كيف ستتطور المواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا؟

الأحد 14 يونيو 2020 07:29 م

في الشهر الماضي، قال "نفتالي بينيت"، وزير الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته، إن إيران بدأت في سحب قواتها من سوريا، وحث خليفته "بيني جانتس" على مواصلة الضغط على طهران.

وفند مسؤول إيراني الادعاء الإسرائيلي، قائلا: "لا تغيير في كمية ونوعية الوجود الاستشاري الإيراني في سوريا".

وفي الأعوام الأخيرة، برزت سوريا باعتبارها ساحة المعركة الرئيسية للمواجهة الإيرانية الإسرائيلية، وتملك القوتان مصالح متضاربة في الحرب السورية، وتثير التصريحات المتناقضة الأخيرة تساؤلات حول أهدافهما الاستراتيجية، وكيف ستسير المواجهة على المدى القصير والطويل.

حرب غير متكافئة

وتطورت أهداف وسياسات (إسرائيل) في سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011، مع تأثير الأدوار البارزة لإيران و"حزب الله" والجماعات الشيعية الأخرى في دعم رئيس النظام السوري "بشار الأسد" على الحسابات الاستراتيجية لـ(إسرائيل).

وتعتبر (إسرائيل) انتصار "الأسد" وحلفائه الإيرانيين تهديدا وجوديا، وتضعف الحرب الطويلة "الأسد"، لكن السماح له بإعادة الاستقرار إلى سوريا دون تهديد (إسرائيل) قد تكون النتيجة المرجوة.

وفي الأعوام القليلة الماضية، استعاد "الأسد" معظم الأراضي التي فقدها في البداية، في حين ركزت (إسرائيل) على قصف إمدادات الأسلحة الإيرانية لـ"حزب الله" والميليشيات الشيعية في سوريا.

ويستفيد القادة العسكريون الإسرائيليون من الدعم الضمني أو الصريح من إدارة "ترامب" وبعض خصوم إيران الإقليميين، لكن الضربات تنتهك بوضوح القانون الدولي والسيادة السورية، وتغذي زعزعة الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

وتجد إيران نفسها في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك (إسرائيل) ودول الخليج العربي، التي تمتلك موارد عسكرية واقتصادية ضخمة، ومع عدم قدرتها على مواكبة هذه الموارد، طور الإيرانيون استراتيجية حرب غير متكافئة.

وتتمثل إحدى المزايا الاستراتيجية الرئيسية لطهران في قدرتها على بناء شراكات مع الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية في جوارها.

ويخدم تحالف إيران مع نظام "الأسد" عددا من الأهداف، وتلعب سوريا دورا رئيسيا في ضمان إمدادات الأسلحة الإيرانية لـ"حزب الله"، ويشكل نظام "الأسد" جزءا لا غنى عنه فيما يعرف بـ"محور المقاومة".

مسألة بقاء

ويعتقد القادة الإيرانيون أنه إذا لم يقاتلوا الجماعات السنية في دمشق، فسيكون عليهم محاربتهم في طهران.

وبالتالي، يمثل بقاء نظام "الأسد" مكونا رئيسيا في استراتيجية الأمن القومي الإيرانية، ولا يتعلق الأمر فقط بالحفاظ على النفوذ؛ بل هي مسألة بقاء للجمهورية الإسلامية.

وعلى هذا النحو، من المؤكد أن إيران ستقاتل بأقصى ما تستطيع للحفاظ على شكل من أشكال الوجود في سوريا.

لكن في المواجهة المستمرة مع إيران في سوريا، تتمتع (إسرائيل) بالعديد من المزايا الاستراتيجية، بما في ذلك التفوق في المعلومات الاستخبارية، والدعم الأمريكي القوي، والموافقة الروسية الضمنية.

وتملك روسيا و(إسرائيل) آلية تنسيق، تسمح للطائرات الإسرائيلية بضرب أهداف إيرانية في سوريا دون تهديد القوات الروسية.

وقد دعا المسؤولون الروس إلى ضبط النفس من جميع الأطراف في سوريا، لكن إحجام موسكو عن اتخاذ موقف قوي ضد الضربات الجوية الإسرائيلية يشير إلى الرغبة في تجنب المواجهة مع (إسرائيل)، والاستعداد لتحمل قدر من تدهور قدرات إيران في سوريا.

ويعد المحرك الرئيسي لاستمرار تدخل روسيا في سوريا هو الحفاظ على قاعدتها الجوية في محافظة اللاذقية غرب البلاد، والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس.

وبتحليل التاريخ الطويل للعلاقات بين موسكو وطهران، من الواضح أن تحالفهما الحالي تكتيكي مدفوع إلى حد كبير بعداء مشترك تجاه إدارة "ترامب" والعقوبات الأمريكية.

نقاط الضعف الرئيسية

وبالرغم من تفوقها العسكري والاستراتيجي، فإن لدى (إسرائيل) نقاط ضعف رئيسية.

ودفعت خطة (إسرائيل) لضم 30% من الضفة الغربية السلطة الفلسطينية إلى تعليق التعاون الأمني ​​مع (إسرائيل)، وقد تكون الضربة الأخيرة لمعاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية.

في الوقت نفسه، فإن استثمار إيران الضخم في نظام "الأسد" مدفوع بالمصالح الوطنية المتصورة، وليس التوجه الأيديولوجي.

وبدلا من السعي إلى "هلال شيعي" من طهران إلى بيروت، تهدف إيران إلى إقامة توازن استراتيجي مع (إسرائيل) والدول العربية السنية.

على هذا النحو، ينبغي النظر إلى أي خطوة لتقليص وجودها في سوريا، إذا حدث ذلك، على أنها خيار تكتيكي قابل للعكس.

وفي الوقت الحالي، تبدو الحرب الشاملة بين إيران و(إسرائيل) غير محتملة، وتريد كل من الولايات المتحدة وروسيا سحب قواتهما بعد تأمين مصالحهما الاستراتيجية الخاصة.

ويبدو أن القوى الإقليمية تتفق على أن المواجهة العسكرية الأوسع ستزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.

وبدلا من متابعة مثل هذا الخيار المكلف، قد يختار المحور الإسرائيلي-الأمريكي-الخليجي زيادة الضغط العسكري والاقتصادي على إيران في سوريا وأماكن أخرى لتعزيز جهود تغيير النظام في طهران.

ومع ذلك، لا توجد علامات موثوقة على انهيار النظام الإيراني، ومن المرجح أن يستمر التنافس بين إيران و(إسرائيل) في العديد من المجالات، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، مع محاولات قرصنة متبادلة تم الحديث عنها مؤخرا في كلا البلدين.

المصدر | جودت بهجت | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب السورية العلاقات الإيرانية الإسرائيلية

رئيس الأركان الإسرائيلي يتوقع مواجهة مع إيران في 2020

تقرير بحثي إسرائيلي: فرص المواجهة مع إيران تتزايد

مقتل جنديين من قوات الأسد إثر غارات جوية إسرائيلية

بهجوم إسرائيلي.. مقتل 5 من ميليشيا إيران في سوريا

انفجار بحماة.. قوات الأسد تعلن التصدي لأهداف معادية

روسيا وتركيا وإيران: هجمات إسرائيل على سوريا تزيد توتر المنطقة