حث مركز أبحاث إسرائيلي مرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب المسؤولين هناك على إعداد دولتهم المزعومة لتكون قادرة على المبادرة بشن حرب على "حزب الله" في لبنان، مشددا على أن التقديرات بشأن مستقبل المواجهة على الجبهة الشمالية "ليست متفائلة".

وحذر "مركز يروشليم للاستراتيجية والأمن" من أن العام 2020 يمكن أن يشهد مواجهة واسعة مع إيران، على خلفية إقدامها على تجاوز الاتفاق النووي والتوجه بشكل مكثف إلى تخصيب اليورانيوم ردا على العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

كما لم يستبعد أن تقوم تل أبيب بتوجيه ضربة عسكرية وقائية ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المتمردة في اليمن.

وتوقع المركز، الذي يعد الجنرال "يعكوف عامي درور"، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي، كبير الباحثين فيه، أن تواصل الإدارة الأمريكية سياسة "الضغط الأقصى" عبر تكثيف العقوبات الاقتصادية الهادفة إلى المس باستقرار نظام الحكم الإيراني، حسب صحيفة "هارتس" العبرية.

وفي السياق ذاته، ذكرت "هارتس" أن (إسرائيل) أدخلت تغييرات على استراتيجيتها الهادفة إلى منع إيران من التمركز عسكريا في سوريا.

وأوضح المحرر العسكري بالصحيفة "عاموس هارئيل" أن محاولات إيران الرد على الغارات الإسرائيلية وكثافة النيران التي تطلقها المضادات الجوية السورية ألزمتا جيش بلاده بإدخال تعديلات على أنماط سلوكه العسكري في سوريا.

وأشار "هارئيل" إلى أنه على الرغم من أن عدد الغارات التي تشنها (إسرائيل) في سوريا تراجع بشكل واضح، إلا أن محاولات إيران التمركز عسكريا هناك ومواصلة تهريب السلاح لـ"حزب الله" وتصميم (إسرائيل) على إحباط ذلك يعني أن التصعيد سيتواصل خلال العام المقبل.

واعتبر أن القيادة الإسرائيلية تواصل إطلاق التهديدات الهادفة إلى المس بدافعية كل من "حزب الله" وإيران بالمواجهة.

ولفت إلى أن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" شدد، أخيرا، على أن الدولة اللبنانية ستدفع "ثمنا باهظا جدا" حال سمحت لـ"حزب الله" بالعمل انطلاقا من أراضيها ضد (إسرائيل)، في حين هدد وزير حربه "نفتالي بنت بتحويل" سوريا إلى "فيتنام إيرانية".

ولفت "مركز يروشليم" إلى أن (إسرائيل) تخشى أن جماعة الحوثيين تخطط في هذه الأثناء لشن هجوم مفاجئ عليها باستخدام صواريخ ذات دقة إصابة عالية.

وذكر أن الأسطول الأمريكي ضبط، أخيرا، سفينة إيرانية تنقل قطعا لتصنيع صواريخ ذات دقة إصابة عالية كانت في طريقها إلى الحوثيين، مشددا على أن الكشف عن السفينة الإيرانية جاء نتاج التعاون الاستخباري الوثيق بين الولايات المتحدة و(إسرائيل).

وأشار المركز إلى امتلاك (إسرائيل) طائرات متقدمة من طراز "إف-35" يمكنها الوصول إلى أي مكان في الشرق الأوسط وتنفيذ عمليات قصف دون أن يتم اكتشافها، ويمكنها ضرب أهداف الحوثيين في اليمن.

كما أشار إلى أن قادة جماعة الحوثيين هددوا، أخيرا، صراحة باستهداف المصالح الإسرائيلي في البر والبحر.

وتوقع المركز أن تكون التهديدات الحوثية جاءت في إطار مخطط إيراني لإعداد الرأي العام العالمي لتحرك عسكري ضد المصالح الإسرائيلية انطلاقا من اليمن ردا على الغارات التي تنفذها إسرائيل في العراق وسوريا.