4 أهداف وراء التحركات المصرية قرب حدود ليبيا

الجمعة 12 يونيو 2020 05:56 م

يراقب النظام المصري بقلق تداعيات تقدم قوات "الوفاق" الليبية (معترف بها دوليا) على حساب حليف القاهرة، الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، الذي تكبدت قواته خسائر فادحة خلال الأسابيع الماضية.

وتعاني القاهرة حرجا شديدا جراء فقدان "حفتر" قاعدة "الوطية" الاستراتيجية، ومدينة "ترهونة"، وكامل العاصمة طرابلس، وربما قريبا مدينة "سرت" وقاعدة "الجفرة" الجوية.

وتخالف التحولات الميدانية على الأرض الليبية، هوى نظام الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، الذي كان يطمح إلى الإطاحة بـ"الوفاق" وتنصيب "حفتر" حاكما على طرابلس.

ويحظى "حفتر" بدعم من الإمارات ومصر والسعودية وفرنسا وروسيا، بينما تدعم تركيا قوات الحكومة الشرعية.

تحركات حدودية

خلال الأيام الماضية، تواصلت التحركات المصرية في الملف الليبي، تارة بشكل سياسي عبر طرح مبادرة تدعو لوقف إطلاق النار، وتارة على المحور العسكري، بتحريك قوات ومعدات عسكرية قرب الحدود مع ليبيا.

وأفاد موقع "ديفينس بلوغ" المعني بالشؤون الأمنية، بأن القوات المسلحة المصرية نشرت دبابات "أبرامز" القتالية على الحدود مع ليبيا.

وقال محلل الطيران العسكري "باباك تغافي" على حسابه في "تويتر": "هذا الفيديو المسجل يظهر 18 دبابة من طراز أبرامز التابعة للجيش المصري على الحدود مع ليبيا مستعدة لدخول البلاد لاستخدامها ضد ميليشيات حكومة الوفاق الإسلامية المدعومة من تركيا والمرتزقة السوريين!".

وأضاف "تغافي"، أنه تم رصد ما لا يقل عن ست طائرات هليكوبتر هجومية من طراز "Mi-24" في هذه المنطقة.

وأظهرت مقاطع فيديو حديثة، عددا من حاملات الدبابات والمدرعات، في طريق سريع بالقرب من محافظة مطروح المصرية (شمال غرب)، قرب الحدود مع ليبيا.

وأكد شهود عيان تحرك رتل عسكري في طريق (الإسكندرية- مطروح) الساحلي، بالقرب من مدينة رأس الحكمة بمحافظة مطروح، بحسب قناة "الجزيرة".

كذلك نشر الجيش المصري مقاطع فيديو لاستعراض القوة، تظهر امتلاك ترسانة عسكرية ضخمة تضم طائرات "ميج-29" ومروحيات "كاموف-52"، ومروحيات "مي-24" القتالية، ومنظومة الدفاع الجوي "إس-300".

قاعدة جديدة

في السياق ذاته، بث الجيش المصري مؤخرا مقطع فيديو يظهر أعمال إنشاء قاعدة "جرجوب" العسكرية قرب الحدود الليبية.

وستعمل قاعدة "جرجوب" البحرية غربي مطروح، على تأمين الجزء الغربي من الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط.

ومما يثير التساؤلات، أن مصر تمتلك بالفعل قاعدة عسكرية ضخمة قرب الحدود مع ليبيا، هي قاعدة "محمد نجيب" البرية (جرى افتتاحها يوليو/تموز 2017)، وتضم تشكيلات عسكرية ضخمة، وتوصف بأنها الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.

ووفق مصادر عسكرية، فإن مصر تريد تعزيز نفوذ قواتها في شرق وجنوب شرق البحر المتوسط من خلال القاعدة الجديدة.

لكن التزامن بين نشر الفيديو والتطورات الجارية في ليبيا؛ يشير إلى أن القاعدة الجديدة ربما تحمل أهدافا أخرى، تتعلق برغبة مصر في إظهار قدرتها على حماية حدودها الغربية، والتصدي لتمدد النفوذ التركي هناك،  بعد انهيار قوات "حفتر" المدعوم من القاهرة.

وقد تخصص قاعدة "جرجوب" البحرية، لاستضافة قطع بحرية متطورة يجري التعاقد عليها بين مصر وإيطاليا ضمن صفقة بـ10 مليارات يورو، على أن تخصص القاعدة لتأمين المصالح المصرية في المتوسط.

رغبة إماراتية

اللافت أن هذه التحركات جاءت بعد دعوة الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبد الله" (مستشار سابق لولي عهد أبوظبي)، الجيش المصري إلى التدخل عسكريا في ليبيا، لردع القوات التركية الداعمة لحكومة "الوفاق" الشرعية.

وبدت الرغبة الإماراتية في تدخل عسكري مصري لإنقاذ "حفتر"، جلية عبر نشر نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبى، "ضاحي خلفان"، تغريدات تحرض مصر على التدخل عسكريا في ليبيا، محذرا من أن هدف تركيا هو "تقسيم مصر".

وقال "خلفان" عبر "تويتر": "إذا سيطر أردوغان (الرئيس التركي) على طرابلس، فمصر ودول الشمال الأفريقي في قمة الخطر"، مضيفا: "أردوغان حلقة من حلقات المخطط الفاشل الذي كان معدا بحيث يكون تقسيم مصر الجائزة الكبرى".

وليس من المستبعد أن تكون أبوظبي تضغط على مصر للتدخل عسكريا في ليبيا؛ لمنع سقوط مدن الجنوب والشرق اللييي في يد "الوفاق"، مع تحمل أبوظبي الفاتورة الاقتصادية لهذا التدخل.

وقبل أيام، كشف "الخليج الجديد" أن وفدا مصريا زار مدينة بنغازي شرقي ليبيا؛ لتقديم الدعم والمشورة لقوات "حفتر" ومعالجة الأخطاء الميدانية المتتسببة في الانهيار الحاصل، رغم حصول قوات الأخير على إمدادات ضخمة من الأسلحة الإماراتية.

ويرى الخبير العسكري المصري، اللواء "جمال مظلوم"، في تصريح نقله موقع "الحرة"، أن "مصر شعرت بالخطر، وأن أمنها أصبح مهددا".

ويضيف: "بعد سرت، دخلنا في المنطقة الشرقية، وهذا يعني حدود مصر، وأتصور أن أي تقدم للمرتزقة والقوات الموالية لحكومة الوفاق بعد سرت سيغير الأمور، وقد تتدخل مصر عسكريا".

أهداف أخرى

ويرى مراقبون، أن إمكانية التدخل المصري عسكريا في ليبيا مستبعدة، في ظل تداعيات أزمة "كورونا" والنزاع القائم بين مصر وإثيوبيا حول "سد النهضة"، وتوتر الأوضاع في سيناء (شمال شرقي البلاد).

وقد تكون تحركات القيادة المصرية تحمل رسالة رمزية لحفظ ماء الوجه، بعد تعرض حليفها لهزيمة منكرة، مع إرسال رسالة لجبهة "حفتر" التي تعاني انقسامات؛ بأنها تقف خلفه ولن تسمح بانهياره.

وربما تحمل التحركات المصرية، رسالة ضغط على أطراف دولية؛ للتدخل وإلزام "الوفاق" بوقف إطلاق النار؛ للحيلولة دون سقوط "سرت" (وسط) و"الجفرة" (جنوب).

ومن المرجح أن يكون تقدم القوات المصرية إلى الحدود إشارة مصرية، في المقام الأول، إلى حكومة "الوفاق" وتركيا لوقف هجومهما، والاكتفاء بما حققتاه من نصر.

إلى جانب ذلك، تخشى القاهرة بالفعل، تسلل مرتزقة ومقاتلين أجانب بعد تقهقر قوات "حفتر" إلى حدودها الغربية، ما يشكل خطرا على أمنها القومي؛ لكون هؤلاء المرتزقة لا ولاء لهم، ويتحركون بأوامر من يملونهم.

تسعى مصر إذن عبر هذا التحرك، إلى تأمين حدودها الغربية، والحيلولة دون تسلل مقاتلين أجانب إلى أراضيها، وتقديم الدعم لقوات "حفتر"، والضغط على أطراف دولية للتدخل ووقف سلسلة انتصارات "الوفاق".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حكومة طرابلس مطار طرابلس طرابلس العاصمة معارك طرابلس ميليشيات حفتر

فاتورة باهظة.. ما الذي خسرته مصر بسبب دعمها لحفتر؟

إنتليجنس يكشف خلافات مثيرة داخل المعسكر الداعم لحفتر

قوات الوفاق تكشف مصير مصريين اعتقلوا بطرابلس

السعودية والإمارات تضغطان على مصر للتدخل عسكريا في ليبيا

مصر بين ليبيا وسد النهضة.. خبراء يستبعدون الحرب

مصر وإسبانيا تنفذان تدريبا بقاعدة برنيس في البحر الأحمر