مصر.. السجن المؤبد لعبدالله الشريف بسبب فيديو سيناء

الجمعة 15 مايو 2020 12:54 ص

قضت محكمة مصرية، بالسجن المؤبد (25 عاما) للإعلامي المصري المعارض "عبدالله الشريف".

وقال "الشريف"، الخميس، إنه علم بخبر صدور الحكم عليه، قبل أيام فقط، بسبب مجموعة فيديوهات، بثها عبر صفحته بـ"تويتر"، تظهر ضابط جيش وهو يقطع إصبع إحدى الجثث في سيناء، ثم يشعل النار فيها.

ووصفت "نيويورك تايمز"، الخميس، مقطع الفيديو، الذي تسبب في صدور الحكم على "الشريف"، بأنه من أكثر المقاطع الصادمة التي تنشر للحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد مسلحين في سيناء، بدون تغطية إعلامية.

ولم يعلق "الشريف"، على الحكم، سوى بكلمة "لله الأمر"، وذلك في تغريدة له عبر حسابه بـ"تويتر".

قبل أن يضيف، في تصريحات إعلامية، أن "الحكم صدر بشكل مريب"، لافتا إلى وجود تعتيم شديد مقصود بخصوصه.

ولفت إلى أن السلطات المصرية، تبحث عنه بعد وضع اسمه على قائمة "الانتربول".

وكشف "الشريف"، أنه لم يتم إعلامه بالحكم الصادر بحقه، لافتا إلى أنه لم يبلغ بالقرار سوى مجندين الجيش، الذي يريد النظام ترهيبهم، حتى لا يتعاونوا مع المعارضين.

ولفت إلى أن ما يعرفه حتى الآن، أنه أدين بإفشاء أسرار عسكرية.

وتساءل: "لماذا الجزاء والحكم عليّ، ولم يكن بحق الضابط الذي قتل ومثل بالجثة؟".

من جانبها، علقت "نيويورك تايمز"، بالقول إن السلطات المصرية لجأت إلى سجن أهالي وأقارب معارضي الرئيس "عبدالفتاح السيسي" خارج مصر، في محاولة لإسكات كافة الأصوات المعارضة له.

وذكر التقرير، أنه بعد أيام من نشر "الشريف"، المقطع المروع، اقتحمت قوات الأمن منازل أقاربه في مدينة الإسكندرية الساحلية، واعتقلوا شقيقيه بتهم الإرهاب، لافتة إلى أنه تم سجنهما في سجن شديد الحراسة (جنوبي القاهرة).

ونقل التقرير عن منظمات حقوقية، إن الحكومة المصرية، التي نجحت في إسكات كل المنتقدين داخليا تقريبا، تحاول الآن إسكات المنتقدين في الخارج، بسجن أقاربهم وأهاليهم الموجودين داخل مصر.

وأشارت إلى أنه منذ مطلع العام الماضي، اعتقلت السلطات المصرية على الأقل، أقارب 15 معارضا، ممن يعيشون خارج مصر.

وأضاف التقرير أن قوات الأمن كانت تحطم الأبواب وتصادر الأموال وجوازات السفر، وتجبر الآباء على استنكار ما يقوم به أولادهم في بيانات مصورة، كما تم احتجاز آباء وأخوة وتم توجيه "تهم بالإرهاب" إلى الكثير منهم، قبل سجنهم.

من جانبه، وصف "عمرو مجدي" الباحث بمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، ما يحدث بأنه "عقاب جماعي".

وقالت المنظمة، التي وثقت منذ عام 2016 حالات الاقتحام والقبض على عائلات 14 من المعارضين الذين يعيشون خارج مصر، إنه تم اعتقال أو محاكمة 20 من أقاربهم على الأقل.

وذكر التقرير أن حكام مصر، سبق أن استخدموا مثل هذه الأساليب ضد عائلات من يشتبه في إتجارهم بالمخدرات أو بأنهم من "المتشددين".

ولكن مع تصعيد "السيسي" للقمع في السنوات الأخيرة، وسع تركيزه ليستهدف أيضا عائلات المعارضين من خارج مصر، والصحفيين والشخصيات الثقافية.

وأشار التقرير إلى إحدى الوقائع التي حدثت مؤخرا وتتعلق بالممثل "محمد شومان"، المقيم في تركيا، والذي وجه نداء مفعما بالعواطف عبر "فيسبوك"، مطالبا بإطلاق سراح شقيقه وابنه، الذين قال إنه تم سجنهما انتقاما لدوره في فيلم يسلط الضوء على وحشية الشرطة.

وأضاف التقرير أن القبضة الحديدية التي يتحكم بها "السيسي"، في وسائل الإعلام المصرية، ربما ساعدت عن غير قصد في تعزيز دور وصورة وسائل الإعلام والمدونين المقيمين في الخارج.

وأشار التقرير إلى أن جميع المحطات التليفزيونية المصرية الخاصة والمستقلة، نظريا، تقدم أخبارا وتعليقات متماثلة ومؤيدة للدولة.

وتبدو على نشرات الأخبار مسحة مشابهة لتلك التي كانت موجودة في الحقبة السوفيتية، ويتم وصف المعارضين بأنهم "عملاء للإخوان المسلمين".

ويقول التقرير إنه عندما توفي الرئيس الأسبق "محمد مرسي"، والذي كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، في يونيو/حزيران الماضي قدمت كل القنوات التليفزيونية المصرية خبر الوفاة بنفس النص المكون من 42 كلمة، والذي من الواضح أنه تمت كتابته من قبل أجهزة الأمن.

وأضاف التقرير، أن المشاهد المصري، ونتيجة للشعور بالملل من البرامج المتشابهة أو بحثا عن أخبار لم تتعرض للرقابة، أصبح يتحول بشكل أكبر إلى وسائل الإعلام الأجنبية كبديل.

وقال التقرير إنه بالإضافة إلى قنوات المعارضين مثل "الشريف" على "يوتيوب"، تشير أدلة مؤكدة إلى أن العديد من المصريين يتحولون بهدوء إلى مشاهدة قنوات تليفزيونية معارضة في تركيا مثل "مكملين" و"الشرق".

وأضاف التقرير، أن القنوات خارج مصر، مثلها مثل القنوات داخل مصر، تقدم في بعض الأحيان تغطية إخبارية شديدة الحزبية تتضمن معلومات كاذبة.

ولكنها، حسب التقرير، تقدم أيضا بضاعة ممنوعة داخل مصر وهي السخرية من "السيسي"، ومقاطع فيديو من سيناء، المغلقة أمام وسائل الإعلام.

وذكر التقرير أن "الحكومة المصرية تقول إن الفيديوهات اللامعة للشريف، لا تعدو كونها دعاية محرضة من عدوها جماعة الإخوان المسلمين، وخصمها الأجنبي قطر".

ونقل التقرير عن "الشريف"، قوله إنه "يمول عمله من خلال راتبه من وظيفة محرر بأحد القنوات العربية، والتي امتنع عن ذكرها، ومن خلال العائدات التي يحصل عليها من يوتيوب على تلك الفيديوهات".

وقال "الشريف"، إنه من "المؤلم" أن يعلم أن شقيقيه في أكثر سجن مشدد الحراسة في مصر بسببه، إلا أنه شكك في إمكانية إطلاق سراحهما حتى لو توقف عن بث تلك الفيديوهات، قائلا "أعرف هذا الجيش".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عبد الله الشريف محكمة مصرية الحرب في سيناء

نيويورك تايمز: استراتيجية السيسي لمواجهة معارضي الخارج عبر أقاربهم