استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل الصراع هو الخيار الوحيد مع إيران؟

الاثنين 17 أغسطس 2015 08:08 ص

حرصت قيادات إيرانية، غداة الاتفاق النووي مع الإدارة الأميركية، على بعث رسائل إيجابية إلى الدول العربية المتخوفة منه، ومن تداعياته على مصالحها، وعلى الأمن القومي العربي المهترئ أصلاً. 

بدأ هذا التوجه وزير الخارجية الإيراني، محمد ظريف، في رسالة مفتوحة عن "الجار والدار" (إيران والدول العربية) في بداية أغسطس/آب الحالي، ثم أكّد هذه الدعوة مساعده، حسين أمير عبد اللهيان، أخيراً، عبر إعلانه رغبة بلاده في إجراء حوار استراتيجي مع دول الخليج العربي، كاشفاً أنّ هنالك دعوة فعلية وجّهت، وترتيبات لعقد اجتماع لوزراء الخارجية في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.

على الصعيد الثقافي والإعلامي العربي العام، قوبلت دعوة ظريف بالتشكيك والسخرية، بمقارنة هذا الخطاب الذي يتحدث عن "حسن الجوار" مقابل السياسة القائمة التي تغذّي الصراعات الطائفية في المنطقة، والتدخل العسكري المباشر، وغير المباشر، الذي يدفع ثمنه غالياً العراقيون والسوريون واللبنانيون واليمنيون، ودول أخرى في المنطقة أيضاً.

هذه الردود السلبية العربية، ثقافياً وإعلامياً وشعبياً، متوقعة ومشروعة ومبرّرة، على وقع ما يحدث من كوارث في اللحظة الراهنة، لكن التفكير في مستقبل المنطقة والأمن الإقليمي والقومي العربي، والتحولات في السياسات الدولية (موقف الولايات المتحدة وأوروبا) يدفع بالعرب، على الصعيد الرسمي- السياسي، وحتى الثقافي والإعلامي، إلى التفكير جديّاً في صوغ جواب عميق حضاري سياسي، لرسالة ظريف والدعوة الإيرانية الراهنة.

ليس الحوار، في حد ذاته، خطأً بل ضرورة، وإذا كانت إيران تمادت في المنطقة، خلال الأعوام السابقة، وأصبحت تمتلك نفوذاً على رفات الدول والمجتمعات العربية، ما أحدث عداءً كبيراً تجاهها من شريحة واسعة من المجتمعات العربية (كما تظهر استطلاعات الرأي)؛ فإنّ الأمانة تقتضي منّا، أيضاً، الاعتراف أنّ أحد شروط النفوذ الإيراني المتنامي تمثّل في الفراغ الاستراتيجي العربي، وعجز العرب عن مواجهة التحديات الإقليمية والأمنية، وحتى عن صوغ مقاربة دبلوماسية واقعية وعقلانية، وهو ما أنتج انهيارات كبيرة في العراق وسورية واليمن وليبيا، وسياسياً في لبنان.

"دعونا نحاول، للمرة الأولى منذ عقود طويلة، أن ندخل في حوار استراتيجي مع إيران وتركيا، بعدما تراجع ظل الهيمنة الأميركية على المنطقة، ونسعى إلى أن نقرّر مصيراً أفضل لمجتمعاتنا"

غرق العرب في صراعاتهم الداخلية، ودخلوا في حالة استقطاب داخلي، واعتبر المعسكر المحافظ العربي، في الأعوام الماضية، تركيا والإسلام السياسي بمثابة الخطر الأول، وتخبطوا في مقاربتهم الاستراتيجية وسياساتهم الداخلية، فرفضوا الحوار مع إيران وتركيا، ولم يدركوا التحولات الأميركية، إلاّ بعدما أصبحت موازين القوى مختلة تماماً، وباتوا هم الطرف الأضعف العالق بين كل القوى الدولية والإقليمية، ينظرون إلى الدول العربية تنهار، الواحدة تلو الأخرى، من دون أن يفكروا في مآلات تلك السياسات الكارثية.

إذا أرادت الدول العربية، (المتبقية في ساحة الحوار الإقليمي: مثل دول الخليج والأردن، ومعهم مصر على الرغم مما تعانيه من أزمات داخلية)، أن يوقفوا هذا المسار الأمني الإقليمي المتدهور، قبل أن تصل إليهم النار، عليهم بالفعل أن يفكّروا في صوغ مقاربة دبلوماسية واستراتيجيات جديدة، وتحديد مصالحهم وأهدافهم ومطالبهم، بوضوح، تجاه الملفات الأكثر أهمية اليوم، تحديداً العراق وسورية واليمن ولبنان، وحتى ليبيا التي تخضع، هي الأخرى، لحروب بالوكالة من نوع آخر.

الحوار مع إيران وتركيا اليوم يمثّل الخطوة الأولى لاستعادة المبادرة العربية، ويمكن التفاهم مع إيران على تصورات وحلول بشأن تلك الملفات، خصوصاً أنّ التيار الإصلاحي الإيراني أخذ جرعة أكبر من القوة والثقة بالنفس، ويمكن استثمار هذا الانتصار بالتأثير على الرأي العام الإيراني، الذي تختمر فيه نزعة شعبية شديدة، بالتصالح مع الإقليم والخروج من الحكم الحديدي لرجال الدين.

أمّا التخوف من الحوار بدعوى اختلال موازين القوى، فهو موهوم، لأنّ إيران ليست بتلك القوة وذلك التأثير الكبير، فهي تدفع ثمناً باهظاً اليوم، أيضاً، في سورية والعراق، وتتورط في حروب داخلية تستنزف ميزانيتها، وتورّط الشيعة العرب في معركة مع المحيط السني الكبير، ولعلّ فشلها في حروب الرمادي وجنوب سورية واليمن مؤشّر على أنّ المعركة على المدى البعيد (في حال تأججت الحروب بالوكالة) ليست في صالحها، ولا في صالح الشيعة العرب ولا الشعب الإيراني الذي يريد أن يخرج من دائرة الحروب، ويعيش حياة طبيعية.

ليست الحروب الأهلية الداخلية التي تشتعل في سورية والعراق واليمن في صالح الشيعة أو السنة، ولا حتى إيران أو العرب. بدلاً من ذلك، دعونا نعطي الفرصة، ولو مجرد فرصة، لحوار حضاري استراتيجي مستقبلي، يتأسس على القبول بالتنوع الديني والطائفي والعرقي، وحق تقرير المصير للشعوب، والخروج من الروح الطائفية التي تدخلنا في صراع لن ينتصر فيه أحد، ولن يكون فيه، في نهاية اليوم، رجال جيدون.

دعونا نحاول، للمرة الأولى منذ عقود طويلة، أن ندخل في حوار استراتيجي مع إيران وتركيا، بعدما تراجع ظل الهيمنة الأميركية على المنطقة، ونسعى إلى أن نقرّر مصيراً أفضل لمجتمعاتنا، ذلك أنّ علاقتنا بإيران توقفت بالفعل عند حدود 1979 (كما وصفها بدقة توماس فريدمان)، فإذا فشلنا نكون، على الأقل، قد استنفدنا المرحلة الأولى التي كان من المفترض أن نبدأ بها، وأصبحت لدينا رؤية واضحة بنيات إيران، بدلاً من أن نحكم مسبقاً على أيّ حوارٍ بالفشل، كما يذهب بعض المثقفين والإعلاميين العرب.

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي حسين أمير عبد اللهيان محمد جواد ظريف دول الخليج الأمن القومي العربي

«العطية» يدعو لحوار خليجي إيراني .. ويجدد استياء الدوحة من بيان «العربي»

«يوشكا فيشر» يكتب: السعودية وإيران تتنافسان لسد الفراغ الإقليمي

«بن علوي»: عُمان بلد سلام ... وأطراف الحرب في اليمن ما زالت غير مستعدة للحوار

«ستراتفور»: منافسة تركية سعودية على الزعامة السنية .. وقناة خلفية للتفاوض مع إيران عبر مسقط

الرياض وأنقرة: حسابات الاصطفاف الجديد

«اندبندنت»: إيران تسعى لدور رسمي ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا

مشروع استند إلى قواعد هشة من البداية