عملية مسح لآلاف الصور تكشف أثر المرتزقة السودانيين في ليبيا

السبت 2 مايو 2020 06:22 م

وثقت الأناضول لجوء قوات الجنرال الانقلابي "خليفة حفتر" إلى استخدام مرتزقة من السودان، في حربها ضد الحكومة الليبية، بعد اقتفاء أثرهم بعملية مسح لآلاف الصور ومطابقتها بخرائط الأقمار الصناعية.

وفي خضم الاضطرابات المتواصلة منذ الربيع العربي الذي بدأ عام 2011، تشهد ليبيا في الآونة الأخيرة صراعًا بين مركزي قوة مختلفين.

من جهة، هناك الحكومة الليبية، المعترف بها رسمياً من قبل الأمم المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي، وفي الجهة المقابلة، ثمة ميليشيات تطلق على نفسها اسم “الجيش الوطني الليبي”، بزعامة حفتر، المدعوم من قبل مصر والإمارات وفرنسا.

وعلى الرغم من أنّ تقارير الأمم المتحدة تشير بشكل كبير لوجود مقاتلين مرتزقة سودانيين في ليبيا تم خداعهم من قبل شركة “بلاك شيلد” الأمنية (مقرها الإمارات) إلا أنّ داعمي "حفتر" ما زالوا ينكرون وجودهم.

لم يعد يخفى على أحد وجود عدد كبير من المرتزقة في صفوف ميليشيات "حفتر" الذي يدعمه ضباط عسكريون من مصر والإمارات وفرنسا.

ومن أكثر العناصر الأجنبية لفتًا للانتباه، ميليشيات الجنجويد، ذات السجل الإجرامي في السودان، والمتمردون التشاديون، ومرتزقة شركة "فاجنر" الروس.

هذا الانخراط الكبير للمرتزقة الأجانب في إراقة دم الليبيين، تناولته تقارير الأمم المتحدة أيضًا، لكن يتم تجاهله من قبل "حفتر" وداعميه.

مراسلو الأناضول تتبعوا عبر معطيات مرئية أثر المرتزقة السودانيين الذين يستخدمهم "حفتر" بدعم من الإمارات العربية المتحدة.

في المرحلة الأولى من البحث، أجرى المراسلون عملية مسح كامل لكل النصوص والتقارير المكتوبة التي تحتوي على عبارات "المرتزقة السودانيون" و"ليبيا".

المقاتلون السودانيون يتلقون تدريبات عسكرية لمدة 3 شهور في منطقة غياثي (230 كلم غرب العاصمة الإماراتية أبوظبي)

وفقا للمعلومات التي حصلوا عليها، فإن المقاتلين السودانيين يتلقون تدريبات عسكرية لمدة 3 شهور في منطقة غياثي (230 كلم غرب أبوظبي).

وبعد خضوعهم للتدريبات، يتم نقل السودانيين إلى المطارات القريبة من مدينتي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، وسرت (450 كلم شرق طرابلس)، وميناء رأس لانوف النفطي (650 كلم شرق طرابلس)، وقاعدة الجفرة الجوية.

ومنها يتم فرزهم إلى مناطق مختلفة من البلاد ليحاربوا الحكومة الليبية.

وفي إطار البحث، فحص مراسلو الأناضول المعطيات المرئية التي تشير إلى وجود المقاتلين السودانيين في المدن المذكورة.

لكنهم تجاهلوا مقاطع الفيديو التي التُقطت في أماكن مغلقة تخص مواقع مختلفة أو من المستحيل التحقق منها. ليتبقى عدد قليل من الفيديوهات.

ووقع الاختيار على فيديو يحمل عنوان "المرتزقة السودانيون يقاتلون في بنغازي من أجل حفتر"، من أجل تحليله.

نظرا للاستخدام النشط للحساب الذي أُخذ الفيديو منه، على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكون الصور التي تم تحميلها من ليبيا فقط، فإن ذلك عزّز احتمال تصوير الفيديو في بنغازي. واستخدم مراسلو الأناضول تقنية "تحديد المواقع"، للتأكد بنسبة 100%.

يظهر في الفيديو ما بين 100 إلى 200 مقاتل سوداني وهم يُقسمون على القتال لصالح "حفتر"، وتم رسم خريطة من منظور علوي، من خلال إخراج تسلسل المباني والأشياء التي تظهر في الفيديو.

على الرغم من الضباب الشديد في المكان الذي سجّلت فيه المشاهد، فإنه عند النظر بدقة، يوجد في الخلفية هياكل يعتقد أنها خزانات نفط وأعمدة إنارة صناعية حولها.

هذه المعطيات تشير إلى أن المكان مصفاة نفط أكثر من كونه قاعدة عسكرية.

في هذه المرحلة، تم فحص المنشآت النفطية في بنغازي من خلال خدمة Google Earth الفضائية.

لكن تسلسلات مباني المنشآت هنا لم تتطابق مع الرسم الذي أعده مراسلو الأناضول.

في وقت لاحق، تم التحقق من صور الأقمار الصناعية واحدة تلو الأخرى بعد إعداد قائمة عن جميع مصافي النفط في ليبيا.

تم العثور على تسلسل المباني المطلوب في منشأة مصفاة بالقرب من الجفرة الواقعة في المرتبة 51 من القائمة. المنشأة المذكورة تطابقت إلى حد كبير مع رسم مراسلي الأناضول.

لكن عملية التأكد استمرت نظرًا لأن صور الأقمار الصناعية العائدة للمنشأة تم تحديثها آخر مرة عام 2016 وبسبب ظهور اختلافات مع بعض المباني الموجودة في رسم الأناضول.

تم البحث عن اسم المنشأة في وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، والعثور على حساب على "فيسبوك" مفتوح باسمها ومنشور فيه أكثر من 2000 صورة.

وتمت مقارنة الصور التي اختيرت من بينها، بالرسم الذي أعده مراسلو الأناضول وصور الأقمار الصناعية. جميع البيانات الثلاثة متطابقة مع تسلسل المباني في الفيديو.

وبناءً على ذلك، فإن الفيديو الذي أقسم فيه المرتزقة السودانيون على القتال باسم "حفتر" تم تصويره من حقل زلة النفطي 74-ب الواقع في محافظة الجفرة (وسط).

تظهر جميع نتائج التحليل للبيانات بكل وضوح استخدام حفتر المرتزقة السودانيين في عملياته القتالية ضد الحكومة الشرعية في ليبيا، بعد أن ضمهم إلى صفوفه بوعود كاذبة.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

ميليشيات حفتر مرتزقة روس مرتزقة سودانيين

الوفاق الليبية ترفض هدنة حفتر خلال رمضان

ليبيا: حفتر يكافئ نفسه على الهزائم بإعلانه حاكما أوحد!

وثائقي يفضح أسرار تورط دول عربية وأجنبية في إحراق ليبيا (فيديو)

صحيفة بلجيكية: هكذا جندت الإمارات سودانيين للقتال في ليبيا

الإمارات تطلب من حميدتي إرسال آلاف المرتزقة السودانيين لدعم حفتر

ليبيا أوبزرفر: البرهان وحميدتي يتنافسان على أموال حفتر الإماراتية