يؤكد عدم وجود نية إبادة جماعية.

وذكر "والش" أن "بعض المجموعات الكردية التي كانت خارج سلطة الدولة والذين كانوا خارجين عن القانون في حالة الحرب ويقاومون التجنيد، هاجموا العديد من القوافل، وانتقموا مما فعله الطاشناق بالأكراد وقد كان هناك عداء بين الجانبين، كما قام الموظفون العثمانيون بسرقة وقتل بعض الأرمن".

  • لجان تحقيق تركية

"والش" لفت أيضا في هذا الصدد إلى أن "طلعت" باشا، مهندس سياسة الهجرة، أقام لجانا في أواخر عام 1915 للتحقيق في الإساءات والجرائم.

وفي وقت لاحق حوكم الآلاف من المسؤولين العثمانيين لسوء معاملة الأرمن، وأُعدم 10 منهم. ومن بينهم القادة الذين فشلوا في حماية القوافل. فيما لم يُحاكم الأرمن على قتل المسلمين.

وقد نجحت هذه السياسة نجاحا رائعا؛ فبمجرد فصل المتمردين وراء الجبهة عن قاعدتهم الشعبية، قضت قوات العثمانيين على فرق الطاشناق.

ويشير "والش" إلى المجازر التي ارتكبها "الطاشناق" في السنوات الأولى من القرن العشرين ضد المسلمين والسكان الأرمن المحليين في شرق الأناضول وأذربيجان.

وأوضح أن "الطاشناق" ارتكبوا مذابح كبيرة بحق المسلمين في أرضروم وباكو وقوبا، وأن الأدلة الوثائقية كاملة ومفصلة للغاية وتم الكشف عن المقابر الجماعية. لكن هناك القليل من المعرفة بهذا الجانب من الأحداث خارج تركيا وأذربيجان.

وقال إن الأرمن رسموا لأنفسهم في الغرب صورة الضحية العاجزة البريئة، ولا يُعرف هناك سوى القليل عن أنشطة "الطاشناق" التي غطاها حلفاؤهم الغربيون عام 1915، الذين طوروا رواية لا يريدون تدميرها عن "الترك المرعبين" و"الأرمن الضحية".

واستشهد "والش" بتحليل ديمجرافي موسع للضحايا في شرق الأناضول لعالم الجغرافيا الأمريكي الأيرلندي، البروفيسور "جاستن مكارثي"، وجد أن معدلات الوفيات بين المسلمين تتساوى مع الأرمن.

وشن "الطاشناق" حملات تطهير عرقي واسعة النطاق وقتل في غرب القوقاز بين عامي 1917 و1920 في يريفان وكاراباخ ومناطق أخرى.

وتفاخر القادة الأرمن مثل"Pasdermadjian" و"Dro"بأنهم قتلوا من التتار أكثر ممن مات من الأرمن.

وختم "والش" مقاله قائلا: "أعرف أيضا أفعال الطاشناق ضد أبناء شعبهم الذين غالبًا ما كانوا يرعبونهم حتى يخضعوا لهم، كما أعرف الأرمن العاديين الذين أرادوا فقط العيش بسلام مع جيرانهم، لكنهم أصبحوا ضحايا للمأساة برمتها مثل المسلمين العاديين. لكنك لا ترى أبدا نفس الاعتراف بمعاناة المسلمين في الروايات الأرمينية".

المصدر | الخليج الجديد + ترك برس

  كلمات مفتاحية

إبادة الأرمن

بالمقاتلين والمساعدات المالية.. أرمن لبنان يدعمون أهلهم

المؤرخ الفرنسي مكسيم جوين: أحداث 1915 لم تكن إبادة جماعية للأرمن